التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مخاوف امرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية


مخاوف امرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية[1]
المقال الأصلي نُشر باللغة الإنجليزية (إنظر االرابط بالأسفل) وتم ترجمته بواسطة أمير كامل
إنني امرأة قبطية أرثوذكسية ، نشأت و ترعرعت في الكنيسة و لكن من المحبط أن تجد الأقباط يطلقون تصريحات معادية للمرأة . و كثيرا ما ينتابني الشعور بالخجل من تراثنا الثقافي الكنسي و تأثير الأفكار العربية و اليهودية على ذلك التراث . بل إن بعض النساء يؤيدون الأفكار المعادية للمرأة و ينظرن لأنفسهن على أنهن تابعات للرجال و في مرتبة ثانية من البشر. ليس عليك إلا أن تدخل الكنيسة لترى الفصل بين الرجال والنساء . إنني لا أتحدث عن الفصل بين الرجال و النساء أثناء القداس الإلهي فحسب و لكن حتى أثناءالإجتماعات و المناسبات الاجتماعية. إن مخاوفي تتلخص في أن هذه الثقافة المصرية لن تنتهي مع الأجيال الجديدة لأنها متأصلة في ممارساتنا.

 و قبل إتهامي بالهرطقة و ..... إلخ ، لاحظوا إنني قلت ممارسات و ليس عقائد . و لقد فشلنا في ممارسة ما نعظ به لأننا محصورون في الهوية القبطية التي أنستنا هويتنا الأرثوذكسية. إننا مسيحيون . يجب علينا التمسك بالسيد المسيح و عبادته وحده . يجب أن يكون السيد المسيح قدوتنا و مثلنا الأعلى لذلك فحينما يحل آخرون محل السيد المسيح كقدوة و مثال لنا نكون قد خالفنا تعاليم ربنا و مخلصنا يسوع المسيح .

 كيف يمكننا الفصل بين ثقافتنا و إيماننا المسيحي ؟

 بالنسبة لي فإنني غير متخصصة . إنني مجرد امرأة مسيحية تطلب حلولا و وسيلة لتعزيز خبرات النساء في الكنيسة . إن كنيستنا عازمة على التمسك بالتقاليد التي تسلمناها من رسل المسيح ) و التي أتفق معها تماما  ( إلا إننا فشلنا أن ندرك الفرق بين عمل تغييرات بسيطة )  التي تتفق مع المعني الحقيقي للمسيحية ( و تغييرات كبيرة ) و التي من الممكن أن تؤثر على خلاصنا . ) 

 على سبيل المثال : إن التغيير في بعض الكلمات المستخدمة في طقس سر الزيجة لن يؤثر على خلاصنا . أنا لا أطالب بتغيير معتقداتنا أو أن تتم سيامة المرأة في رتبة الكهنوت ) أو أيا من الاستنتاجات الذكورية التي تعادي المرأة ( . وسأناقش هذا بمزيد من التفاصيل فيما يلي : 
(1)  المرأة و الرجل متساويان:
 "ليس يهودي و لا يوناني. ليس عبد و لا حر . ليس ذكر و أنثى . لأنكم جميعا واحد في المسيح يسوع . ( غل 3  :28).
 لقد خلق الله أبوينا آدم و حواء متساويين . و كلاهما وقع في الخطيئة و لا يجب أن نلوم أحدهما دون الآخر . و لقد عاقبهما السيد الرب كليهما لأنهما ارتكبا خطية واحدة ( مخالفة الوصية ) و لم يدن الله أمنا حواء أنها أعطت من ثمرة الشجرة لأبينا آدم و لكنه أدان الحية التي أغوت حواء. ( سفر التكوين اصحاح 3).
 إن كراهية المرأة تنبع من أن حواء كانت سببا لغواية آدم . لقد اعتدت على الشعور بالخزي في كل اجتماع شباب تثار فيه هذه القضية حيث إن كل الشباب يتفقون إنها خطية حواء . و كالعادة تصبح الفتيات كبش فداء لإلقاء اللوم عليهن و من ثم تصبح حواء شريرة بالنسبة للفتيان . و لكن ليست هذه هي المشكلة فهذه مجرد سخافات . و لكن المشكلة هي أن الخدام لا يصححون هذه الفكرة . و يتركون مثل هذه الأفكار تمر مرور الكرام . و ليس على الفتيات إلا أن يسمعن هذه الكلمات فيشعرن أنهن منبوذات و يشعرن بالضعف و الذنب . 

