مقدمة
في مقال له بعنوان "أسئلة شائكة حول فكر أوغسطينوس:
الجزء الثاني." جادل د. مينا يوسف -الباحث بكلية Southern Baptist، ومحرر
القسم العربي لموقع The
Gospel Coalition- رافضًا
فكرة تأثر أغسطينوس بالديانة المانوية، والتي اعتنقها حوالي التسع سنوات، خاصة في
مسألة الشر ووراثة الخطية.
(رابط المقال shorturl.at/vxJQR)
بعد نشر المقال المذكور، تم الاتفاق بيني
وبين د. مينا يوسف، أن أقدم طرحًا مضادًا لفكرته، كنوع من المساهمة في تدريب طُلاب
اللاهوت على كيفية الاختلاف.
ينقسم مقالي إلى الأقسام التالية:
-
مفهوم المانوية عن الرغبة الجنسية والخطية الأصلية والزواج
-
علاقة أغسطينوس ومعرفته بالمانوية
-
أغسطينوس: الرغبة الجنسية، الخطية الأصلية، والزواج
-
هل اتهام أغسطينوس بالمانوية جديد؟
-
عقيدة أغسطينوس عن سبق التعيين والمانوية
-
استنتاجات أخيرة
يمكن الوصول لجميع أعمال أغسطينوس باللاتينية من خلال
الرابط التالي:
http://www.augustinus.it/latino/index.htm
1) المانوية: الرغبة الجنسية، الخطية، والزواج
يقوم جزء من تعاليم ماني
الأنثروبولوجية على أن الرغبة الجنسية والممارسات الجنسية هي أمر يتماشى مع خطة
المادة للإنجاب والولادة[1]،
فالمادة هي جزء من خطة الشر لتقييد الروح واستعبادها. لذلك، فرضت المانوية على اتباعها
الامتناع عن العلاقة الجنسية للإنجاب وخصوصًا الزواج. (انظر Alexandri Lycopolitani,
contra Manichaei opiniones
disputatio 37).[2]
اعُتبر الإنجاب أمرًا بالغ
السوء[3]،
لأنه يُساهم في استمرار تقييد الروح. وبالرغم من ذلك سُمح للمانويين بالاحتفاظ
بخليلات دون زواج أو إنجاب.[4]
ويُفسر هذا أن أغسطينوس في فترة اعتناقه للمانوية كانت له امرأة "رغم أنها لم
تكن زوجة شرعية." (الاعترافات 4).
بدون الزواج -والتي كانت
المانوية ترى أن هدفه الوحيد هو الإنجاب- وبالتالي الإنجاب، يُمكن كسر خطة الشر
لاستمرار تقييد الأرواح، وبالتالي السعي نحو خلاصها.
2) علاقة أغسطينوس ومعرفته بالمانوية
اعتنق أغسطينوس المانوية مدة
تسع سنوات، يقول "انقضت تسع سنوات تقريبًا وأنا أتمرغ في ظلمة
عميقة" (الاعترافات 3)، من المؤكد أنها كانت كافية لتترك أثرًا عليه، مثلما
تركت الأفلاطونية باعترافه هو (الاعترافات 7). وقد ارتبطت فترة اعتناقه للمانوية بالفترة
العمرية المؤسسة للتكوين الفكري للإنسان، فقد ظل مانويًا بين عمري "التاسعة
عشر والثامنة والعشرون" (الاعترافات 4).
بالرغم من ذلك، لم يكن أغسطينوس
على دراية كاملة بالنظم العقائدية المانوية. على سبيل المثال، فقد أخطأ في اعتبار
أن المانوية تؤمن بإلهين أو أن المانويين يعبدون الشمس والقمر.[5]
وهو ما نفاه فاوستوس في حواره مع أغسطينوس (C. Faustum 21.13–14). وباعتراف أغسطينوس،
فهو لم يكن من ضمن طبقة الصفوة، بل كان من طبقة المستمعين، ولم يكن متاحًا له
معرفة كل شيء (C.
Fortunatum 3؛ De moribus ecclesiae catholicae…
19.68). كما انه اعترف في حواره مع
فورنتاتوس أن هناك بعض الأشياء قد عرفها عن طريق السماع والأخبار المتداولة[6]
(De mor. Manich. 16.52). بينما
أيضًا، هاجمه سيكوندينوس -أحد المستمعين المانويين في رومان- وأتهمه قائلاً:
"أنك لم تكن يومًا مانويًا، بل أنت لم تعرف الأسرار ولا التعاليم
السرية." (Secundinus, Epistula
ad Augustinum).[7]
يقترح دي روي أن أغسطينوس لم
يكن يومًا معتنقًا للمانوية الحقيقية، بل للفكرة المانوية التي صاغها على الشاكلة
التي رغب فيها.[8]
وهو في معارضته للأفكار المانوية لاحقًا، لم يكن يُعارض ما أعتنقه المانويون بالفعل،
بل ما أعتقد هو عنهم. بينما في أطروحاته اللاهوتية تبنى الأفكار الفعلية
للمانويين.
