التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شمعي أسعد وحارة النصارى- عرض كتاب Book Review

عرض كتاب: تمت كتابته في 2010
"نبض الشارع القبطي" ... هذا هو شمعي اسعد وهذا هو حارة النصارى الكتاب الصادر قبيل معرض القاهرة الدولي للكتاب 2010 عن دار نون

تحت عنوان الكتاب نقرا هذه الجملة: " قبل أن ينكمش الأقباط ويصبح كل مالهم في هذا الوطن: حارة"
الجملة تستدعيك للوقوف امامها طويلا والتفكير فيها مليا هل فات الوقت حقا واصبح كل ما للاقباط هو مجرد حارة؟ ام لازال هناك امل
اؤيد شمعي... لازال هناك امل لكن بشروط
حينما تتجاوز الغلاف وتنطلق الى عمق الكتاب ومع كل سطر تقرأه يظل هذا التعبير المنقوش على الغلاف الداخلي عالقاً معك وتظل تتسآل حتى النهاية هل اصبح كل ما بقى لنا –كأقباط- هو مجرد حارة؟


الطرح الذي طرحه الكاتب النابغ والرائع شمعي هو طرح جرئ بمعنى الكلمة وهو شديد الواقعية حتى تظن انك تقرأ واقعك أنت في تلك السطور
لا يوجد تجميل للحقائق ولا كنايات ولا تلميحات
الحقيقة تُنقل كما هي والواقع يتحول فقط الي حروف وكلمات دون ادنى تغيير
لذا ستصدمك واقعية الكتاب وسيذهلك حجم الجراءة التى لم تقرأها في أي معالجة اخرى للموضوع من قبل

 الجيتو او كما اسماه شمعي "الحارة"  كيان لاينبع من تلقاء نفسه بل تدفعه العوامل الخارجية دفعا الى التكون والبزوغ الي السطح
وجيتو او حارة النصارى له اسبابه ودوافعه، اهم هذه الاسباب وكما يرصدها الكتاب تبدأ من تأصيل الكراهية والتفرقة في النفوس تأصيل يبدأ من لحظة ميلاد الطفل وبينما يتعلم الحبو والجلوس والكلام يتعلم ايضا كراهية وتفرقة
والسبب؟
السبب هو الجهل بالآخر وغياب الفكر النسبي لصالح الفكر المطلق... اي غياب التنوير، وهذا بفضل المد الوهابي الذي طغى وغزا واستفحل دون ان يلقى اي مقاومة
 وبينما يستمر شمعي في الرصد والتدوين يتسآل سؤال لم يسجله: هل يمكن للاقباط ان ينجحوا في الخروج قبل ان تغلق عليهم ابواب الحارة؟
ويجيب - مثلما اجيب- : وحدهم لا ، لايمكنهم الخروج دون مساعدة من نصف الوطن الاخر وهم المسلمين المستنيرين، واية محاولة من جانب الاقباط وحدهم للخروج هي محاولة "دون كيشوتية" او "دون كيخوتية" لافرق، دون مساعدة نصفك المسلم لن تستطيع أن تخرج وحدك.

يرصد شمعي ايضا نقطة بالغة الاهمية لم يلحظها كثيرون وهي لغة المساواة في الطائفية ونعتها بالمتبادلة
الان تسمع مفهوم العنف المتبادل و مدارس الاحد السبب والاقباط يطلبون مثل الاخوان
وهي لغة التدليس والتزييف في رأيي وهدفها واضح ان ينشغل الاقباط في الدفاع عن انفسهم بينما يشحن الراي العام ضدهم وينسحبون وينذون الي داخل الحارة

تعليق عابر:
نقطة ربما لم يرصدها الكتاب وهي الغاء فكرة ومفهوم الاخر والكلام على انه لا يوجد شئ اسمه الاخر فالكل متساو وتتوه القضية وتتوه الحقوق تحت هذا الادعاء

