التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الإخوان والسلفيون والأقباط: تعليق على جولة الإعادة في الانتخابات

الإخوان والسلفيون والأقباط
تعليق على جولة الإعادة في الإنتخابات
5 ديسمبر 2011


In taberna quando sumus, non curamus quid sit humus, sed ad ludum properamus, cui semper insudamus... sed pro Baccho mittunt sortem (Carmina Burana)
حينما نكون في الحانة: نتغافل الموت، نندفع إلي طاولات المقامرة، هناك يتصبب عرقنا... ونلقي بالنرد إلي باخوس (كارمينا بورانا)

أسفرت المرحلة الأولى للإنتخابات المصرية لعام 2011، عن إنحصار جولات الإعادة فيما بين حزب الحرية والعدالة الذي يمثل الإخوان السلمون وحزب النور الذي يمثل التيار السلفي في مصر.
فماذا كان موقف الأٌقباط الذي يفترض أنهم يمثلون اللبنة الأساسية للتيار الليبرالي في مصر؟
كان قرار معظم الأقباط انه بدلاً من إبطال أصواتهم، سينزلون للتصويت لصالح الأخوان في مواجهة السلفيين.
(إضغط لقراءة المزيد)
 سيكتب التاريخ إذًا ذلك العار:
أن أقباطًا  تحالفوا مع الأخوان الذين طالما كفروهم وأهانهم وأعتبروهم درجة ثانية، ووقتها لن يكون مبرر إسقاط السلفيين مبررًا مقبولاً.
هل اتي اليوم الذي يصوت فيه الأقباط للذين يضطهدونهم ويكرهونهم وينتقصون من مواطنتهم؟؟!!!!
سيكتب التاريخ ذلك العار حتمًا

هؤلاء الذين قالوا أن الأخوان هم أفضل من السلفيين وأن اراءهم أكثر إتزانًا، لم يعرفوا شيئًا عن التاريخ، بل إنخدعوا بمظهر الأخوان الخارجي دون أن وعي.

إن قراءة سريعة لبعض مواقف الإخوان تجعل الأمر جليًا أنه لا فرق مطلقًا بينهم وبين السلفيين.

1. بعض المواقف من الأقباط:
- يتضمن العدد رقم‏56‏ شهر ديسمبر عام 1980 من مجلة الدعوة الناطق الرسمي باسم الجماعة‏,‏ سؤالا حول حكم بناء الكنائس في ديار الإسلام‏.‏
وتأتي إجابة مفتي الإخوان‏,‏ الشيخ محمد عبد الله الخطيب‏,‏ صادمة بكل المقاييس حيث يؤكد الرجل‏:‏ ان حكم بناء الكنائس في ديار الإسلام علي ثلاثة أقسام‏:‏
الأول‏:‏ بلاد أحدثها المسلمون وأقاموها‏..‏ كالمعادي والعاشر من رمضان وحلوان وهذه البلاد وأمثالها لايجوز فيها احداث كنيسة ولابيعة‏,‏
والثاني‏:‏ مافتحه المسلمون من البلاد بالقوة كالإسكندرية بمصر والقسطنطينية بتركيا ‏..‏ فهذه ايضا لايجوز بناء هذه الأشياء فيها‏,‏ وبعض العلماء قال بوجوب الهدم لأنها مملوكة للمسلمين‏,‏
القسم الثالث‏:‏ مافتح صلحا بين المسلمين وبين سكانها‏,‏ والمختار هو إبقاء ماوجد بها من كنائس وبيع علي ما هي عليه في وقت الفتح ومنع بناء أو اعادة ما هدم منها الا اذا اشترطوا في عقد الصلح مع الإمام اقامتها‏,‏ فعهدهم الي ان يكثر المسلمون علي البلد ويختم مفتي الجماعة فتواه القاتلة بالقول‏:‏ إنه لايجوز احداث كنيسة في دار الإسلام‏.‏
المفهوم من الفتوي‏,‏ في غير لبس أن البلاد التي أحدثها المسلمون وأقاموها لا تتسع لغير المسلمين‏

