التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الكنيسة الحقيقية... والكنيسة الزائفة

رسالة الكنيسة

رسالة الكنيسة الحقيقية
الكنيسة رسالتها الحقيقة هي إستعلان محبة يسوع وملكوته للبشرية كلها: اي استعلان رسالة يسوع للعالم. بعين النبوة يكشف اشعياء عن إرسالية المسيح لذلك العالم المتألم: " رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ. لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ. 3 لأَجْعَلَ لِنَائِحِي صِهْيَوْنَ لأُعْطِيَهُمْ جَمَالاً عِوَضاً عَنِ الرَّمَادِ وَدُهْنَ فَرَحٍ عِوَضاً عَنِ النَّوْحِ وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضاً عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ فَيُدْعَوْنَ أَشْجَارَ الْبِرِّ غَرْسَ الرَّبِّ لِلتَّمْجِيدِ." (اش 1:61-3). في العهد الجديد جاء المسيح بشخصه مقدمًا هذه الرسالة: " كلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ" (يو 11:15)، كانت دعوة الله الدائمة: " تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ" (مت 28:11)


على الكنيسة إذًا ان تكون أداة شفاء وفرح، إداة إعلان قوة محبة الله ورجاؤه المقدم للبشرية الساقطة. الكنيسة ليست ديانًا، ولا جعلها الله لتكون ديانًا لصالحه.
جاء المسيح ليعلن الله للبشرية " اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ." (يو 18:1). أول الخطوات التي اعلن بها يسوع ابوة الله في محبتها للإنسان تقوم على معرفة إهتمام الله بالانسان نفسيًا وجسديًا. واعطى يسوع مقارنة فريدة يفتح بها اعين الناس على هذه المحبة، اذ وجه النظر الي الكائنات الأخرى: "انظروا الي طيور السماء... تأملوا زنابق الحقل" (مت 25:6-32).[1] لكن يسوع لا يتوقف عند هذه الخطوة، انه يُعلن محبة الله في معاملته للإنسان ككائن قد خلقه على صورته ومثاله، كائن روحي له ما يميزه عن الكائنات الأخرى... وبهذا يعامله ككائن حر له مطلق الحرية وعندما يسقط في الخطية، وعندما ينجذب الي شهوته فتتملك فيه الذات، لا يحطمه الله ويتخلص منه، بل يحاول ان يكتسبه، ويجتذبه اليه. وعندما يعتصم بالمقاومة العمياء يذهب الله بنفسه اليه لكي يرده الي الحظيرة، وعندا يرجع يحمله على منكبيه فرحًا مع كل ملائكته الابرار (لو 15).[2]

 ان الإنسان في نظر الله اسمى من الناموس نفسه " ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: «السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ" (مر 27:2)، فقد قدم ابنه الحبيب لأجل الإنسان. جاء يسوع مناديً باعلان الملكوت " جَاءَ يَسُوعُ إِلَى الْجَلِيلِ يَكْرِزُ بِبِشَارَةِ مَلَكُوتِ اللَّهِ. وَيَقُولُ: «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللَّهِ فَتُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ"(مر 14:1-15).
إن الحقيقة الاساسية في تعاليم يسوع هي المناداة بملكوت الله، والكنيسة هي التي تشهد لهذا الملكوت (اع 8:1)، " فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآبِ وَالاِبْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ." (متى 19:28). يعمل الله في العالم من خلال الكنيسة، ومسؤلية الكنيسة هي ان تقدم محبة الله وملكوته الي هذا العالم.

يسقط كثير من الرعاة والخدام ضحايا الفهم الخاطئ لمعنى الكنيسة الحقيقي، وبالتالي يعجزون عن فهم رسالتها الحقيقية. ترتبط كلمة "كنيسة" في اذهان الكثير بذلك المبنى الحجري الذي يذهب الناس اليه للصلاة، بينما يرتبط في اذهان البعض الآخر بان الرعاة والترتيب الهرمي لقادة الكنيسة هو نفسه الكنيسة. لكن في الحقيقة، ان ذلك المبنى الحجري: هو مكان اجتماع الكنيسة، وذلك الترتيب الهرمي هو قادة للكنيسة، لكن "الكنيسة" نفسها هي جماعة مكونة من افراد مرتبطون برأس واحد هو المسيح، اي هم جسد المسيح. وأنت حينما تذهب الي الكنيسة فانت تذهب الذي تلك الجماعة لتشترك معها في العبادة والصلاة في داخل ذلك المبنى الجحري الذي هو مكان الكنيسة وليس الكنيسة ذاتها.

