التخطي إلى المحتوى الرئيسي

رسالة للكنائس حول توحيد موعد عيد القيامة

مينا فؤاد توفيق- عماد عاطف
يونيو 2014

قبل أن نبدأ
الشهر الماضي قدم قداسة البابا تواضروس الثاني دعوة لكنائس العالم لتوحيد موعد عيد القيامة. هذه الدعوة هي التي دفعتنا لكتابة هذه الرسالة التي يُفترض أنها تعبر عن  رأي قبطي يخاطب الكنائس الأخرى في إطار الحوار المسكوني.

الوحدة والحوار
تبدأ أُسس الحوار بتعريف الحوار ذاته: الحوار ليس حوارًا للماضي أو إجترار لخلافات الماضي؛ لكن الحوار ينظر إلى المستقبل من خلال التلاقي مع الحاضر. إن الحوار بحسب تعبير الأب فاضل سيداروس اليسوعي هو "موقف باطني من الاعتراف بالآخر المختلف وبما يعيشه من حقيقة وإقتناع وإلتزام" (علم لاهوت الاديان ص50)، وهو "إعادة النظر في الذات والنقد الذاتي، بصدق مع الذات، تحاشيًا لإمتلاك الحقيقة المطلقة" (ص51).

وبرغم من أن الحوار ليس حوارًا للماضي إلا أن وكما يشير مايكل انجلو ياكوبوتشي-  الرجوع الي ابعد المصادر التاريخية، وإيجاد روابط وتماثُل في أحداث بعيدة بقدر كبير-زمانًا ومكانًا- دائمًا ما يكون خير عون لنا في تفهم الحقائق (أعداء الحوار ص28). بل أن الماضي قد يكشف لنا عن مواقف مذهلة فبعض الأشياء التي نعتبرها اليوم بعيدة وغير مقبولة كانت مفهومة ومقبولة عند أبائنا.

الإحتياج للوحدة والتعبير عنها
كانت طلبة يسوع في صلاته الكهنوتية من أبيه "أن يكون الجميع واحدًا، كما أنك أنت أيها الآب فيّ وأنا فيك، ليكونوا هم أيضا واحدًا فينا"، لكن لم يتوقف يسوع هنا بل أضاف "ولست اسال من اجل هؤلاء فقط بل ايضًا من اجل الذين يؤمنون بي بكلامهم. ليكون الجميع واحدًا كما انك انت ايها الاب فيّ وانا فيك ليكونوا هم ايضًا واحدًا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتني".

يُعبر الأب كيرلس سليم بسترس عن رؤية طلبة يسوع و واقع الكنيسة المنقسمة هكذا: "إن إيمان العالم بالسيد المسيح على أنه مُرسل من قبل الله منوطٌ بوحدة المسيحيين ... فالعالم لن يعرف المسيح و لن يؤمن به مل لم نتحد نحن بعضنا مع بعض" (مقالات في اللاهوت و الحركة المسكونية، ص73).

 والواقع  أن الوحدة لا تعني التَماهي، أو تجاهل التنوع والإختلاف. فبرغم أن هدف الوحدة و الحوارات المسكونية بشكلٍ أو بآخر هو الإتحاد الكامل بين الكنائس، لكن ليس المقصود بالوحدة هو التماهي و الذوبان.
هناك ثلاثة تيارات معاصرة تحاول التعبير عن مفهوم الوحدة، تياران يعتبران وكأنها إعادة إحياء لهرطقات قديمة بينما التيار الثالث يُعبر عن الحقيقة الأرثوبراكسية [1]Orthopraxis.