3) أغسطينوس: الرغبة الجنسية، الخطية الأصلية، والزواج
أفكار أغسطينوس عن الرغبة
الجنسية، والخطية الأصلية، والزواج تضعه بلا شك في خندق المتأثرين بالمانوية.
صاغ أغسطينوس أفكاره
ومصطلحاته عن الخطية الأصلية، سببها، وتداعياتها قبيل الجدل البيلاجي. لكن، فرض
عليه هذا الجدال الدخول في شروح أكثر توسعًا.[9] فقد اتهم البيلاجيون، خصوصًا الأسقف الإيطالي جوليان، أغسطينوس بالتأثر
بالمانوية في أفكاره عن الخطية الأصلية، وأمور أخرى، مما دعاه للدخول في تفاصيل
أكثر حول سؤال الرغبة الجنسية والزواج وانتقال الخطية الأصلية. [10]
تكشف معظم فقرات اعترافات أغسطينوس
عن صراعه الدائم مع الرغبة الجنسية. كان هذا الصراع مُمَهِدًا لاستعداده لبتني
الأفكار المانوية حتى دون أن يُدرك. يقول: "عند وصولي لمرحلة الشباب
وانفعالاتها، تصاعد دخان رغبات جسدي الدنيئة التي غطت كالسحب قلبي وأظلمته حتى أني
لم أعد أميز بين الصفاء الواضح للحب، وغشاوة الهوى والشهوة." (الاعترافات 2).
وكان انفكاكه من تلك الرغبة هو أمرًا إلهيًا مُعجزيً: "والآن أتساءل، كيف
تمكنت من أن تنقذني من قيود رغباتي، حيث كنت مُقيدًا بُربط قوية تجاه شهواتي
الجسدية من جراء انغماسي في الأمور الدنيوية. أما الآن فسأعلن واعترف لأسمك،
قائلاً وأقول يا رب صخرتي ووليي." (الاعترافات 8)
وفي الفصل الأول من
اعترافاته يقارن أغسطينوس بينه وبين الابن الضال (لوقا 15) الذي "ذهب ليعيش
حياة شهوانية affectus
libidinosus وفي ظلمة affectus tenebrosus بعيدًا عن وجهك." هذه الشهوة
affectus ليست إلا الرغبة الجنسية التي نمت في الإنسان كعقاب على
خطية آدم.[11]
عارض جوليان بشدة فكرة أغسطينوس
أن الرغبة الجنسية concupiscenceمرتبطة بالسقوط.
على النقيض اعتقد أغسطينوس أن الرغبة الجنسية هي قوة شريرة، قادرة على
تدمير الطبيعة البشرية ودفعها نحو الشر. في أعماله ضد البلاجيين أصر أغسطينوس أنه
في كل الأحوال فالرغبة الجنسية هي شر/خطأ malum، حتى حينما يتم استخدامها في شيء صالح[12]،
مما يكشف عن تأثر مُباشر وجليّ بالمانوية.
أدت هذه الفكرة
بالتبعية لإدانة الزواج. كما وضع الجدال مع جوليان، أغسطينوس في مأزق بسبب وصية
"أكثروا واثمروا وأملوا الأرض" (تك 1: 28) والتي كانت قبل السقوط. طرح أغسطينوس
نظريتين للخروج من المأزق. الأولى: أنه من الممكن أن يكون آدم وحواء قابلين
للتكاثر بدون لقاء جنسي وبطريقة مختلفة عن التي نعرفها الآن. الثانية: أنه
من المحتمل أنه لم تكن لديهم أجساد مادية مثلنا إنما أجسادًا روحية. لكن، لاحقًا
في كتابه De Genesi ad litteram تبنى أغسطينوس النظرية الأولى، وفي الفصل السادس من الكتاب كان قد
تخلى تمامًا عن النظرية الثانية.[13]
واعتبر أن هذا العيب vitium أي الرغبة الجنسية والتلاقي الجسدي كان أمرًا لاحقًا بعد السقوط (أنظر
De Genesi Ad Litteram 3.21; 6.28).
