التخطي إلى المحتوى الرئيسي

عزيزي، هذا ما تمنيت أن تعرفه عن الأفلام الإباحية

عزيزي، هذا ما تمنيت أن تعرفه عن الأفلام الإباحية[1] [2]
أرون أندرسون[3]

 لديك هاتفك الذكي الخاص كما أنك تدخل على جهاز الكومبيوتر الخاص بالأسرة أيضا. أدرك جيدا أنك تعرف كيف تستخدم هذه الأجهزة أكثر مني. أعلم أيضا أنك إذا أردت أن تعرف أي شيء ليس صعبا عليك أن تبحث عنه على جوجل لتجد آلاف المواقع التي ستقول لك اي شيء تريده. لكن هناك بعض الأشياء التي لن يقولها لك جوجل. جوجل لن يقول لك إذا كانت صديقتك تحبك فعلا أم لا كما أنه لن يقول لك إذا كان عليك أن تلتحق بفريق الكرة أم بفريق السباحة.

أمر آخر لن يقوله لك جوجل هو الأفلام والصور الإباحية. أدرك أنه في عصر المعلومات الذي نعيشه أنك لابد وانك شاهدت بعضا من المواد الإباحية أو على الأقل لديك أصدقاء جعلوك تشاهدها. أدرك أيضا أنه وبالرغم من عروضي الهائلة لا أستطيع أن أحميك من الانترنت. ومهما حاولت جاهدا أن تمنى نفسك فغالبا سوف تمر على هذه المواد في كل الأحوال.
بالتالي وبدلا من التظاهر بأنك قد لا تشاهد المواد الإباحية سوف أتحدث معك أكثر عن ماذا يحدث عندما تشاهد هذه المواد.

أولا اسمح لي أن أقول أن هناك سبب لأن تصبح صناعة المواد الإباحية تساوي عدة مليارات من الدولارات. كثير من الرجال يشاهدونها لأنها مثيرة ويجدونها جذابة. وأنت كشاب سترى ذلك ايضا. لا تشعر بالخجل أو بالعار عندما تراها وتعجب بها. هذا يعني أنك إنسان.

ثانيا لا تدع الإثارة تتملكك لأنها زائفة. هناك سبب لتسمية الأشخاص الذين تراهم في هذه الأفلام بالممثلين لأنهم يمثلون. ممارسة الجنس الحقيقية ليست كما تراها أونلاين. ليست بهذا الصخب والابتذال وليس من المفترض أن تكون هكذا أيضا. الأفلام الإباحية مصنوعة أساسا للرجال والمقصود بها أن تروق لخيالات الرجال. بالتالي منتجو هذه الفيديوهات يصنعونها لتكون مغرية للرجال. لكن الممارسة الحقيقية للجنس ليست للرجال فقط إنما هي للنساء أيضا. وإذا قست حياتك الجنسية بالمقارنة لما تشاهده في هذه الأفلاك سوف تصاب بالإحباط لأن الممارسة الحقيقية ليست مكرسة لإمتاعك وحدك. لا تصبح هذا النوع من الرجال الذي يريد فقط إشباع غرائزه الأنانية. زوجتك سوف تحب الجنس أيضا إذا مارسته بطريقة صحيحة وإذا ركزت عليها أيضا. وعندما تستمتعان به معا سيصبح أفضل من أي شيء تشاهده أونلاين.

ثالثا حتى لو كنت تحب ما تشاهده في هذه الأفلام فهذا لا يعني أنك سوف تحبه في الحياة الواقعية. مرة أخرى أقول لك أن هذا يرجع إلى أن الأشخاص الذين يظهرون في الأفلام هم ممثلون عليهم أن يمثلوا أن ما يقومون به هو أمر عظيم ورائع.. هذا ما يبيع هذه الأفلام. لا تجعل هذه الأفلام تقول لك ما عليك أن تحبه أو أن لا تحبه. لا تجعلها تقول لك حتى ما عليك أن تفعله أو لا تفعله مع زوجتك وبالتأكيد لا تجعلها تقول لك ما الذي يجب على زوجتك أن تحبه أو ما الذي عليها أن تفعله. هذه أمور عليك أنت وزوجتك أن تحددانه سويا.