أولاً تيار الأوطاخية: فكما كانت تقول البدعة الأوطاخية[2] أن الناسوت ذاب في اللاهوت، فهكذا ينادى هذا التيار مستعيناً بألفاظ عاطفية ليست موجودة على مستويات القيادات الكنسية بالذوبان بين الطوائف متجاهلاً ثراء التنوع وقيمة الإختلاف.
ثانيا تيار النسطورية: وهو الذي يناهض الإتحاد، فكما تقول النسطورية أن اللاهوت لم يتحد بالناسوت بل كان مجرد "إقتران"، هكذا هذا التيار الذي لا يرى أيه نقطة التقاء مع الطوائف الأخرى، و يهمل كم من العقائد الأساسية [3]Cardinal Doctrines [أي قانون الإيمان النيقاوي-القسطنطيني] التي نتفق عليها، و نرى هذا التيار يقتات فقط على الجدل العقيم في أمور مُعقدة و بعيدة تمامًا عن توصيل البشرى الخلاصية للإنسانية.
ثالثاً التيار الذي يتسق مع الرؤية الارثوبراكسية: و هو التيار الذي يرى نقاط الأتفاق الكثيرة و يرى أيضاً نقاط الأختلاف. هذه الرؤية هي أيضًا رؤية ثالوثية كريستولوجية. فكما تُعبِر المسيحية أن الله ثلاث أقانيم [أشخاص] و لكنه جوهر أو كينونة واحدة، فالأقانيم الإلهية متمايزة في الوقت الذي هي فيه متحدة مع بعضها البعض، بل  لقد عبر الآباء عن العمل الواحد الذي للثالوث قائلين "أن كل شئ من الآب بالاابن و في الروح القدس" و ليس هناك من تنافر أو تعارض أو تصارع بينهم، كذلك إيماننا الكريستولوجي، فالمسيح هو إله كامل و إنسان كامل في إتحاد حقيقي بدون تنافر أو ذوبان، هكذا أيضاً يجب أن نكون كمسيحيين متمايزين و لكن ليس متناحرين.
التراث والمرونة

من هذا القياس Analogy من الواجب أن نتحد كمسيحيين في أمر كالإحتفال بعيد القيامة برغم إختلاف تقاليدنا، خاصة أنه أمر يتعلق بتاريخ و ليس أمراً لاهوتياً أو عقيدياً، فكما نتعلم من قانون المجمع المسكوني الأول نيقية، فبينما يتحدث المجمع عن أمراً تنظيمياً يقول "لقد أستحسن المجمع المقدس هذا" (قانون رقم 20)، لكن عندما يتعلق الأمر بقانون الإيمان يقول المجمع "نؤمن".

يجب إن أن نفرق جيداً بين وديعة الإيمان التي لا تتغير وبين الشكل الخارجي لها، يعبر القديس أغسطينوس عن هذا الأمر قائلاً:  "إن ما لا يناقض الإيمان و لا يُعارض القيم الأخلاقية يجب أن ننظر إليه كأمر مرن، و يجب علينا أن نراعيه في سياق الشركة التي نحن أعضاء بها"[4]، و يذكر أيضاً في رسالته إلى يوناريوس Januarius أن التنوع في طرق العبادة المتباين من مكان لآخر، هو بمثابة مساحة من الحرية تركتها الكنيسة لتقنين العبادة في الكنائس المحلية. فهناك من يصومون السبت و هناك من يقومون بالإفخارستيا يومياً، و هناك من يتناولون يومياً و هناك من يتناولون في أيام دون الأخرى. كل تلك الأمور هي كما قال القديس أغسطينوس "مساحة حرية" وليست أمرًا دوجماطيقيًا.

