التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المسيحي وفيروس كورونا: ماذا يجب أن يفعل المسيحي الآن؟


(1)

وقت الأزمات هو الوقت المناسب لأجل أن تُعلن الجماعة المسيحية رسالتها الحقيقة. وهي استعلان محبة يسوع وملكوته للبشرية كلها: اي استعلان رسالة يسوع للعالم: رسالة الرجاء والشفاء والخلاص والسلام.
(2)
بعين النبوة يكشف أشعياء عن إرسالية المسيح لذلك العالم المتألم: " رُوحُ السَّيِّدِ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّ الرَّبَّ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَعْصِبَ مُنْكَسِرِي الْقَلْبِ لأُنَادِيَ لِلْمَسْبِيِّينَ بِالْعِتْقِ وَلِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ. لأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لِلرَّبِّ وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا. لأُعَزِّيَ كُلَّ النَّائِحِينَ. 3 لأَجْعَلَ لِنَائِحِي صِهْيَوْنَ لأُعْطِيَهُمْ جَمَالاً عِوَضاً عَنِ الرَّمَادِ وَدُهْنَ فَرَحٍ عِوَضاً عَنِ النَّوْحِ وَرِدَاءَ تَسْبِيحٍ عِوَضاً عَنِ الرُّوحِ الْيَائِسَةِ فَيُدْعَوْنَ أَشْجَارَ الْبِرِّ غَرْسَ الرَّبِّ لِلتَّمْجِيدِ." (اش 1:61-3).

في العهد الجديد جاء المسيح بشخصه مقدمًا هذه الرسالة: " كلَّمْتُكُمْ بِهَذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ" (يو 11:15)، كانت دعوة الله الدائمة: " تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ" (مت 28:11)
(3)
على الجماعة المسيحية الآن ان تكون أداة إعلان شفاء وفرح، أداة إعلان قوة محبة الله ورجاؤه المقدم للبشرية الساقطة. هذا هو أنسب وقت لنشر رسالة المسيح الحقيقية. إن أعظم اختبار يمكن للإنسان أن يختبره مع المسيح هو في عمق الأزمة والألم والضيق. علينا أن نُقدم رسالة منضبطة عن أين نجد الله في وسط الألم؟ ماذا يفعل الله وسط الآلام؟ هل الله صامت عنا؟. كل هذه الأسئلة تحتاج منا إجابات حقيقية نقدمها للعالم المتألم والمُتَسائِل اليوم.
هذا هو الدور المنوط به كل مسيحي حقيقي اليوم يمتلك في يديه التكنولوجيا والوقت في ظل الظروف الحالية. أن يكون أداة استنارة حقيقية لمجتمعه وللعالم أجمع: "وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته." (يو 17: 3)

تابعوا المقالات على: #الإيمان_الكامل
المقال الأول: المسيحي وفيروس كورونا: ثلاثة أفكار
المقال الثاني: الله، أيوب، نحن، وفيروس كورونا
المقال الثالث: الجماعة المسيحية، المسؤولية، وفيروس كورونا
التعليق الرابع: الجماعة المسيحية، المسؤولية، التداعيات
المقال الخامس: المسيحي وفيروس كورونا: كيف فشلت كنيسة في كوريا الجنوبية في مسؤوليتها الاجتماعية!
المقال السادس: المسيحي وفيروس كورونا: ماذا يجب أن يفعل المسيحي الآن؟
https://www.facebook.com/mfreeorthodoxmind/posts/2853933978023613



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أفكار متناثرة حول محاورة القمص مكاري القمص تادرس الأخيرة عن الثالوث

  "يجب عليك أن تتخلى عن كل شيء، نيو. الخوف، الشك، وعدم التصديق. حرر عقلك." (مورفيوس، ذا ماتريكس 1999) " ا لعالم يتغير بمثالِك، لا برأيك." (باولو كويلهو، حساب منصة اكس الشخصي 2019) تداولت وسائل التواصل الاجتماعي لقاء بين محاور غير مسيحي والقمص مكاري القمص تادرس عن الثالوث والوحدانية في اللاهوت المسيحي. تم الاتصال بالقمص مكاري على حين غرة ودُونَ توقع منه؛ إلا أن الأخير تمكن من تقديم إجاباته بصورة لاقت إعجاب المتابعين، وشهدت له بالتفوق. كشف هذا اللقاء -ومحتويات تلك القناة ومثيلاتها بشكل عام- عن الحالة الذهنية لهذه النوعية من المحاورين، والتي يُمكن تفكيك بعض سماتها هكذا: 1. العقلية الذرية: أزمة التعامل مع الكليات عرَّف المستشرق الإسكتلندي هاميلتون جيب (1895-1971) مفهوم "العقل الذري atomistic mind " بأنه عقل يتسم بالتجزئة والتركيز على الجزئيات الصغيرة مع عجز واضح عن بناء الكليات أو الرؤى الشاملة. هذه العقلية تعجز عن الربط بين التفاصيل في إطار منظومة متكاملة، مما يؤدي إلى إنتاج تفكير مفكك غير قادر على فهم السياقات الكلية أو الاتجاهات الكبرى. ويصف المفكر ...

حياة باي والايمان بالله

  في العام 2010 – وبحسب جريدة ستار فونيكس الكندية- كتب باراك أوباما رسالة لمارتل يصف فيها رواية "حياة باي" قائلاً: "انها إثبات رائع لـ[وجود] لله." لم يكن اوباما مخطئًا، ففي توطئة الرواية كتب مارتل هذه الكلمات على لسان عجوز هندي في مقهى في بلدة بونديتشيري: "لدي قصة ستجعلك تؤمن بالله."   في الواقع إن الرواية لا تدور حول إثبات وجود الله إنما تدور حول "إعادة اكتشاف الإيمان."

هل كان المسيحيون الأوائل أكثر إيمانًا وقداسة منا اليوم؟

  عزيزي، أنت تؤمن أن مسيحيو الماضي قد وُهبُوا إيمانًا وقداسة فائقين، فقد عَبَرْوا من بوتقةِ الاضطهاد العنيف والالام التي تتجاوز عتبة التحمل لمن هم في العصر الحديث. كما أنك تؤمن أن القديسين والشهداء الأوائل، ونُساك الصحراء هم نموذج لا يُمكن لنا نحن المؤمنين المعاصرين تحقيقه. ها أنت تأبى أن تترك حنين الماضي، أو أن تُقْدِمُ على الفحصِ المتأني للمشهد الإيماني المعاصر، حتى تكتشف ذلك النسيج المعقد للحاضر، الذي يتحدى هذه المقارنات السهلة.