- حديث المرشد العام مهدي عاكف لمجلة آخر ساعة (بتاريخ 20 يوليو 2005) حيث قال: "إننا نؤمن بالديمقراطية إيمانا كاملا لأنها هي التي تأتي بانتخابات حرة نزيهة، أما بالنسبة للديمقراطية التي لا حدود لها والتي تقول أن رأي الشعب هو كل شيء نقول لها "لا".. رأي الشعب مقنن بشريعة.. وهذا هو الفرق بيننا وبين غيرنا، إنما نحن ديقراطيون إلي أقصي حدود الديمقراطية، فلا ننسي أن الدستور المصري يقول أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.."،
وقد نشر منتدي الملتقى التابع للإخوان هذا الحوار تحت عنوان: حوار ولا أروح مع فضيلة المرشد
- فتوي مصطفي مشهور" بأن مرجعية الحكم هو الشريعة الإسلامية، وأن على الأقباط أن يدفعوا الجزية بديلا عن إلتحاقهم بالجيش حتى لا ينحازوا إلى صف الأعداء عند محاربة دولة مسيحية" (الأهرام ويكلي 13 إبريل 1997)
[لم أستطع وضع الرابط لأن موقع الأهرام لايقدم الإصدارات السابقة لعام 1998]

- تصريح لمحمد حبيب لصحيفة الزمان يقول "نحن جماعة الأخوان نرفض أي دستور يقوم على القوانيين المدنية العلمانية، وعليه لا يمكن للأقباط أن يشكلوا كيانا سياسيا في هذه البلاد. وحين تتسلم الجماعة مقاليد السلطة والحكم في مصر فإنها سوف تبدل الدستور الحالي، بدستور إسلامي، يحرم بموجبه كافة غير المسلمين من تقلد أي مناصب عليا، سواء في الدولة أو القوات المسلحة، لأن هذه الحقوق ستكون قاصرة على المسلمين دون سواهم، وإذا قرر المصريون إنتخاب قبطي للمنصب الرئاسي، فأننا سوف نسجل أعتراضا على خطوة كهذه باعتبار أن ذلك خيارنا نحن". (صحيفة الزمان 17 مايو 2005)
[لم أستطع وضع الرابط لأن موقع الجريدة لايقدم الإصدارات السابقة لعام 2008]

- تصريح آخر لمحمد حبيب مع منى الطحاوي في الشرق الأوسط يقول: "أن الأقباط سيكونون خاضعين للشريعة الإسلامية مع بقية المصريين" (مني الطحاوي الشرق الأوسط 18 أغسطس 2005) وبعد الهجوم على هذه التصريحات كتب محمد حبيب مقالة في الشرق الأوسط " تتلخص نظرتنا للأقباط على أنهم مواطنون لهم كافة حقوق المواطنة، ويترتب على ذلك حقهم الكامل في تولي الوظائف العامة ما عدا رئيس الدولة" (الشرق الأوسط 27 نوفمبر 2005)
- في حوار لسامح فوزي مع مأمون الهضيبي عام 1995، سأله: هل الأقباط مواطنون أم أهل ذمة، فأجاب : الأثنان. قال له أريد عبارة أكثر تحديدا . قال بوضوح "هم أهل ذمة (جريدة الحياة 30 نوفمبر 2005)

- يقول حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين "وجوب قتل أهل الكتاب، وأن الله يضاعف أجر من قاتلهم" وعن توظيفهم "لا بأس بأن تستعين بغير المسلمين عند الضرورة وفي غير مناصب الولاية العامة". (مجموعة رسائل حسن البنا الطبعة الشرعية 1990 ص 280، ص 394)
[لتحميل الكتاب http://www.saaid.net/book/5/887.zip]

2. الإقتصاد والبنوك:
في سؤال على موقع الإخوان المسلمين عن كيف سيتعامل الإخوان مع فؤائد البنوك الربوية؟ كانت الإجابة تمامًا كإجابة السلفيين:
الاخوان المسلمون يؤمنون تماما ان الفوائد الربويه حرام لذالك ان قدر للحزب تشكيل الحكومه فسيطرح ان يكون(النظام الاقتصادى الاسلامى) هو البديل و كما يذكر ان الولايات المتحدة الامريكية لجات اليه فى العديد من البنوك بعد الازمه الاقتصاديه العالميه وسيتم استفتاء فى مجلس الشعب وله ان يوافق او يرفض.
الموقع:

3. تطبيق الشريعة:
في مقال للدكتور عطية فياض بتاريخ 12 نوفمبر 2011 على موقع الإخوان الرسمي كتب الآتي عن تطبيق الشريعة:
لا شك أن تحكيم الشريعة الإسلامية وتطبيق أحكامها أمر واجب، وفرض لازم، وحكم قاطع ثابت بالأدلة الصحيحة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ولا خيار لمسلم ولا مسلمة ولا لمجتمع من المجتمعات في ذلك، ومن اختار شرعًا غير شرع الله أو بدل وعطل فقد أوقع نفسه في غضب الله ومقته وسخطه فضلاً عما يلحقه في الدنيا من شقاء وعنت ومشقة وحرج، والنصوص كثيرة في ذلك مما يبين أن تحكيم الشريعة الإسلامية من لوازم الإيمان ومقتضى الإسلام، قال تعالى (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (65)) (النساء).

4. السياحة:
في حوار لمحمود حسين أمين عام جماعة الإخوان المسلمين مع جريدة روزاليوسف اليومية بتاريخ 26 اكتوبر 2011 عن السياحة فقد تحدث الرجل بوضوح كامل عن رفض الجماعة - لما أسماه- سياحة الفسق والفجور والعري قائلا: "من لا يحترم عادات وتقاليد المجتمع لا يأتي" مؤكدًا أن من حق السائح ان يزور مصر لمشاهدة الآثار والاستمتاع بالجو، لكن ان يخالف تقاليد المجتمع المصري فهذا مرفوض.

إذا لماذا يبدو ان الأخوان أكثر تسامحًا وان السلفيين أكثر تشددًا؟!
السبب بسيط: هو أن الأخوان يتبنون فقه الأولويات... لكن هنا مكمن الخطورة على عكس ما يعتقد البعض، بحسب موقع الأخوان فتعريف فقه الأولويات هو ما يلي:
"هو يبين فقه مراتب الأعمال، وأيها يجب أن يُقَدم، وأيها يجب أن يُؤَخر، ويبين فقه النسب بين الأحكام، أيها واجبٌ وأيها مستحبٌّ، وأيها محرمٌ، أيها يستحق الاهتمام، وأيها لا يستحق، أيها حان وقته، وأيها يمكن تأخير الحديث عنه ليس تقليلاً من شأنه وإنما مراعاة لواجب الوقت، وهكذا."
راجع موقع الأخوان على الرابط:
لاحظوا الجملة الأخيرة: "أيها يمكن تأخير الحديث عنه ليس تقليلاً من شانه وإنما مراعاة لواجب الوقت وهكذا"... ولو بحثنا على تعريف فقه الأولويات عند الأخوان وغير الأخوان سنجد التعريف واحدًا، فقه الأولويات لا يقلل من شان قضية ما وإنما يؤجلها قليلا حتى يكون الوقت مناسب لتفعيلها.

وهذه النقطة تجعل من الإخوان أكثر خطورة،فالفارق هنا بين السلفيين والأخوان، ان السلفي صدامي لا يتلون ويقول ما يؤمن به مباشرة، لكن الإخواني يمارس ما يمكن ان نطلق "التقية السياسية" او بتعريف أضيق "فقه الأولويات"، طريقة السلف الصدامية تنفر الجميع وتجعل المجتمع يتبني مواقف مضادة سريعًا ويلفظ التيار السلفي في وقت سريع، لكن الأخوان بطريقته: "إتمسكن حتى تتمكن"، يعملون ببطئ وهدوء وبتلون ودون حقيقة واضحة ويتسللون دون ان تشعر وفجأة تجدهم قد حققوا ما يريدون بالخداع، وهو مشابه كثيرا لما حدث في ايران.

و برغم ما يظهر لنا من موقف عدائي للسلف مقابل موقف مرن للأخوان تجاه العديد من القضايا، فالأخوان مهما بدوا متسامحين ففي النهاية يجمع الاخوان والسلفيين رابطة واحدة (ايدولوجية) هي سلة اهل السنة والشريعة الاسلامية.