 لو انتابني شعور إنني أصلي في كنيسة ذكورية فقد أبحث عن مكان آخر للصلاة و ذلك يشبه بشخص يشعر أنه مهدد في مكان ما فإنه سوف يهرب من ذلك المكان بحثا عن مكان آمن يشعر فيه بالهدوء . يجب أن تكون الكنيسة هي ذاك المكان الهاديء الذي نلجأ إليه . إنها سماء آمنة في عالمنا المادي المليء بقوى الشر . 

 "لا تناقش. فقط صلي  " إنها الرسالة المعتاد سماعها في كنائسنا . إن الأطفال لا يذهبون إلى مدارس الأحد لأنهم يسمعون نفس الأشياء كل أسبوع . كما إن أسئلتهم لا يتم الرد عليها باعتبارها سخيفة و تافهة . و كلما يتم نبذ هؤلاء الأطفال الذين حاولوا استكشاف الحقائق الإيمانية و الروحانية داخل الكنيسة كلما ازدادت تساؤلاتهم أكثر . أليست الكنيسة جسدا واحدا ؟ هل يقول الذراع أنه أهم من الساق ؟ لماذا يعتبر جنس أهم من الجنس الآخر؟ 

 في أحد الاجتماعات تحدث أحد الخدام بإن النساء يرغبن في الزواج من الرجال الأغنياء حتى لا يعملن . و في هذه الكلمات تظهر المرأة أنها كسولة و غبية و سطحية . و لم يعترض أحد على هذه الكلمات إلا أنا ( لأن دمي كان بيغلي  ) و كأن الجميع على رؤوسهم الطير . لقد قلت ببساطة : " هذا الكلام غير صحيح ، لأن الكثير من الفتيان في الاجتماع من الممكن أن يتأثروا بمثل هذه الأفكار الخاطئة و شعرت أنه من واجبي تصحيح هذه الكلمات من أجل نساء كنيستنا اللاتي تم تجاهلهن و أصبحن يشعرن بالدونية . 