يعلق الأب فاضل سيداروس: "فالتقليد الكنسي هو بالفعل عملية تسليم <وديعة الإيمان> الثابته عبر الأجيال، من جيل إلى جيل آخر في عملية متواصلة لا تنقطع. و لكن كل جيل يطبع وديعة الإيمان هذه بطابعة الخاص من حيث فهمها و تأويلها و تفسيرها، فتغتني وديعة الإيمان لا في جوهرها الثابت، بل في تعابيرها المختلفة من جيل إلى جيل، و من كنيسة إلى كنيسة. فمفهوم التقليد هذه عملية حية، دينامية، حركية" (الإنسان ذلك السر العظيم، ص26،27)
يكتب الأب مايكل كاسي Michael Casey قائلاً: "لقد كتب الأباء ليساعدوا الآخرين ليقتربوا فيتلامسوا مع تعاليم المسيح... لم يكن اللاهوت وظيفة ولا عملاً في الألفية الأولى. ولكنه كان مصاحبًا وملازمًا للعمل الرعوي... إنطلاقًا من تلك الرؤية فإن النصوص التي دًونت كانت نابعة من الواقع ولها سمة الإختبار والبعد التطبيقي". هذه الكلمات يجب ان تكون نقطة الإنطلاق لفهمنا وتعاملنا مع ذلك التراث الزغم الذي تنعم بها كنائسنا، فالتراث لا يجب أن يتحول إلى نوع من التابوهات التي لا تقبل التسامح أو المرونة. إن الآباء أنفسهم تعاملوا مع ذلك التراث بمرونة شديدة. علينا أن نفرق في نفس الوقت بين التراث كطبيق وممارسة وبين قاعدة الإيمان كأصل مشترك (قانون ايمان نيقية) لا يُقبل التنازل عنه. إن التقليد/التراث الكنسي ليس سجين الماضي، بل هو ممتد للحاضر والمستقبل هو تراث يزداد زخمة يومًا بعد يومًا من خلال ممارسة الكنيسة وخبراتها الروحية الطقسية التي تكتسبها عبر الزمن، وكل جيل يضفي طابعه وخبرته الخاصة على هذا التقليد، وهذا يعني أن المجال منفتح أمام الكنيسة في حفظها للماضي وإبداعها للحاضر عن طريق خبرتها الماضية ومكتسباتها الحاضرة.

من جدال قديم إلى فهم جديد
في القديم نشب النزاع بين كنائس آسيا الصغرى وسائر كنائس العالم حول موعد ممارسة عشاء الفصح: هل في اليوم الرابع عشر من شهر نيسان أو في يوم أحد عيد القيامة دون مراعاة للتقويم اليهودي. مسيحو آسيا الصغرى اعتادو ا الاحتفال بالفصح في الرابع عشر من شهر نيسان مهما كان اليوم. اما باقي الكنائس فكانت تحتفل بذكرى موت المسيح يوم الجمعة وبذكرى القيامة في يوم الأحد التالي للبدر بعد الاعتدال الربيعي (رج يوسابيوس القيصري، تاريخ الكنيسة، جزء 4 فصل 25-27)

كان موقف ايريناوس متميزًا فبينما هو يقدم نصحًا حول كيفية علاج الأمر، كان مدركًا أن النزاع لا يجب أن يترقى فوق ما ينبغي فيهدد وحدانية الكنيسة، ففي النهاية الكل يحتفل بفصح المسيح وقيامته:
[... من بينهم ايريناوس، الذي ارسل رسائل باسم الاخوة في بلاد الغال، الذي كان يترأس عليهم، مصرحًا بأن سر قيامة الرب يجب أن يحفظ فقط في يوم الرب. وحقًا فعل، اذ نصح فيكتور بأن لا يقطع كنائس الله برمتها حافظت على تقليد عادة قديمة. وبعد كلمات كثيرة يستأنف الحديث قائلاً: لأن النزاع ليس محصورًا في اليوم فقط، بل يتعلق بطريقة الصوم. فالبعض يظنون أنهم يجب أن يصوموا يومًا واحدًا وغيرهم يومين، وغيرهم أكثر. والبعض يحسبون يومهم اربعين ساعة وليلا. وهذا الاختلاف في حفظ الصوم لم ينشأ في ايامنا بل في ايام ابائنا قبل ذلك بوقت طويل. ويبدو انهم لم يراعوا الدقة التامة، وهكذا تركوا لأنسالهم عادة تتفق مع بساطتهم وطريقتهم الخاصة. ومع ذلك فقد عاش جميع هؤلاء في سلام، ونحن ايضًا نعيش في سلام مع بعضنا بعضًا وعدم الاتفاق في الصوم يؤيد الاتفاق في الايمان] (يوسابيوس القيصري، تاريخ الكنيسة، 5. 24)