اعتبر أغسطينوس أيضًا أن
الرغبة الجنسية هي خطية وشر malum peccati، لكن ليس
لأنها في حد ذاتها خطية، بل لأنها أم الخطايا والملهمة بالشر انظر (On Marriage and Concupiscence
1.23.25; 1.24.27).
من هنا، أعتبر أغسطينوس
أن الرغبة الجنسية هي السبب الوحيد sole cause لانتقال
الخطية الأصلية من الآباء إلى الأبناء[14]
(أنظر De Peccatorum meritis et… 2.9.11) بل أنه في
حديثه عن المعمودية يقول أنها تغفر ذنب/خطية الرغبة الجنسية[15]
reatus concupiscentiae (أنظر De
Peccatorum meritis et… 2.4.4).
بالتالي، فشركة
نسل آدم معه في الخطية الأصلية ليس أمرًا تضامنيًا أو تبعاتي، بل هو أمر فسيولوجي
ينتقل عبر العلاقة الجنسية بين الأب والأم إلى الأبناء، وهو ما يسميه
رابط التكاثر seminum
nexus (أنظر Contra Iulianum opus imperfectum… 4.104; 2.123). يقول
أغسطينوس: "لقد ولدنا بالشهوة concupiscentiam
[الرغبة الجنسية] نفسها، وقبل أن نضيف خطايانا، نحمل تلك اللعنة
منذ الولادة. لأننا إذا ولدنا بلا خطيئة، فلماذا نركض مع أطفالنا إلى المعمودية
ليطلق سراحهم؟ تأملوا أيها الإخوة في نوعين من الولادة، آدم والمسيح. كلاهما رجل،
لكن الأول رجل، والثاني إنسان وإله. بالأول نحن خطاة، وبالثاني نحن مبررون. لقد
أوقعتنا الولادة الأولى حتى الموت، والثانية أحيتنا. تلك الولادة تجلب معها الخطيئة،
وهذا يحررنا من الخطيئة. من أجل هذا جاء المسيح في صورة إنسان، لينقض خطايا الناس." (Tract. in I Io.
4.11). ويُضيف:
"الإنسان، المولود بإرث الخطيئة والموت cum traduce peccati et mortis،
المولود من آدم، أخذ معه ما تم إنتاجه في آدم. سقط الرجل الأول، وكل من ولدوا منه
أخذوا منه شهوة الجسد de
illo traxerunt concupiscentiam carnis.
لذلك كان من الضروري أن يولد إنسان آخر لا تدنسه الشهوة. رجل ورجل: رجل للموت ورجل
مدى الحياة." (Tract. in Io. 3.12).
هكذا يبدو حل
ولادة يسوع المسيح بلا خطية بالنسبة لأغسطينوس سهلاً. فيسوع ولد من العذراء. أي
بدون وجود دور لأي ذكر في عملية الحبل
والولادة. وبالتالي، فلا مجال هنا لانتقال بيولوجي للخطية tradux peccati (On Marriage and Concupiscence
6.22). وبالتالي، رأى أغسطينوس أن الهدف
المنطقي الوحيد من الزواج والعلاقة الجنسية هو إنجاب الأطفال. أي أن عقد الزواج
يجب أن يكون بنية إنجاب الأطفال tabulae
ostendendae voluntatis.
4) الاتهام بالمانوية
لم تكن
الإشارات لتأثر أغسطينوس في لاهوته بالمانوية، جل حديثة. بل قد أثيرت من قبل
مُعاصريه. في كتابه المُراجعات Retractationum يكشف أغسطينوس في مواضع عدة عن إتهام البلاجيين له بالتأثر
بالأفكار المانوية. وبحسب أغسطينوس نفسه، فقد وضعوا كتابًا يتهموه فيه بإدانة
الزواج (Retractationum
53(80))، كما اتهموه بتبني التفسيرات
المانوية في تفسيره لسفر التكوين (Retractationum 10(9)).
جوليان أسقف
اكلانوم Julian of Eclanum في إيطاليا الحالية، أتهم أغسطينوس أن أنه جلب أفكاره عن الخطية
الأصلية والزواج من المانوية (انظر رسالة جوليان إلى روما Letter To Rome).[16]
وقرب نهاية حياة أغسطينوس أتهمه جوليان قائلاً: "مثلما لا يقدر الأثيوبي على
تغيير جلده، أو الفهد على [إزالة] بقع [جلده]؛ فمن المستحيل لك أن تمحي ماضييك
المانوي." (Contra
Iulianum 4.42).
5) سبق التعيين
يُشير كيفين كويل أنه
هناك اقتراحات بتأثر أغسطينوس في عقيدته عن سبق التعيين بالمانوية.[17]
لكن هذه القضية تقع خارج نطاق هذا المقال.