 (2) نساء مسيحيات قويات:
 إن الكتاب المقدس بعهديه القديم و الجديد مليء بأمثلة من النساء القويات اللاتي كن في مراكز قوى و اللاتي قدن حروبا و كن شجاعات و أوفياء وماكرات و رحيمات . يجب علينا ألا ننسى هؤلاء النساء.
 إلا إنني كل قداس أحضره يجعلني أنسى هؤلاء النساء القديسات . أشعر و كأن هؤلاء النساء في مرتبة ثانية بعد البطاركة. أوضح مرة أخرى - للذين تحلو لهم استنتاجاتهم الأولية - إنني لا أقلل من قامة و قداسة آبائنا القديسين ولكن يجب على الكنيسة ألا تتجاهل النساء اللاتي ساعدن على نشر المسيحية و اللائي كان لهن دور في الحفاظ على إيماننا أثناء الاضطهاد. إنه يحق لهن تذكار مساو للقديسين . لماذا لا يذكر في مجمع القديسين بالقداس الإلهي إلا واحدة فقط ؟ إنها القديسة العذراء مريم شفاعتها فلتكن معنا . 
 عدوا بأنفسكم عدد القديسات في المجمع المقدس: 
 "لأن هذا يا رب هو أمر ابنك الوحيد، أن نشترك في تذكار قديسيك. تفضل يا رب، أن تذكر جميع القديسين الذين أرضوك منذ البدء.  آباءنا الاطهار رؤساء الآباء  والأنبياء، والرسل والمبشرين والإنجيليين، والشهداء والمعترفين، وكل أرواح الصديقين، الذين كملوا في الايمان.  وبالأكثر القديسة  المملوءة مجدا، العذراء كل حين والدة الاله القديسة الطاهرة مريم، التي ولدت الله الكلمة بالحقيقة.  والقديس يوحنا السابق الصابغ والشهيد، والقديس  استفانوس رئيس الشمامسة وأول الشهداء، وناظر الإله الإنجيلى مرقس الرسول الطاهر والشهيد. والبطريرك القديس ساويرس، ومعل منا ديوسقورس، والقديس أثناسيوس الرسولى، والقديس  بطرس الشهيد ورئيس الكهنه. والقديس يوحنا ذهبي الفم، والقديس ثاودوسيوس، والقديس  ثيئوفيلوس، والقديس ديمتريوس، والقديس كيرلس، والقديس باسيليوس، والقديس اغريغوريوس الناطق بالالهيات، والقديس اغريغوريوس صانع العجائب ، والقديس اغريغوريوس الارمني.  والثلاثمائة والثمانية عشر المجتمعين نيقية، والمئة والخمسين بالقسطنطينية، والمائتين بأفسس.  وأبانا الصديق العظيم أنبا أنطونيوس، والبار أنبا بولا، والثلاثة أنبا مقارات القديسين، وجميع بُاس الصليب. وأبانا أنبا يؤأنس القمصأولادهم ل ، وأبانا أنبا بيشوي البار الرجل الكامل، حبيب مخلصنا الصالح.  وأبانا أنبا بولا الطموهي، وحزقيال تلميذه ، وسيدي الأبوين القديسين الروميين  مكسيموس ودوماديوس، والتسعة والأربعين شهيدا شيوخ شيهيت، والقوي القديس أنبا موسى، ويحنس كاما القس. وأبانا أنبا دانيال القمص ، وأبانا أنبا ايسيذوروس القس، وأبانا أنبا باخوم أب  الشركة، وتادرس تلميذه، وأبانا أنبا شنودة رئيس المتوحدين، وأنبا ويصا تلميذه. وكل مصاف  قديسيك، هؤلاء الذين بسؤالاتهم وطلباتهم، ارحمنا كلنا معا. وانقذنا من أجل اسمك القدوس الذي دعي علينا. . "
  واحدة : قديسة واحدة فقط هي التي يتم ذكرها في المجمع المقدس و هي القديسة العذراء مريم. و لكن لماذا هذا العدد الكبير من القديسين الذين يتم ذكرهم بعد العذراء مريم و لا يتم ذكر أي قديسة أو شهيدة ؟ هل نحن نعلم بناتنا أنه لا يمكنهن أن يصبحن قديسات ؟ هل نعلمهن أن حياتهن لا تمثل شيئا بالنسبة للكنيسة لأنه لن يتم ذكر أي قديسة ؟ 

 إنني لا أطلب من الآباء الكهنة ذكر عدد من النساء القديسات في المجمع المقدس مساو لعدد القديسين و لكنني أتسائل عن سبب ذلك . و لم أجد جوابا عقلانيا إلى الآن على تساؤلي في ذكر القديسة مريم فقط في المجمع من النساء و الباقي من الرجال . لا يوجد عذرا عقلانيا يبرر هذه الأيديولوجيا . ويبدو و كأنه لا أحد يعير انتباهه . هذه اللامبالاة دليل على الفتور في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية . و نحن ببساطة لا نتسائل و ذلك خوفا من اتهامنا بالهرطقة أو فصلنا عن الكنيسة . ففي كل تساؤلاتنا باجتماعات الشباب لا نجد إلا الصمت و الذهول . لذلك فنحن نخشى من الخوض في تلك المسائل خشية من الحكم علينا بالهرطقة .