نعود للكتاب، في النصف الآخر من هذه التحفة يبدأ شمعي في التعريف بالآخر: القبطي.. من هو كيف يعبد وبماذا يؤمن
وهي مبادرة بالانفتاح على الآخر ، فالمبهم والغامض يثير الريبة والخوف لذا فهو يقول ها نحن لا غموض لا خوف ليس لدنيا ما نخفيه فماذا عنكم ماذا انتم فاعلون

يبقى غلاف الكتاب رائعة تستحق التأمل اللون هو الزرقة التي تسبق بداية الظلمات يشوبه الضباب ضباب الشك وانحصار الامل والصورة لقبور هل هي قبور الآخر؟ ام قبور الكراهية الحقيقة؟.. اعتقد انا انها الاولى

ادعوكم لقراءة هذا الكتاب الفريد من نوعه الذي يحمل نبضي ونبضك الذي يرصد ولا يتجمل

من فضلك لا تفوت قراته

2010

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن آجيوس إستين (أوو كيريوس ميتاسو)

  ملحوظة لقراءة الكتابة القبطية يجب تحميل هذا ال Font (إضغط هنا) يُرجح أن الألحان الكنسية نشأت مع الكنيسة نشاة الكنيسة نفسها، وتنوعت الألحان بحسب التراث الثقافي والحضاري الذي نشأت فيه كل كنيسة محلية. وتعتبر الأحان الكنسية هي جزء لا يتجزأ من العبادة، فهي كما يشير القديس باسيليوس: إن الترنيم هو هدوء النفس ومسرة الروح، يسكن الأمواج ويسكت عواصف حركات قلوبنا.

الطقس القبطي وتطور القداسات الثلاثة

[محاضرة ضمن مادة الكنيسة القبطية التي أدرسها بكلية اللاهوت الأسقفية] الطقس الديني هو مجموعة أفعال وتصرفات رمزية يستخدم فيها الإنسان جسده (عن طريق حركات معينة أو إرتداء زي معين أو ترديد كلمات معينة) لكي يُجسد أفكاره ومفاهيمه الدينية، ويُعبر عن علاقته بالقوى الفائقة التي يعبدها، مع الوقت يصير الطقس نمطًا سلوكيًا وجزءًا اصليلآ من العبادة الدينية، فمن خلال الطقس الديني يعيد الإنسان إحياء وتعيين تجربة مقدسة هي تجربة/خبرة تفاعله/تلاقيه مع الله من هنا فالطقس الديني يحتوى على أمرين: الرمزية والسلوك الإجتماعي.  والطقس الديني الجماعي (مثل ليتورجيا القداس في الكنيسة القبطية) يعزز من الإحساس بالشركة والوحدة داخل الجماعة، فالأفراد يقومون بعمل واحد معًا، وبالتالي فهو يعبر بصورة حية عن مفهوم الكنيسة ووحدتها. والطقس الديني في أساسه ليس غاية لذاته بل وسيلة للتعبير عن الغاية: العلاقة مع الله/ الإيمان؛ وينفصل الطقس عن تلك الغاية، حينما تتحول الممارسة الدينية إلى غاية في ذاتها.

هل كان المسيحيون الأوائل أكثر إيمانًا وقداسة منا اليوم؟

  عزيزي، أنت تؤمن أن مسيحيو الماضي قد وُهبُوا إيمانًا وقداسة فائقين، فقد عَبَرْوا من بوتقةِ الاضطهاد العنيف والالام التي تتجاوز عتبة التحمل لمن هم في العصر الحديث. كما أنك تؤمن أن القديسين والشهداء الأوائل، ونُساك الصحراء هم نموذج لا يُمكن لنا نحن المؤمنين المعاصرين تحقيقه. ها أنت تأبى أن تترك حنين الماضي، أو أن تُقْدِمُ على الفحصِ المتأني للمشهد الإيماني المعاصر، حتى تكتشف ذلك النسيج المعقد للحاضر، الذي يتحدى هذه المقارنات السهلة.