الزمن الحاضر
تلك المعالجة القديمة التي قام بها إيريناوس- تدفعنا حتمًا إلى معالجة أكثر شمولية وحداثة في عالمنا المعاصر. فقد إستطاعت الكنيسة بينما كانت لازالت ناشئة ومهددة أن تتفق على الإختلاف في وقت كان يستلزم أن تكون فيه متحدة في كل شئ من أجل البقاء؛ لكن وبحسب كلمات ايريناوس نجحت الكنيسة في أن تجعل : "عدم الاتفاق... يؤيد الاتفاق في الايمان".
يشير الأب فاضل سيداروس اليسوعي أن "جذور أي حوار تتأسس أولاً على الخبرة الإنسانية التي يعيشها كل إنسان، فيعبر عنها ليشارك الآخرين فيما يعيشه" (علم لاهوت الاديان، ص46)؛ إن خبرتنا الإنسانية ككنسية عبر عصور من الإضطهاد والإختلاف والصراع والتصارع قد أضافت الكثير إلى رؤيتنا كجماعة تهدف في غايتها الأولى إلى الشهادة بالإيمان والذي يتأسس على حقيقة المسيح القائم والمنتصر Christos Victor. لقد علمتنا الخبرة التاريخية الإنسانية أن غاية الحياة هي الإتحاد بالمسيح، الذي هو عبر الإتحاد بالكنيسة الجامعة ككل، كما علمتنا ظروف الحداثة وتحدايتها الوجودية والفلسفية، أننا يجب أن نصير أكثر تقاربًا وإتحادًا كي ننجح في التعبير عن والشهادة لـ حقيقة المسيح القائم المنتصر: "وان لم يكن المسيح قد قام فباطلة كرازتنا وباطل ايضا ايمانكم.  ونوجد نحن ايضا شهود زور لله لاننا شهدنا من جهة الله انه اقام المسيح وهو لم يقمه ان كان الموتى لا يقومون" (اكو 14:15-15) أي أنه بدون التمسك بحقيقة الشهادة بأن المسيح قد قام من بين الأموات ينهار الإيمان المسيحي.

إن أعظم شهادة نقدمها للبشرية الساقطة والعالم الذي يئن تحت الالام المرض والخوف والحروب والإنحلال والشكوك والإلحاد هو شهادة المسيح القائم والمنتصر. تلك الشهادة تتجلى في أعظم صورها في إحتفال العالم المسيحي كله بالمسيح القائم في يوم واحد حيث تتحد كل الكنائس مصلية كي يعرف العالم الساقط يسوع المخلص؛ إن إتحادنا في الإحتفال بعيد القيامة المجيد هو أعظم شهادة نقدمها عن حقيقة القيامة كحدث إيماني وتاريخي.

إن القيامة هي النقطة الحاسمة التي تلتقي فيها الإنسانية بيسوع، وهي اللحظة التي قامت فيها البشرية المائتة في إتحادها بيسوع القائم، إن أقوى تعبير عن هذا الإتحاد هو إتحاد الكنيسة في تعبيرها عن هذه النقطة الفارقة في التاريخ البشري: "ليكون الجميع واحدا ، كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك، ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ، ليؤمن العالم أنك أرسلتني" (يو 21:17)شهادة يسوع هذه تعطينا رؤية لكيفية الإنطلاق نحو العالم: الوحدانية.

القيامة والخطوة الحرجة
تعتبر قيامة يسوع كحدث إيماني تاريخي، واحداً من أهم الموضوعات التي تُناقش في الأكاديميا الغربية، يشير جاري هابرماس أن هناك حوالي 3400 مقالة أكاديمية نُشرت في دوريات أو كتب كُتبت بالإنجليزية، الألمانية و الفرنسية بين 1975 حتى 2005[5] عن القيامة.

إن بقائنا في جدال حول موعد عيد القيامة و حتى الإحتفال به في توقيتات مختلفة بالتأكيد ليس هو الحل الأمثل في مواجهة التيارات المشككة في قيامة يسوع، كما أنها ليست التعبير الحقيقي عن عن تلك الوحدة المنشودة في صلاة يسوع "أن يكون الجميع واحدًا".
ليست الوحدة هو تخلي عن تراث زخم تركة آباء كل كنيسة و ليست هي أيضاً تماهي بينهم و لكن القضية الحقيقية  هي ما الذي تركه لنا هؤلاء الآباء ، هل تركوا لنا "وديعة الأيمان" أي عمل الرب الخلاصي بيسوع المسيح في التاريخ أم إننا نختزل إرثهم الثمين في مجرد جدل حول تواريخ نتناحر بيننا و بين بعض عن صحتها.