 قد يعترض أحدهم قائلا إن ذلك لا يؤثر . عفوا عزيزي إنه يؤثر . فذلك يقودنا للتساؤل عن أهمية النساء في كنيستنا . لو أن النساء اللائي سفك دم المسيح لأجلهن مثل الرجال لا يتم ذكرهن في القداس الإلهي ، فهل لنا رجاء في أنفسنا ؟ كيف ندافع عن أنفسنا عندما ينتقدنا الرجال في الكنيسة ؟ لو كانت نظرتنا إلى الرجال أنهم أهم من النساء فإن المرأة لن تهتم بالخدمة في الكنيسة . كل ذلك سيخلق انقسام و فجوة في الكنيسة و من ثم يقود إلى الفصل بين الرجال و النساء في الكنيسة .

 (3) الطهارة و التناول : 
 في الحقيقة ينتابني شعور بأن معظم التشريعات فيما يتعلق بدور المرأة و منعها من التناول خلال الدورة الشهرية بأنها تشريعات قديمة و قد انتهت . و قبل أن تقول بإنه يجب علينا أن نتمسك بتقليد الآباء ....إلخ فإنني أؤمن أنها مهمة . إلا إننا لا نفرق بين الأمور اللاهوتية و الأمور الثقافية . إن الدورة الشهرية لا تغير من علاقتي مع الله . إنني لست نجسة . إنني لا أدان بسبب أمر طبيعي خارج عن إرادتي. كوني إمرأة لا يعني فصلي عن جماعة المؤمنين شهريا . إن علاقتي الروحية بالله خلال الدورة الشهرية قد تكون أكثر روحانية من رجل لا يحيض إلا إنه يفكر في أمور نجسة خلال القداس الإلهي . إن نفسي هي التي تتصل بالله و ليس جسدي . إن حالتي الجسدية خلال الدورة الشهرية لا تمنعني من الصلاة و تكريث حياتي لله . فإن كانت نفسي ترتفع للسماء في صلاتها فلماذا تؤثر أنوثتي و الهرمونات التي خلقها الله في على هذا ؟ 

(4) المرأة في الأسرار الكنسية:
  الزواج : 
 لماذا يتمنى كل الأباء في مصر أن تجد بناتهم أحد الشباب للزواج في حفلات الزفاف التي يتم دعوتهم إليها ؟ لماذا أصبح الزواج أمر هام لمفهوم السعادة رغم إنه ربما يكون من الأفضل العيش و الاتحاد مع المسيح في حياة روحية عميقة ؟ هل دوري كامرأة في الكنيسة ينحصر في ان أجلب السعادة لوالدي بإنجاب الأحفاد و كأني آلة جنسية للرجل ؟  ( إنني لا ألوم النساء اللاتي لهن حياة زوجية سعيدة و يربون أطفالهم تربية حسنة و لكنني أسلط الضوء على ما يحدث مع معظم النساء ).
 الفتيات اللاتي لم يتمكن من الزواج (من شاب لطيف محب للمسيح ) قبل سن ال 30  ، تجدهن  يسمعن صوت تنهد آلاف السيدات : " يا حرام دي ما اتجوزتش لغاية دلوأتي وكده ممكن تعنس  " "ايه ما قربناش نفرح بيكي؟  " .... إلخ ، كل هذه الكلمات تتداوله النساء داخل الكنيسة و هذا  يدعو للقلق و الاستعجاب . لماذا يتم تقييم المرأة على حسب قدرتها في الزواج مبكرا في حين لا  يتم لوم الرجل حينما يتأخر عن الزواج ؟ إننا ننشيء أبنائنا على إنهم أكثر قوة و أهمية من البنات  و أنهم لهم  حرية أكبر من البنات . و بذلك يشعرون أنهم كرجال يستحقون ما لا تستحقه النساء .  و بذلك يرون المرأة حمقاء و غبية إن لم تدرك أن الرجل مكرم عن المرأة . و لهذا قد نجد شابا  يدخن السجائر و مدمن و لكنه حينما يريد أن يتزوج فإنه يبحث عن فتاة طيبة الخلق و منتظمة على ا لكنيسة لكي تربي أبناءه تربية حسنة . لكن للأسف تدور العجلة و تنتج لنا نفس الناتج . 