قوة الكنيسة ونموها
ان قوة الكنيسة لا تقاس بعدد الحضور او الجالسين وانما بقدرتها على الشهادة الي العالم والي الخارجين عنها. الكنيسة هي مكان يجد فيه المتألم والمكتئب والمحبط والمشوش كل الحب والقبول والعون والرجاء والغفران والارشاد والتشجيع والنمو الروحي[3]، هذا هو سر قوة الكنيسة الحقيقية.
هناك عوامل خمسة يصفهم لنا سفر الأعمال لنمو الكنيسة في اورشليم، وهي العوامل التي يجب ان تكون معيار لنمو الكنيسة الحقيقية: (أع 42:2-47)
1. الشركة : "كَانُوا يُواظِبُونَ عَلَى...  َالشَّرِكَةِ .... كَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكاً. وَالأَمْلاَكُ وَالْمُقْتَنَيَاتُ كَانُوا يَبِيعُونَهَا وَيَقْسِمُونَهَا بَيْنَ الْجَمِيعِ كَمَا يَكُونُ لِكُلِّ وَاحِدٍ احْتِيَاجٌ."
2. بناء بعضهم البعض : " يُواظِبُونَ عَلَى تَعْلِيمِ الرُّسُلِ"
3. العبادة : " وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ. وَإِذْ هُمْ يَكْسِرُونَ الْخُبْزَ"
4.  الخدمة:  " يَبِيعُونَهَا وَيَقْسِمُونَهَا بَيْنَ الْجَمِيعِ كَمَا يَكُونُ لِكُلِّ وَاحِدٍ احْتِيَاجٌ"
5. الكرازة:  "مُسَبِّحِينَ اللهَ وَلَهُمْ نِعْمَةٌ لَدَى جَمِيعِ الشَّعْبِ."
وكانت النتيجة: "وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ."

الكنيسة: الجسد الواحد
يخبرنا القديس يوحنا "إن قُلْنَا إِنَّ لَنَا شَرِكَةً مَعَهُ... فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ" (1يو 6:1-7)، نحن نحتاج الي هذه الشركة لننمو معًا/ فأعضاء الجسد الواحد لا تنمو في انعزال.
يقول القديس قيصروس الذي من آرلز Caesarius of Arles "ان لاشئ يمنعك انت ونحن من ان نكون متحدين دائمًا في المحبة على الرغم من اننا نرى بعضنا فقط في الجسد بين آن وآخر، لأنه في رحلة هذا العالم لا نستطيع ان نكون دائمًا معًا حتى وان كنا في نفس المدينة، لان المدينة التي لا ينفصل فيها المسيحيون عن بعضهم البعض مدينة مختلفة تمامًا"[4]
صورة الكنيسة في العهد الجديد هي صورة الشركة والعطاء المتبادل، كل من لديه يعطي من ليس له، وهو نفس النهج الذي سلكته الكنيسة الأولى. "وحيث اننا نُشكل عقلاً واحدًا وقلبًا واحدًا، فنحن لا نتردد في مشاركة خيراتنا الأرضية بعضنا مع بعض، وكل الاشياء مشتركة بيننا" (ترتليان، الدفاع 32).

يكتب القديس يوحنا ذهبي الفم وكأنه يوجه رسالته لكنائس اليوم: "ليس هناك شئ يجعلنا متمثلين بالمسيح اكثر من الاهتمام بالأقارب أنه حتى ان كنت تصوم او تنام على ارض صلبة، او كنت تتعرض للموت لكنك لا تفكر في قريبك فأنت لم تفعل شيئًا على الرغم من كل ما فعلت وانت لا تزال بعيدًا عن المثال الكامل للمسيحي" (جوهر المسيحية، عظة 25)

بل ان القديس امبروسيوس اسقف ميلان يتحدث عن استخدام الاواني الذهبية المقدسة لأجل الأغراض الخيرية والفقراء (انظر: في واجبات رجال الدين 2. 137)[5]. فما فائدة تلك الأواني المذهبة – حتى وان كانت تستخدم في تقديم الافخارستيا- بين جسد المسيح يئن ويتوجع من الإحتياج!!! اي رسالة تلك يقدمها القديس امبروسيوس لكنائس اليوم!!!