في الواقع إتجاه التيارالسلفي يجعله سريع الصدام مع الشارع، ومواقفه عنيفة ومباشرة ستجعل الناس تنفر منه مع الوقت. لما سيترتب عليه من تضييق شديد في الحريات، وسيكون سقوطهم سريعا جدا
أما الأخوان فلن يصطدموا مع الشارع بل سيجعلون الشارع يصطدم بالشارع، وهي لعبة تكوّن جزءا اساسيا في التقية السياسية. وصدام الشارع بالشارع يعني جعل التيار الليبرالي في مواجهة اختيارات الشارع المتأسلم بطبيعته، فقوانين قمع الحريات وغيرها ستطرح على الشارع ومجلس الشعب الذي بدوره سيوافق عليه، ولو اعترض التيار الليبرالي فسيكون ضد الديموقراطية، وقد صرح المرشد العام بذلك قائلاً "سيتم استفتاء فى مجلس الشعب وله ان يوافق او يرفض". بعكس التيار السلفي الذي سيحاول فرض قوانينه بالقوة.

يقول طارق حجي على موقع الحوار المتمدن في مقال بعنوان دانات بتاريخ 4 ديسمبر 2011:
"المؤمنون بفكر الإخوان المسلمين والسلفيين وأعضاء الجماعة الاسلامية وتنظيم الجهاد وكل الفروع الاخرى للاسلاميين تؤمن بنظرية المودودي عن "الحاكمية" والتي قدمها لاسلامي المجتمعات العربية سيد قطب (1906 / 1966) . وبإشتراك هؤلاء جميعاً في الايمان بنظرية الحاكمية ، تكون كل الاختلافات (والخلافات) بينهم هامشية وغير استراتيجية."