لماذا تتوقع أن تقبل هذه الفتاة الزواج بشاب مدمن ؟ لماذا أصبح مجتمعنا يقبل أن يعيش الرجال حياتهم دون قيود في حين أن المرأة لو قامت بنفس الأفعال لأصبحت سيئة السمعة و غير مرغوب فيها ؟ الغريب أن الرجال يغفر لهم لأنهم رجال . ربما يكون من الصعب علينا تغيير ثقافة مجتمعنا و لكن يجب علينا كسر هذه الحلقة . 
 دعنا نتفترض أنك كفتاة وجدت شابا لطيفا يخاف الله و وافق الوالدين على الزواج منه و بعد عدة لقاءات بينكما و بعد الاتفاق على كل الأمور و تحديد موعد الزفاف، فدعنا لنتحدث عن الزفاف. 
  إنني لا أتحدث عن الاستقبال المبهج داخل الكنيسة أو عن الألحان الفرايحي التي يتم ترتيلها و لكنني أتحدث عن بعض العبارات و الكلمات التي لابد من تغييرها و التي لن تؤثر على جوهر و قدسية سر الزواج . و هذه تجربتي في حضور زفاف في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية : 
 الآن العروس جالسة بجوار عريسها في الكنيسة بفستان الزفاف الأبيض و يجب عليها أن تكون مبتسمة طوال الوقت ثم تقف بجوار عريسها أمام المذبح ليتلو الكاهن الصلوات الطقسية الخاصة بسر الزيجة و تمتليء الكنيسة بزغاريد النساء و تختلط بصوت الأطفال الصغار الذين يبكون و يلعبون في فناء الكنيسة . ثم يأتي وقت الوصية التي يتلوها الكاهن للعريس و للعروس . 

 إلى العريس : 
 يجب عليك أيها الابن المبارك ----  المؤيد بنعمة الروح القدس أن تتسلم زوجتك فى هذه  الساعة المباركة بنية خالصة ونفس طاهرة وقلب سليم وتجتهد فيما يعود لصالحها وتكون  عليها وتسرع حنوناإ لى ما يسر قلبها . فأنت اليوم المسئول عنها من بعد والديها. وقد تكللتما  بالإكليل السمائى والزيجة الروحانية وحلت  عليكما نعمة الله. ومتى قبلت ما أ وصيت به . أخذ الرب بيدك وأ مباركين يقر الله بهم عينيك. ويمنحك العمر الطويل وسع فى رزقك. ويرزقك أولاداوالعيش الرغد ويحسن لك العاقبة فى الدنيا والاخرة.
هذه كلمات جميلة و الآن دعنا ننتقل إلى وصية العروس.
 إلى العروس : 
 وأنت أيتها الابنة المباركة -----  العروس السعيدة . قد سمعتى ما آوصى به زوجك فيجب  . عليكى أن تكرميه وتهابيه ولا تخالفى رأيه . بل زيدى فى طاعته على ما أوصى به أضعافا فقد صرتى اليوم منفردة معه. وهو المسئول عنكى بعد والديكى . فيجب عليكى ان تقابليه بالبشاشة والترحاب  . ولا تضجرى فى وجهه ولا تضيعى شيئا من حقوقه عليكى. وتتقى الله فى  سائر أمورك معه. لأن الله تعالى أوصاكى بالخضوع له وأمرك بطاعته بعد والديكى . فكونى  معه كما كانت أمنا سارة مطيعة لآبينا أبراهيم وكانت تخاطبه يا سيدى. فنظر الله إلى طاعتها له وبارك عليها وأعطاه ا إسحق بعد الكبر . وجعل نسلها مثل نجوم السماء والرمل على شاطئ  البحر . فإذا سمعتى ما أوصيناكى به واتبعتى جميع الاوامر . أخذ الرب بيدكى ووسع فى رزقك مباركين يقر الله بهم عينيكىوحلت البركات فى منزلك ورزقكى أولادا.