في رسالته الي كنيسة رومية يشرح بولس الرسول ماهية الكنيسة الحقيقية: " كَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ وَأَعْضَاءٌ بَعْضاً لِبَعْضٍ كُلُّ وَاحِدٍ لِلآخَرِ... اَلْمَحَبَّةُ فَلْتَكُنْ بِلاَ رِيَاءٍ. وَادِّينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِالْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ مُقَدِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً فِي الْكَرَامَةِ ... مُشْتَرِكِينَ فِي احْتِيَاجَاتِ الْقِدِّيسِينَ عَاكِفِينَ عَلَى إِضَافَةِ الْغُرَبَاءِ." (رج رومية 12 كله)؛

وفي رسالته الأولى الي كنيسة كورثنوس يؤكد على أمر بالغ الأهمية، فالكنيسة شغلها الأول هو الاعضاء الضعفاء لا الاقوياء: " الآنَ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ وَلَكِنْ جَسَدٌ وَاحِدٌ... لْ بِالأَوْلَى أَعْضَاءُ الْجَسَدِ الَّتِي تَظْهَرُ أَضْعَفَ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ. وَأَعْضَاءُ الْجَسَدِ الَّتِي نَحْسِبُ أَنَّهَا بِلاَ كَرَامَةٍ نُعْطِيهَا كَرَامَةً أَفْضَلَ. وَالأَعْضَاءُ الْقَبِيحَةُ فِينَا لَهَا جَمَالٌ أَفْضَلُ... لِكَيْ لاَ يَكُونَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَسَدِ بَلْ تَهْتَمُّ الأَعْضَاءُ اهْتِمَاماً وَاحِداً بَعْضُهَا لِبَعْضٍ... نْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ. وَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ." (رج 1كو 12 كله)
"نَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ: أَنْذِرُوا الَّذِينَ بِلاَ تَرْتِيبٍ. شَجِّعُوا صِغَارَ النُّفُوسِ، أَسْنِدُوا الضُّعَفَاءَ. تَأَنَّوْا عَلَى الْجَمِيعِ" (1تس 14:5)

فشل رسالة الكنيسة
فشلت الكنيسة في أماكن كثيرة في تقديم المسيح المفرح، في تقديم رسالته الحقيقية، في تقديم السلام الذي يفوق كل عقل (في 7:4)، وفي تقديم الرؤية المسيحية الصحيحة عن الله.
الواقع المصري مؤلم للغاية ويفيض بصراعات وضغوطات رهيبة جدًا خاصة بالنسبة للطبقات الدنيا من المجتمع، في الوقت الذي عجزت فيه كثير من الكنائس في مصر أن تقدم المسيح بصورة صحيحة، بل كثير منها أصبح مثل النوادي الفارهة، وآخر اصبح مقسم إلى طبقات إجتماعية: تلك الثرية القريبة من الرعاة والتي تنظر بشفقة وعطف على تلك الطبقة الفقيرة المسكينة. وبالتالي سقط مفهوم الشركة تمامًا من الكنيسة.