 نحن الآن أمام مفترق طرق إما أن نأخذ المبادرة و المغامرة لكي نخطو تلك الخطوة التي قد تبدو حرجة إلى الأمام حتى نتقدم كي "نستعيد الكنيسة تحت رأس المسيح" [مثلما يعبر ايريناوس]، مُعلنين كمسيحيين من شتى الطوائف لكل الخليقة قيامة يسوع الناصري، أو إننا سنقف ناظرين لخلافات عَفى عنها الزمن، علينا كما يقول البابا يوحنا بولس الثاني "إزاء هذا النداء، كنائس الشرق و الغرب مدعوة معاً إلى أن تتركز على الجوهري. لا يسعنا أن نتمثل أمام المسيح سيد التاريخ منقسمين كما كنا، مع الأسف، على مدى الألف الثاني من المسيحية. هذه الانقسامات يجب أن تضمحل أمام التقارب و الوفاق، على الجراح أن تلتئم في سعينا إلى وحدة المسيحيين. علينا أولاً أن نتخطى أوهامنا ثم نتوجه اليه، هو المعلم الأوحد، فنشترك في موته بحيث نتطهر من تمسكنا الغيور بمشاعر و ذكريات- ليس لما صنع الله الينا من عظائم- بل لأحداث حصلت في ماضٍ لا تزال تنوء قلوبنا بثقله"[6] ، لقد كانوا آباءنا يصعدون الجبال [حسب تعبير أثناسيوس الرسولي] حينما تجبرهم الظروف لذلك، فهل سنتسلق الجبال كي نصنع التاريخ أم لا؟!!!


[1]  أي صاحب المسلك القويم.
[2]  في ذكرنا لبعض الهرطقات [الأوطاخية و النسطورية]  لايهمنا هل هذه الهرطقات فعلاً منسوبة لصاحبها أم لا، فكل ما يهمنا هو عرض الفكرة التي تنادى بها هذه الهرطقة  و لا نتطرق لمؤسس هذه الهرطقات، هذا الفرع المعرفي يُعرف "بتاريخ العقيدة" و ليس هدف هذه الوقة الجدا التاريخي حول أصالة/ عدم أصالة  نسبة الفكرة  لمن يُنسب له تأسيس الهرطقة.
[3] الجدير بالذكر أن هناك بيانين بين الكنيسة الكاثوليكية و الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صُدرا في لقائين
الأول في 4 أيار 1973، و كان لقاءً بين قداسة البابا بولس السادس و قداسة البابا شنودة الثالث و صُدر بيان مشترك جاء به "لقد تلاقينا رغبةً منا في تعميق الروابط بين كنيستنيا و إيجاد وسائل حسية تتيح التغلب على العوائق التي تُعرقل سبيل تعاوننا الفعلي في خدمة سيدنا يسوع المسيح الذي وهبنا خدمة المصالحة لنصالح العالم معه...إننا نعترف بإيماننا بالإله الواحد الثالوث، و ألوهية الابن الوحيد. و نعترف أن سيدنا يسوع المسيح هو إله كامل بالنسبة إلى لاهوته و إنسان كامل بالنسبة إلى نالسوته، و فيه لاهوته متحد بناسوته في وحدة حقيقية بلا اختلاط و لا امتزاج و لا التباس و لا انقسام و لا انفصام"
و الثالني قي 12 شباط 1988، بين الكنيسة القبطية الأرثوذكسيو الكنيسة الكاثوليكية حول عقيدة المسيح، في دير الأنبا بيشوي في وادي النطرون في مصر، و قد وقع عليه قداسة البابا شنودة و بعض الأساقفة و بطريرك الأقباط الكاثوليك الأنبا اسطفانوس الثاني  و بعض الأساقفة، ثم الأسقف  موريتي السفير البابوي و الأب بيير دوبريه أمين سر أمانة الفاتيكانية لتعزيز ، حيث يقول البيان "نؤمن أن ربنا و إلهنا و مخلصنا يسوع المسيح، الكلمة  المتجسد، هو كامل في لاهوته و كامل في ناسوته. و أنه جعل ناسوته واحداً مع لاهوته بغير اختلاط و لا امتزاج و لا تغيّر و لا تشويش، و لاهوته لم ينفصل عن ناسوته لحظة واحدة و لا طرفة عين، وفي الوقت نفسة نحرم كلاً من تعاليم نسطور و أوطاخي"
كتاب "مقالات في اللاهوت و الحركة المسكونية" للمطران كيرلس سليم بسترس، ص 181
[4]  كتاب "من هم آباء الكنيسة" للراهب سارافيم البراموسي ص 49
[5] Michael Licona, The Resurrection of Jesus: A Histographical Approach, p.19
[6] كتاب "مقالات في اللاهوت و الحركة المسكونية" للمطران كيرلس سليم بسترس، ص 192