 و عند سماعي لتلك الكلمات نظرت إلى أمي و أنا مرتعبة . هل ما سمعته كان صحيحا ؟ أخبريني أنه كان مجرد مزحة . إذن فليس على الرجل إلا أن يحب زوجته و يعتني بها )  ماذا تتوقعون أن يفعل أكثر من هذا ؟ هل هذا شيء يجب أن يوصى به الزوج ؟ ( إذن فنحن نعطي للعروس قائمة من الأوامر . التمسوا لي العذر إن لم أكن قد حضرت حفل زفاف من قبل . 

 "ولا تخالفي رأيه.  " هل من المتوقع مني كزوجة أن أتخلى عن أفكاري و ميولي و معتقداتي لكي أتبنى معتقدات و أفكار زوجي ؟ هل أفكاره أفضل مني لأنني امرأة ؟ هل ترون كم هي قديمة هذه الكلمات ؟ إنني أريد جوابا هل أنا أبالغ في رد فعلي ؟ إن كانت الكثير من النساء تفكر في هذه  الأفكار و نتائجها فإن الكثير من الرجال سيهتمون بالأمر و سيتم تغيير تلك الكلمات في الحال . لماذا نحافظ على مثل هذه العبارات في عصرنا الحالي ؟ 
 "و لا تضيعي شيئا من حقوقه عليكي " عفوا فأين حقوق المرأة ؟ هل هذا يسمح باغتصاب الزوجة " ممارسة الجنس مع الزوجة غصبا عنها " . بالطبع فهذا يحق للرجال . للأسف إن  مجتمعنا الذكوري يمنح الرجل هذا الحق . أقولها مرة أخرى إن لم تشعر المرأة بالأمان في بيت الله ، فإلى أين تذهب ؟

 لا يمكنني أن أفهم كيف يقبل شخص بمثل تلك الكلمات أن تقال في الكنيسة . إنها كلمات ظالمة للنساء و لا سيما للاتي رزقن بأزواج سيئي الخلق فهؤلاء يعطون كسماح كنسي أن يفعلوا مع زوجاتهم ما يحلو لهم . ماذا ينتظرالرجل بعد أن سلمته الكنيسة امرأة خاضعة له ؟ إنني أرفض استخدام هذه الكلمات لو إنني تزوجت .

 إنني لا أستطيع نطق تلك الكلمات و لقد أخذت على عاتقي مهمة القضاء على التمييز بين الرجل و المرأة .للأسف لا يتم الاهتمام بالمرأة في كنيستنا بل يتم تجاهلها . فنحن النساء غير مستحقات للوقوف في المذبح و خدمة الرب كشماسات لأننا سنشتت عيون الرجال الشهوانية . إننا جميعا متساوون رجالا و نساء فالله خلقنا متساوين . فمن أين أتت إلينا هذه الأفكار ؟ 

لقد كانت هذه هي وجهة نظري دائما . إن الكثير من تفاصيل ممارساتنا في الكنيسة ليس لها أساس قوي في الإيمان أو حتى أي دليل من كلمات الإنجيل . إننا نحافظ في كنيستنا على التقاليد القديمة التي وضعها بعض الذكور لإبقاء المرأة على وضع بعينه دون تغيير . و حينما نطالب مثلا بتغيير وصية الزوجة في طقس الزواج فإن المدافعين عنه لا يملكون سوى حجة واحدة و هي أن هذا ما تسلموه من الرسل و آباء الكنيسة . فإن قمنا بتغيير بعض العبارات فلن يتأثر سر الزواج . لو إن وصية الزوجة تتعامل مع المرأة على إنها إنسانة لها نفس حقوق الرجل و ليست حيوانا يباع و يشترى لكنا نجد مثلا في تلك الوصية : " فكما إن زوجك يحبك و يقدرك فعليك بحبه و تقديره و أن تحبا بعضكما بعضا. " أو أي عبارات أخرى مشابهة .
 جلست مرة أخرى و كان لتلك الكلمات أثر كبير علي و تخيلت أنني لن أستطيع سماع مثل تلك الكلمات يوم زفافي . كيف يمكنهم قول هذه الكلمات ؟ لقد تملكني الغضب بشدة . شعرت بالخجل الشديد حيث كان في الزفاف بعض الأجانب .ترى كيفكانت نظرتهم إلينا ؟ هل تريدون أن ينظر الآخرون لايماننا و كنيستنا بهذا الشكل ؟ لن يكون بمقدورنا دعوة الناس لكنيستنا و للمسيح لو لاحظوا مثل هذه السلوكيات في كنائسنا . بابتسامة رقيقة هنئت العريس و عروسته و عندها قال لي العريس " عقبالك " و غادرت المكان و معي والدتي.