يتسآل الكثير عن اسباب عزوف الكثيريين عن الكنيسة، وربما اتجاه البعض لرفض فكرة الله كليًا. في الوقت الحالي، تبذل الكنائس الكثير من الجهد لكي تكون أعداد مرتاديها وأنشطتها وبرامجها مزدحمة، لكن هذه مسيحية زائفة، يقول جورج سويتنج: "سوف تمتلئ الكنائس سريعًا لو استطاع الذين خارجها ان يجدوا ان الناس والقادة في هذه الكنائس يحبونهم عندما يأتون إليها. هذه المحبة تجذب الخطاة!"[6]
ان اكبر مشكلة تواجه الكثير من الكنائس اليوم هي انها تحولت عن رسالتها الحقيقية، وإستنتسخت رسائل مزيفة اعتقدت انها هي الرسالة الحقيقية، فصارت تلك الكنائس اشبه بال enterprise، فصارت تعمل بالإنتاج الغذائي، والمشروعات والعقارات والمشاريع الهادفة للربح، صارت وكأنها مؤسسات تجارية تهدف للنمو المالي ليس إلا.
كما تبالغ كنائس اليوم في التكاليف الباهظة لبناء الكنائس والكاتدرائيات بميزانيات تتجاوز الملايين، يقول ريك وارين: "لا توجد طريقة او برنامج او تكنولوجيا تستطيع ان تعوض نقص محبتنا لغير المؤمنين."[7]

ان ما تفعله الكنيسة هو ما سيظن الناس انه هو الله، وبينما يرى الفقراء ان الكنيسة فاحشة الثراء تدفع الملايين على المباني الحجرية والمشروعات والحفلات والمهرجانات والسيارات، وهم لازالوا فقراء يتلقون الكفاف وكأنه تعطف او شفقة، دون ادنى توازن بين ما تصرفه الكنيسة في هذا الاتجاه وما تقدمه للفقراء من دعم مادي وروحي ونفسي، فما سيعتقده هؤلاء ان هذا هو الله، الإله الذي لايهتم، الإله الذي يفضل ان يكون مكان كنيسته مُذهّب وفاخر وانيق، ولا يفضل ان يتحنن على هؤلاء الفقراء. اي صورة تلك التي سيتعلمونها عن الله؟!!
وحينما تفشل الكنيسة في القيام بدورها في الشفاء الروحي والنفسي لأعضائها وشعبها فهنا تكمن الخطورة الشديدة ان تتحول الي مصدر للإساءة الروحية لما يلجأون اليها طلبًا للمسيح الحي الشافي.[8]
وفي ذلك السياق، يظن الكثير من الرعاة انهم يفعلون ما عليهم، وان العيب هو في الرعية، يبدون في هذا مثل الذي يصطاد بطريقة خاطئة ثم يلوم السمك انه لم يقفز الي الصنارة!!.

ما الذي علينا فعله؟!!
على كنائس اليوم أن تعيد رؤية إرساليتها الحقيقية، وأن تُعيد استيعاب وفهم الرسالة التي خلق الله الكنيسة لأجل تنفيذها. لن يحدث هذا إلا بتجديد مفهوم الشركة والجسد الواحد: ان يُعيد قادة الكنائس وشعبها قراءة العهد الجديد مرة أخرى بحثًا عن رؤية شكل الكنيسة الحقيقية، وأن يعيدوا اكتشاف الشكل الذي كانت عليه الكنيسة الأولى.



[1]  فهيم عزيز، ملكوت الله، دار الثقافة، القاهرة 1988، ص65-66
[2]  فهيم عزيز، ملكوت الله، دار الثقافة، القاهرة 1988، ص65-66
[3]  ريك وارين، الكنيسة المنطلقة نحو الهدف، معهد تدريب القادة بالشرق الاوسط 2005، ص42
[4]  (486- 542م)؛ توماس مالتون، الأباء والكنيسة، دار الثقافة، القاهرة 1998؛ CCL. 104. 617
[5] http://www.ccel.org/ccel/schaff/npnf210.iv.i.iii.html
[6]  جورج سويتنج، لماذا نستسلم وننسحب سريعًا، دار الثقافة، القاهرة 2003، ص33
[7]  ريك وارين، الكنيسة المنطلقة نحو الهدف، معهد تدريب القادة بالشرق الاوسط 2005، ص211
[8]  أوسم وصفي، الروحانية والتعافي، كنيسة قصر الدوبارة الإنجيلية 2005، ص48-49

تعليقات

  1. مقال جيد لكن الخاتمة غير واقعية. قادة الكنيسة يعرفون ما يقوله العهد الجديد ولا يطبقونه لانه يتعارض مع مصالحهم. طبعا لهم اعذار كثيرة يقدمونها بطرق يظنون أنها مجهولة لدى الشعب. الحل المطلوب في مصر حل جذري لان المنظومة الكنسية فسدت منذ زمان بعيد ولن تصلح نفسها

