تمهيد صار السؤال عن تصنيف طبيعة ولاهوت الكنيسة المصرية الأرثوذكسية (اختصارًا: القبطية) بين الشرق والغرب، محل جدل دائر في أواسط الكُتاب الشعبيين من الأقباط، وتم الاتفاق الضمني بينهم أن الكنيسة القبطية يُفترض بها أن تنتمي للمعسكر اللاهوتي الشرقي، لكنها تأثرت بشدة في صياغاتها اللاهوتية بالتفكير اللاهوتي الغربي. أثر ذلك على كيفية فهم واستيعاب حقيقة الكنيسة القبطية، وأصبح الحوار اللاهوتي الشعبي -في مفارقة نادرة أن تُتبع جملة "الحوار اللاهوتي" بصفة الشعبي- يحفل الاستقطاب والاتهامات المُتبادلة بين جماعات هذه الأوساط. لكن على جانب آخر، يعكس هذا الاحتقان حقيقة أن الكنيسة القبطية، في صورتها الرسمية لا تمتلك إقرارات أيمان لاحقة لإقرار نيقية-القسطنطينية، تُساعد في فض هذا الاشتباك الذي تورط فيه جزء ليس بقليل من الإكليروس في الكنيسة مما زاد من هوة الصدع، ولفت الانتباه أن هناك صدعًا داخليًا ليس في الجانب الشعبي فقط لكن في الجانب المؤسسي الرسمي.
"And You will Know the Truth and the Truth will set you Free" (John 8:32 NET)