 شماسات : 
 إن المرأة كما أشرت من قبل و باختصار ليس لها دور رسمي في الكنيسة . فالرجال يمكنهم أن يكونوا شمامسة أو رؤساء شمامسة .... إلخ فهم يرتدن التونية و يقفون أمام المذبح في خورس المرتلين أثناء القداس الإلهي . أما النساء فلا يمكنها إلا أن تجلس في الصفوف المخصصة لهن . و حينما سألت والدتي و خدام مدارس الأحد عن السبب لعدم أخذ المرأة لأي دور في الكنيسة كانت إجابتهم كالتالي :  " المرأة لها دور في الكنيسة فيمكنها أن ترنم و تنظف الكنيسة و أن تخدم الكنيسة بأي طريقة أخرى . و كله خدمة . " و الواضح من هذه الكلمات أن الجميع ينظر للمرأة على إنها ليس لها دور حيوي في الكنيسة . 
 حينما نربي بناتنا على إن دورهن في الكنيسة ليس مهما فإنهن يصدقن ذلك و تتكون لديهن قناعة بأن الرجال أفضل من النساء من حيث البناء و التكوين . و من ناحية أخرى فإن الرجال سينظرون للنساء على إنهن أقل قيمة منهم و هذا يجعلهم ينظرون للمرأة على إنها مخلوق ضعيف و تافه لا قيمة له . (قد لا يكون كل الرجال هكذا و لكن معظمهم على هذا المنوال). و الآن فهذه القضايا تناقش على صفحات التواصل الاجتماعي كالفيسبوك مثلا و إليكم الرابط 

 لقد أحدثت هذه الصفحة الكثير من الجدال و لا سيما إحدى المقالات التي طالبت بسيامة المرأة كمرتلة . و لقد أسعدني جدا أن الكثير من النساء قد بدأن يرون النور ، إلا إنني وجدت هذا التعليق من أحد المصريين : 
"كيف تصبح المرأة شماسة و الكتاب المقدس يقول لتصمت نساؤكم في الكنائس و هل سيوافق قداسة البابا تواضروس الثاني على ذلك ؟" 

 أين أمرت المرأة بالصمت في الكتاب المقدس ؟ لقد عين السيد المسيح نساء للخدمة في الكنيسة بعد قيامته : مريم و ليديا و مرثا .... إلخ . و لقد خدمت والدة الإله في الهيكل و هي طفلة . و إنه ليحزنني وجود ذلك السيل من الأفكار في عقول الرجال . يجب علينا أن ندرك دائما إننا مسيحيون و ألا ننسى هذه الحقيقة . يجب علينا كمسيحيين معاملة الجميع بالمحبة . أقول الجميع رجالا و نساء إلا إذا كنتم تنظرون للمرأة على إنها ليست انسان . فيمكن للمرأة أن تكون شماسة . 