    ردحذف
    الردود
    1. الحل الجذري دا أيه؟ ويتعمل أزاي؟؟؟

      حذف
  2. الكنيسة الحقيقة هي التي تكمل عمل المسيح على الأرض ... الكنيسة اليوم تسيء لاسم الله "لأن اسم الله يجدف عليه بسببكم بين الأمم كما هو مكتوب" (رو 24:2) شكرا على هذا المقال المهم

    ردحذف
  3. الكنيسة الحالية لا أستطيع أن أطلق عليها كنيسة لأنها تحولت لمؤسسات كلًا منها له هدف خاص يسعي لتحقيقة ولدية مصادر تموله لتحقيق هدفه - فلما تقول نعيد رؤية أرساليتها - دا كلام لن يكون له صدى عند الكنيسة لأن الأهتمامات الأخري طغت وغطت على رؤية الأرسالية الأساسية - السؤال هو أيه الخطوات العملية اللي نعملها فتعود مره تانية الكنيسة "الحقيقية" وتكون قادرة على تتميم ارساليتها

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن آجيوس إستين (أوو كيريوس ميتاسو)

  ملحوظة لقراءة الكتابة القبطية يجب تحميل هذا ال Font (إضغط هنا) يُرجح أن الألحان الكنسية نشأت مع الكنيسة نشاة الكنيسة نفسها، وتنوعت الألحان بحسب التراث الثقافي والحضاري الذي نشأت فيه كل كنيسة محلية. وتعتبر الأحان الكنسية هي جزء لا يتجزأ من العبادة، فهي كما يشير القديس باسيليوس: إن الترنيم هو هدوء النفس ومسرة الروح، يسكن الأمواج ويسكت عواصف حركات قلوبنا.

الطقس القبطي وتطور القداسات الثلاثة

[محاضرة ضمن مادة الكنيسة القبطية التي أدرسها بكلية اللاهوت الأسقفية] الطقس الديني هو مجموعة أفعال وتصرفات رمزية يستخدم فيها الإنسان جسده (عن طريق حركات معينة أو إرتداء زي معين أو ترديد كلمات معينة) لكي يُجسد أفكاره ومفاهيمه الدينية، ويُعبر عن علاقته بالقوى الفائقة التي يعبدها، مع الوقت يصير الطقس نمطًا سلوكيًا وجزءًا اصليلآ من العبادة الدينية، فمن خلال الطقس الديني يعيد الإنسان إحياء وتعيين تجربة مقدسة هي تجربة/خبرة تفاعله/تلاقيه مع الله من هنا فالطقس الديني يحتوى على أمرين: الرمزية والسلوك الإجتماعي.  والطقس الديني الجماعي (مثل ليتورجيا القداس في الكنيسة القبطية) يعزز من الإحساس بالشركة والوحدة داخل الجماعة، فالأفراد يقومون بعمل واحد معًا، وبالتالي فهو يعبر بصورة حية عن مفهوم الكنيسة ووحدتها. والطقس الديني في أساسه ليس غاية لذاته بل وسيلة للتعبير عن الغاية: العلاقة مع الله/ الإيمان؛ وينفصل الطقس عن تلك الغاية، حينما تتحول الممارسة الدينية إلى غاية في ذاتها.

هل كان المسيحيون الأوائل أكثر إيمانًا وقداسة منا اليوم؟

  عزيزي، أنت تؤمن أن مسيحيو الماضي قد وُهبُوا إيمانًا وقداسة فائقين، فقد عَبَرْوا من بوتقةِ الاضطهاد العنيف والالام التي تتجاوز عتبة التحمل لمن هم في العصر الحديث. كما أنك تؤمن أن القديسين والشهداء الأوائل، ونُساك الصحراء هم نموذج لا يُمكن لنا نحن المؤمنين المعاصرين تحقيقه. ها أنت تأبى أن تترك حنين الماضي، أو أن تُقْدِمُ على الفحصِ المتأني للمشهد الإيماني المعاصر، حتى تكتشف ذلك النسيج المعقد للحاضر، الذي يتحدى هذه المقارنات السهلة.