وفي مقال لحمود حمود على موقع "الأوان من اجل ثقافة تنويرية علمانية" بعنوان "الأخوان السلفية" بتاريخ 21 يوليو 2011، يقول:
 "هذا التحالف التكتيكي بين الإخوان والسلفية، أيضا، أوجه أخرى لا تتعلق بطبيعة المرحلة، بقدر ما ترتبط عضوياً بجوهرية الإيديولوجية الدينية العليا التي تجمع هذين التيارين. فالاختلافات العلنية السابقة بينهما التي كانت تظهر للعلن ليست سوى فقاعات فقهية، أو في أحسن حالاتها إعلامية "سياسية.... بالأصل، إن بنية التفكير السلفي ترفض رفضاً قاطعاً فكرة الديمقراطية لكونها ليست فقط منتجاً صليبياً غربياً، وإنما لتعارضها الجوهري مع البنى الثيولوجية التي يحملها السلفي في كيانه الديني، وخاصة أنها تكرس مبدأ التعددية في الحكم على حساب الحكم الواحدي للآلهة. و"سيفان لا يجتمعان في غمد واحد"، يقول السلفي. بالتأكيد الإخواني لا يستطيع أن يعتقد بعكس هذا الكلام، ما دام عقله مرتهنا إلى لاهوت ديني؛ لكن ربما يبدو لنا أنه أقل حدة في هذه النقطة من أخيه السلفي. هذا صحيح للوهلة الأولى. لكن فحصاً دقيقاً للحامل الفكري والديني عند كل منهما سيسفر عن نتيجة مهمة وهي أن بنية المنطلق اللاهوتي واحدة، وليس ثمة أي افتراق بينهما في تبنيها إيديولوجياً، سوى من الناحية الإجرائية والعملية في تطبيقها على أرض الواقع.
لا يختلف السلفي والإخواني حول أن الإسلام هو الحل لهذه المجتمعات، بغض النظر عن الاختلافات الشكلية في تطبيق هذا المبدأ. فما يجعهم في هذا السياق هو المبدأ الثيولوجي نفسه بشأن حاكمية السماء على رقاب البشر. ويكاد هذا المبدأ لا يجمع هذين التيارين فقط بل معظم أطياف الإسلام السياسي على اختلاف تلاوينه؛ إلا أنه عند التيارات السلفية والجهادية يظهر بنحو أوضح. لكن أخطر ما يُتخوف منه حقيقة بهذا التحالف هو أن يتحول الإخوان إلى التحالفات مع السلفيين ذوي الطابع الحركي المسلح، بحيث يصبحون العقل السياسي المدبر لأي عمل حركي إسلامي. وهذا ليس ببعيد. وثمة دراسات وتقارير تفيد بشأن ارتباط الإخوان بالقاعدة. وقد قرأنا التصريحات الإخوانية والحمساوية (حركة حماس) المستنكرة لمقتل بن لادن، بحجة كما يقول البعض، الطريقة التي قتل بها! ومؤخراً شهدنا في مصر الحوادث الطائفية، التي كان السلفيون وراءها كما بدا على السطح. لكن طريقة استغلال الإخوان لهذه الحوادث للتشهير الإعلامي بمواقفهم الرافضة لها، هو ما وضع إشارات استفهام حول دورهم بها، أنهم هم ربما يكونون العقل المدبر لها، وذلك لاستغلالها إعلامياً أمام الرأي العام.... السلفي في هذا السياق يتميز ببساطة فكرية مقارنة بأخيه الإخواني. فهو من بداية الخط يرفض الديمقراطية جملة وتفصيلاً، ولا يتعب نفسه بمناقشتها. أما الإخواني فلا. لكن ما يجمع بينهما هو ذات الشيء في رفض الثقافة الديمقراطية ذاتها. أما على الصعيد التكتيكي والعملي الإجرائي ينقلب الإخواني بقدرة قادر إلى ديمقراطي ليتحدث باسم المجتمع (الأغلبية) ومصالحها…الخ، فلا يعيبه عندئذ التحدث في الجامع عن "الفضائل الدينية" لصندوق الاقتراع!... الآن الإخوان لا يتحدثون –ولا يستطيعون التحدث- عن الديمقراطية إلا بوصفها فعلاً إجرائياً. أما التحدث عنها بوصفها ثقافة "مدنية" شعبية لا علاقة للسماء بها، فهذا سيزيح البساط من تحت أرجلهم، ويفقدهم مشروعيتهم. وهكذا لا نستغرب تلكؤ إخوان مصر إلى الآن عن الإجابة عن أسئلة مصيرية بشكل محدد وواضح حول تولي المرأة مقاليد الحكم، ولا حتى استلام قبطي مسيحي وانضواء الإخواني تحت حكمه، ولا حتى مناقشة قضايا صغيرة أخرى. وما زالت المعركة التي استعرت ضد نصر حامد أبو زيد حاضرة في الأذهان. الإخواني ليس ديمقراطياًَ إلا عند صندوق الاقتراع، أما في بيته وفي فكره وسلوكه، فتبقى هذه مسائل معلقة بأحابيل الخرافة واللاهوت."

في الختام أرجو أن تقرأوا هذه الكتب عن تاريخ وحقيقة الإخوان:
الإخوان المسلمون: هل هي صحوة إسلامية؟ (السيد يوسف-مصطفى عبادى)
التاريخ السري للإخوان المسلمون (مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية)
الإخوان المسلمون بين الإبتداع الديني والإفلاس السياسي (على السيد الوصيفي)



تعليقات

  1. اختلف معاك مينا في إن الأقباط هم "اللبنة الأساسية للتيار الليبرالي في مصر"؛ هم ليس لهم توجه سياسي؛ بل توجههم "توجه ثقافي" ضد الإسلام، وليس حتى ضد المسلمين أو المتأسلمين.
    وهنا أنا لا أتحدث عن النخبة المثقفة من الأقباط؛ لأنهم قلة قليلة لا يمثلوا جموع الأقباط أو حتى جموع المصريين، لأن جموع الأقباط -حتى الآن- يمشون وراء رأي قادتهم الدينيين؛ مثلهم تماما مثل المسلمين -وبالطبع لي كلهم- الذين صوتوا لصالح الاخوان أو السلفيين.

    وأعتقد -أي أؤمن وأؤكد- أن اللبنة الأساسية للتيار الليبرالي في مصر هم ليسوا من الأقباط، وليسوا كللهم من الصفوة أيضًا، والدليل على ذلك؛ عندما تتابع آراء جموع الشباب المصري العادي المستخدم لتويتر ستجد أن معظمه ليبرالي، ومعظمه غير قبطي؛ وحتى لو فيه اقباط على تويتر فهم إمَّا غير مشاركين، أو متابعين بحذر. ومستخدمي تويتر هم عينة من الشعب المصري.