يضع كويل قائمة
بمجموعة من الدراسات التي يمكن الرجوع إليها:
E.
Buonaiuti, “Manichaeism and Augustine’s Idea of ‘Massa Perditionis’,” Harvard Theological Review
20 (1927): 117–27;
A. Magris,
“Augustins Prädestinationslehre und die manichäische
Quellen,” in van
Oort et al., eds.,
Augustine and Manichaeism in the Latin West,
148–60; M.-A.
Vannier, “Cosmogonie
manichéenne et réfl exion augustinienne sur la création,”
in M. Rassart-Debergh and J. Ries, eds.,
Actes du Ive Congrès Copte,
Louvain-la-Neuve, 5–10 septembre 1988
2 (Publications de l’Institut Orientaliste de Louvain,
41), Louvain-la-Neuve: Institut
Orientaliste de l’Université
Catholique de Louvain, 1992, 300–09;
Eadem, “Manichéisme et pensée augustinienne de la création,”
in Jornadas Agustinianas:
Con motivo del XVI
Centenario de la Conversión de San Augustín, Madrid 22–24
de Abril de 1987, Valladolid: Estudio Agustiniano, 1988, 143–51, repr.
in J. C.
Schnaubelt and F. van Fleteren, eds., Collectanea
Augustiniana: Augustine—“Second Founder of the Faith,”
New York and Bern: Lang, 1990, 421–31.
6) استنتاجات أخيرة
يوجد
اتفاق أكاديمي عام، على تأثر أغسطينوس الشديد بالمانوية في أفكاره عن الرغبة
الجنسية، والزواج، ووراثة الخطية الأصلية كشيء يورث فسيولوجيًا، وليس معنويًا، أو
تضامنيًا. كما تكشف النصوص القديمة أن اتهام أغسطينوس بالتأثر بالمانوية في هذه الأفكار
ليس أمرًا مستحدثًا، بل نشأ بين معاصريه. وتبين لنا كتابات أغسطينوس عن هذا
التأثر، الذي ربما لم يكن واعيًا له.
هذا المقال كما ذكرت هو مقال تفاعلي مع مقال د. مينا
يوسف. وقد راعيت عدم التعمق في الموضوع قيد النقاش، حتى يتناسب حجم هذا المقال مع
المقال الأصلي، ولا يَمِلُ القارئ. لكن، وكدعم للأطروحة أعلاه يمكن لمن يرغب
المزيد من الاطلاع بصورة مفصلة من خلال المراجع التالية:
-
Alexander, William
M. “Sex
and Philosophy in Augustine.” Augustinian
Studies 5 (July
1, 1974): 197–208.
-
Augustinus, Aurelius,
and John E. Rotelle. The
Works a Translation for the 21st Century. Pt. 1, Books Vol. 20 Answer to Faustus, a Manichean. New City Press, 2007.
-
Beatrice, Pier
Franco. The
Concept of Original Sin as Popular and Manichean Heresy.
The Transmission of Sin.
Oxford: Oxford
University Press, 2013.
-
BeDuhn, Jason
David. Augustine
Accused: Megalius,
Manichaeism,
and the Inception of the
Confessions. Journal
of Early Christian Studies. Accessed
May 18, 2021.
-
———. Augustine’s Manichaean Dilemma,
1 Conversion and Apostasy,
373–388
c.e. University
of Pennsylvania Press, 2009.
-
———. The
Manichaean Body: In
Discipline and Ritual. 0 edition.
Baltimore: Johns Hopkins University Press,
2000.
-
BeDuhn, Jason
and Villanova University, in
cooperation with the Philosophy Documentation Center.
“What Augustine (May Have) Learned
from the Manichaeans:” Augustinian
Studies 43, no.
1 (2012): 35–48.
-
Berg, Jacob
Albert van den, Annemare
Kotze, Tobias
Nicklas, and
Madeleine Scopello. In
Search of Truth: Augustine,
Manichaeism and Other
Gnosticism: Studies
for Johannes Van Oort at Sixty. Mul. Nag
Hammadi and Manichaean Studies 74. Brill
Academic Pub, 2010.
-
Burns, J.
Patout. “Augustine
on the Origin and Progress of Evil.” The Journal of Religious Ethics
16, no. 1 (1988): 9–27.
-
Fredriksen, Paula.
“Beyond the body/soul dichotomy. Augustine on Paul against the Manichees and the
Pelagians.” Recherches Augustiniennes et Patristiques 23 (January
1988): 87–114.
-
Fuhrer, Therese.
“Augustine’s Moulding of the Manichaean Idea of God in the
‘Confessions.’” Vigiliae Christianae 67, no. 5 (2013): 531–47.