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن آجيوس إستين (أوو كيريوس ميتاسو)

  ملحوظة لقراءة الكتابة القبطية يجب تحميل هذا ال Font (إضغط هنا) يُرجح أن الألحان الكنسية نشأت مع الكنيسة نشاة الكنيسة نفسها، وتنوعت الألحان بحسب التراث الثقافي والحضاري الذي نشأت فيه كل كنيسة محلية. وتعتبر الأحان الكنسية هي جزء لا يتجزأ من العبادة، فهي كما يشير القديس باسيليوس: إن الترنيم هو هدوء النفس ومسرة الروح، يسكن الأمواج ويسكت عواصف حركات قلوبنا.

الطقس القبطي وتطور القداسات الثلاثة

[محاضرة ضمن مادة الكنيسة القبطية التي أدرسها بكلية اللاهوت الأسقفية] الطقس الديني هو مجموعة أفعال وتصرفات رمزية يستخدم فيها الإنسان جسده (عن طريق حركات معينة أو إرتداء زي معين أو ترديد كلمات معينة) لكي يُجسد أفكاره ومفاهيمه الدينية، ويُعبر عن علاقته بالقوى الفائقة التي يعبدها، مع الوقت يصير الطقس نمطًا سلوكيًا وجزءًا اصليلآ من العبادة الدينية، فمن خلال الطقس الديني يعيد الإنسان إحياء وتعيين تجربة مقدسة هي تجربة/خبرة تفاعله/تلاقيه مع الله من هنا فالطقس الديني يحتوى على أمرين: الرمزية والسلوك الإجتماعي.  والطقس الديني الجماعي (مثل ليتورجيا القداس في الكنيسة القبطية) يعزز من الإحساس بالشركة والوحدة داخل الجماعة، فالأفراد يقومون بعمل واحد معًا، وبالتالي فهو يعبر بصورة حية عن مفهوم الكنيسة ووحدتها. والطقس الديني في أساسه ليس غاية لذاته بل وسيلة للتعبير عن الغاية: العلاقة مع الله/ الإيمان؛ وينفصل الطقس عن تلك الغاية، حينما تتحول الممارسة الدينية إلى غاية في ذاتها.

هل كان المسيحيون الأوائل أكثر إيمانًا وقداسة منا اليوم؟

  عزيزي، أنت تؤمن أن مسيحيو الماضي قد وُهبُوا إيمانًا وقداسة فائقين، فقد عَبَرْوا من بوتقةِ الاضطهاد العنيف والالام التي تتجاوز عتبة التحمل لمن هم في العصر الحديث. كما أنك تؤمن أن القديسين والشهداء الأوائل، ونُساك الصحراء هم نموذج لا يُمكن لنا نحن المؤمنين المعاصرين تحقيقه. ها أنت تأبى أن تترك حنين الماضي، أو أن تُقْدِمُ على الفحصِ المتأني للمشهد الإيماني المعاصر، حتى تكتشف ذلك النسيج المعقد للحاضر، الذي يتحدى هذه المقارنات السهلة.