رابعا المواد الإباحية يمكنها بالفعل أن تدمر الشخص. أعلم جيدا أن هناك ملايين من الرجال الذين يشاهدون المواد الإباحية وأن ليس كلهم منحرفين. كما أنني أعلم أن معظم الرجال الذين يشاهدون المواد الإباحية هم طبيعيون. بالرغم من ذلك فإن الأفلام الإباحية يمكنها بالفعل أن تدمر الشخص, فهي تخلق توقعيات غير واقعية تجعلك غير مشبع جنسيا. ستجعل زوجتك غير مشبعة جنسيا. وسوف تحثك على ترك علاقة قد تكون رائعة أو سوف تطرد من العلاقة لأن زوجتك غير سعيدة.

سأكون سعيدا لأتحدث معك حول اي أسئلة لديك. أعني ذلك بصدق فسوف أكون سعيدا أن تسألني أي أسئلة لديك أكثر من أن تسأل محرك البحث جوجل. أنا لست مثاليا بالتالي لا أستطيع أن أضمن لك أن الإجابة ستكون حاضرة عندي كما أنني لا أستطيع ان أضمن أنني سوف أكون مستعدا لتلقي الأسئلة طوال الوقت أيضا لكنني سأتحدث معك عن الأمر وسنتمكن من أن نجد الإجابة سويا.
مع خالص حبي
والدك



[1] الترجمة هي لموقع السي بي سي على الرابط  http://goo.gl/329qCt
[2] رابط المقال الانجليزي الاصلي  http://familyshare.com/dear-son-what-i-wish-you-knew-about-porn
[3] كاتب ومعالج وخبير العلاقات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أفكار متناثرة حول محاورة القمص مكاري القمص تادرس الأخيرة عن الثالوث

  "يجب عليك أن تتخلى عن كل شيء، نيو. الخوف، الشك، وعدم التصديق. حرر عقلك." (مورفيوس، ذا ماتريكس 1999) " ا لعالم يتغير بمثالِك، لا برأيك." (باولو كويلهو، حساب منصة اكس الشخصي 2019) تداولت وسائل التواصل الاجتماعي لقاء بين محاور غير مسيحي والقمص مكاري القمص تادرس عن الثالوث والوحدانية في اللاهوت المسيحي. تم الاتصال بالقمص مكاري على حين غرة ودُونَ توقع منه؛ إلا أن الأخير تمكن من تقديم إجاباته بصورة لاقت إعجاب المتابعين، وشهدت له بالتفوق. كشف هذا اللقاء -ومحتويات تلك القناة ومثيلاتها بشكل عام- عن الحالة الذهنية لهذه النوعية من المحاورين، والتي يُمكن تفكيك بعض سماتها هكذا: 1. العقلية الذرية: أزمة التعامل مع الكليات عرَّف المستشرق الإسكتلندي هاميلتون جيب (1895-1971) مفهوم "العقل الذري atomistic mind " بأنه عقل يتسم بالتجزئة والتركيز على الجزئيات الصغيرة مع عجز واضح عن بناء الكليات أو الرؤى الشاملة. هذه العقلية تعجز عن الربط بين التفاصيل في إطار منظومة متكاملة، مما يؤدي إلى إنتاج تفكير مفكك غير قادر على فهم السياقات الكلية أو الاتجاهات الكبرى. ويصف المفكر ...

حياة باي والايمان بالله

  في العام 2010 – وبحسب جريدة ستار فونيكس الكندية- كتب باراك أوباما رسالة لمارتل يصف فيها رواية "حياة باي" قائلاً: "انها إثبات رائع لـ[وجود] لله." لم يكن اوباما مخطئًا، ففي توطئة الرواية كتب مارتل هذه الكلمات على لسان عجوز هندي في مقهى في بلدة بونديتشيري: "لدي قصة ستجعلك تؤمن بالله."   في الواقع إن الرواية لا تدور حول إثبات وجود الله إنما تدور حول "إعادة اكتشاف الإيمان."

هل كان المسيحيون الأوائل أكثر إيمانًا وقداسة منا اليوم؟

  عزيزي، أنت تؤمن أن مسيحيو الماضي قد وُهبُوا إيمانًا وقداسة فائقين، فقد عَبَرْوا من بوتقةِ الاضطهاد العنيف والالام التي تتجاوز عتبة التحمل لمن هم في العصر الحديث. كما أنك تؤمن أن القديسين والشهداء الأوائل، ونُساك الصحراء هم نموذج لا يُمكن لنا نحن المؤمنين المعاصرين تحقيقه. ها أنت تأبى أن تترك حنين الماضي، أو أن تُقْدِمُ على الفحصِ المتأني للمشهد الإيماني المعاصر، حتى تكتشف ذلك النسيج المعقد للحاضر، الذي يتحدى هذه المقارنات السهلة.