    مثال آخر؛ كم عدد القيادات الليبرالية من الأقباط في الشارع المصري؟ وإن وجدت؛ هل تعتبر نفسها، سياسيًا،قبطية أم مصرية؟!

    للأسف القيادات الكنسية -في السابق وحتى الآن-تعاونت -وتتعاون- مع الدولة لتحويل الأقلية القبطية -التي من المفترض أن تعلب دورًا كبيرا -وأيضًا ليبراليًا كما اشرت في مقالك- لضبط التوازن في المجتمع المصري؛ ولكن تم تهميشها وجعلها مش القطيع الذي ليس له رأي -وذلك بيد القيادات الكنسية قبل الدولة.

    بالطبع الأمل في النخبة القبطية الشبابية التي لا أعتقد أنها تتعامل بطريقة أننا أقباط؛ بل تتعامل بطريقة أننا مصريين.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن آجيوس إستين (أوو كيريوس ميتاسو)

  ملحوظة لقراءة الكتابة القبطية يجب تحميل هذا ال Font (إضغط هنا) يُرجح أن الألحان الكنسية نشأت مع الكنيسة نشاة الكنيسة نفسها، وتنوعت الألحان بحسب التراث الثقافي والحضاري الذي نشأت فيه كل كنيسة محلية. وتعتبر الأحان الكنسية هي جزء لا يتجزأ من العبادة، فهي كما يشير القديس باسيليوس: إن الترنيم هو هدوء النفس ومسرة الروح، يسكن الأمواج ويسكت عواصف حركات قلوبنا.

الطقس القبطي وتطور القداسات الثلاثة

[محاضرة ضمن مادة الكنيسة القبطية التي أدرسها بكلية اللاهوت الأسقفية] الطقس الديني هو مجموعة أفعال وتصرفات رمزية يستخدم فيها الإنسان جسده (عن طريق حركات معينة أو إرتداء زي معين أو ترديد كلمات معينة) لكي يُجسد أفكاره ومفاهيمه الدينية، ويُعبر عن علاقته بالقوى الفائقة التي يعبدها، مع الوقت يصير الطقس نمطًا سلوكيًا وجزءًا اصليلآ من العبادة الدينية، فمن خلال الطقس الديني يعيد الإنسان إحياء وتعيين تجربة مقدسة هي تجربة/خبرة تفاعله/تلاقيه مع الله من هنا فالطقس الديني يحتوى على أمرين: الرمزية والسلوك الإجتماعي.  والطقس الديني الجماعي (مثل ليتورجيا القداس في الكنيسة القبطية) يعزز من الإحساس بالشركة والوحدة داخل الجماعة، فالأفراد يقومون بعمل واحد معًا، وبالتالي فهو يعبر بصورة حية عن مفهوم الكنيسة ووحدتها. والطقس الديني في أساسه ليس غاية لذاته بل وسيلة للتعبير عن الغاية: العلاقة مع الله/ الإيمان؛ وينفصل الطقس عن تلك الغاية، حينما تتحول الممارسة الدينية إلى غاية في ذاتها.

هل كان المسيحيون الأوائل أكثر إيمانًا وقداسة منا اليوم؟

  عزيزي، أنت تؤمن أن مسيحيو الماضي قد وُهبُوا إيمانًا وقداسة فائقين، فقد عَبَرْوا من بوتقةِ الاضطهاد العنيف والالام التي تتجاوز عتبة التحمل لمن هم في العصر الحديث. كما أنك تؤمن أن القديسين والشهداء الأوائل، ونُساك الصحراء هم نموذج لا يُمكن لنا نحن المؤمنين المعاصرين تحقيقه. ها أنت تأبى أن تترك حنين الماضي، أو أن تُقْدِمُ على الفحصِ المتأني للمشهد الإيماني المعاصر، حتى تكتشف ذلك النسيج المعقد للحاضر، الذي يتحدى هذه المقارنات السهلة.