 الخلاصة : 
 من خلال ملاحظاتي لسنوات عديدة توصلت إلى إن معظم الناس في كنيستنا تجاهلوا الحقيقة الواضحة في المساواة بين الرجل و المرأة و ظلوا يدافعون عن أفكارهم بأفكار قديمة لا تخدم ايماننا . إن بعض العبارات و التصرفات التي تستبعد المرأة وتحط من قدر المرأة و ترفع من مكانة الرجل لهي ضارة لكنيستنا . لا يمكننا أن نقسم جسد المسيح . لا يمكننا أن نقول إن الذكر أفضل من الأنثى أو العكس . أدعوكم للتفكير عن المرأة في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية . إن لم نتحرك فسوف نفقد شباب الكنيسة . فسوف يذهبون لكنائس أخرى حيث يشعرون ببيئة آمنة و لا يسمعون كلمات مهينة لقدر المرأة اعتادوا على سماعها فديما . أما النساء اللواتي لم تفتح أعينها لهذه المقالة فستسمح للرجال من الحط من قيمتها و التحكم بها و لن تشعر ببهجة المساواة . 
"فكما أن البيت المنقسم على ذاته لا يثبت فالكنيسة المنقسمة لا تثبت أيضا."
 أود أن تكون كلماتي هذه لها الأثر الكبير و لا تكن كلمات لآذان صماء و إنه يسعدني كثيرا أن أتلقى تعليقاتكم على الموضوع .

الرابط الأصلي للمقال:


[1] تم نشر  المقال بإذن من Women Deacons in the Coptic Orthodox Church
https://www.facebook.com/Women-Deacons-in-the-Coptic-Orthodox-Church-645153102218073/

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن آجيوس إستين (أوو كيريوس ميتاسو)

  ملحوظة لقراءة الكتابة القبطية يجب تحميل هذا ال Font (إضغط هنا) يُرجح أن الألحان الكنسية نشأت مع الكنيسة نشاة الكنيسة نفسها، وتنوعت الألحان بحسب التراث الثقافي والحضاري الذي نشأت فيه كل كنيسة محلية. وتعتبر الأحان الكنسية هي جزء لا يتجزأ من العبادة، فهي كما يشير القديس باسيليوس: إن الترنيم هو هدوء النفس ومسرة الروح، يسكن الأمواج ويسكت عواصف حركات قلوبنا.

الطقس القبطي وتطور القداسات الثلاثة

[محاضرة ضمن مادة الكنيسة القبطية التي أدرسها بكلية اللاهوت الأسقفية] الطقس الديني هو مجموعة أفعال وتصرفات رمزية يستخدم فيها الإنسان جسده (عن طريق حركات معينة أو إرتداء زي معين أو ترديد كلمات معينة) لكي يُجسد أفكاره ومفاهيمه الدينية، ويُعبر عن علاقته بالقوى الفائقة التي يعبدها، مع الوقت يصير الطقس نمطًا سلوكيًا وجزءًا اصليلآ من العبادة الدينية، فمن خلال الطقس الديني يعيد الإنسان إحياء وتعيين تجربة مقدسة هي تجربة/خبرة تفاعله/تلاقيه مع الله من هنا فالطقس الديني يحتوى على أمرين: الرمزية والسلوك الإجتماعي.  والطقس الديني الجماعي (مثل ليتورجيا القداس في الكنيسة القبطية) يعزز من الإحساس بالشركة والوحدة داخل الجماعة، فالأفراد يقومون بعمل واحد معًا، وبالتالي فهو يعبر بصورة حية عن مفهوم الكنيسة ووحدتها. والطقس الديني في أساسه ليس غاية لذاته بل وسيلة للتعبير عن الغاية: العلاقة مع الله/ الإيمان؛ وينفصل الطقس عن تلك الغاية، حينما تتحول الممارسة الدينية إلى غاية في ذاتها.

هل كان المسيحيون الأوائل أكثر إيمانًا وقداسة منا اليوم؟

  عزيزي، أنت تؤمن أن مسيحيو الماضي قد وُهبُوا إيمانًا وقداسة فائقين، فقد عَبَرْوا من بوتقةِ الاضطهاد العنيف والالام التي تتجاوز عتبة التحمل لمن هم في العصر الحديث. كما أنك تؤمن أن القديسين والشهداء الأوائل، ونُساك الصحراء هم نموذج لا يُمكن لنا نحن المؤمنين المعاصرين تحقيقه. ها أنت تأبى أن تترك حنين الماضي، أو أن تُقْدِمُ على الفحصِ المتأني للمشهد الإيماني المعاصر، حتى تكتشف ذلك النسيج المعقد للحاضر، الذي يتحدى هذه المقارنات السهلة.