-
Gaans, Gijs
van. “The
State of Research on the Manichaean Bishop Faustus.”
HTS Theological Studies
69 (December 1, 2012): 1–11.
-
Gardner, Iain,
and Samuel N. C. Lieu,
eds. Manichaean
Texts from the Roman Empire. Cambridge:
Cambridge University Press,
2004.
-
Hochschild, Paige
E. Memory
in Augustine’s
Theological Anthropology (Oxford
Early Christian Studies). Vol.
1. Oxford University Press, 2012.
-
Jaspers, Karl.
Plato and Augustine:
From the Great Philosophers,
Volume I.
Vol. 1. Mariner
Books, 1966.
-
Kaufman, Peter
Iver. “Augustine
on Manichaeism and Charisma.” Religions
3, no. 3 (September
2012): 808–16.
-
Kelly, David
F. “Sexuality
and Concupiscence in Augustine.” The
Annual of the Society of Christian Ethics 3 (1983): 81–116.
-
KOENEN, LUDWIG.
“Augustine and Manichaeism in Light of the Cologne Mani
Codex.” Illinois
Classical Studies 3 (1978): 154–95.
-
Matusek, Edward.
“The Problem of Evil in Augustine’s Confessions.” Master, University
of South Florida, 2011.
-
Meyer, Herbert.
“The Problem of Evil in the Anti-Manichean Works of Saint Augustine.”
Master, Loyola
University Chicago, 1962.
-
Moiseeva, Evgenia.
“Genesis as a Hidden Source of Manichaeism.”
Scrinium 13, no. 1 (November
28, 2017): 199–212.
-
Nisula, Timo.
Augustine and the Functions of Concupiscence.
Supplements to Vigiliae Christianae
116. Brill Academic Pub, 2012.
-
Oort, H Van.
“Augustine and Manichaeism:
New Discoveries, New Perspectives.” Verbum et Ecclesia 27 (September 22,
2006).
-
Oort, Johannes van. Mani and Augustine:
Collected Essays on Mani,
Manichaeism and Augustine.
Mani and Augustine. Brill, 2020.
-
Oort, Johannes
van. “Manichaean
Christians in Augustine’s Life
and Work.” Church
History and Religious Culture 90, no.
4 (2010): 505–46.
-
———. “Manichaean
Women in Augustine’s Life
and Works.” Vigiliae
Christianae 69, no.
3 (May 8, 2015): 312–26.
-
———. “The
Young Augustine’s
Knowledge of Manichaeism: An
Analysis of the Confessiones and Some Other Relevant Texts.”
Vigiliae Christianae 62, no. 5 (2008): 441–66.
-
Oort, Johannes
van. “Was
Julian Right? A Re-Evaluation
of Augustine’s and
Mani’s
Doctrines of Sexual Concupiscence and the Transmission of Sin:
Part 1.” Journal
of Early Christian History 6, no.
3 (September 1, 2016): 111–25.
-
Oort, Johannes
van, Otto
Wermelinger, and
Gregor Wurst. Augustine
and Manichaeism in the Latin West: Proceedings of the Fribourg-Utrecht Symposium of the International Association of
Manichaean Studies (IAMS)
(Nag Hammadi and Manichaean
Studies). Nag
Hammadi and Manichaean Studies 49. Brill
Academic Publishers, 2001.
-
Oort, van
Johannes. Augustine
and Manichaean Christianity: Selected Papers From the First South African
Conference on Augustine of Hippo, University of Pretoria,
24-26 April
2012 (Nag Hammadi and Manichaean
Studies). Vol.
1. BRILL, 2013.
-
Stump, Eleonore,
and Norman Kretzmann. The Cambridge Companion to Augustine.
1st ed. Cambridge
Companions to Philosophy. Cambridge
University Press, 2001.
-
Teske, Roland
J. Augustine
of Hippo: Philosopher,
Exegete and Theologian:
A Second Collection of
Essays. Marquette
Studies in Philosophy. Marquette
University Press, 2009.
[1] جيووايد نغرين, ماني
والمانوية، دراسة لديانة الزندقة وحياة مؤسّسها (بدون: دار حسان للطباعة والنشر,
1985), 82.
[2] Alexander Lycopolitani, Contra Manichaei
Opiniones Disputatio (Lipsiae: in aedibus B. G. Teubneri, 1895).
[3] نغرين, ماني والمانوية،
دراسة لديانة الزندقة وحياة مؤسّسها, 127.
[4] نغرين, 128.
[5] J. Kevin Coyle, Manichaeism and Its Legacy,
Manichaeism and Its Legacy (Leiden: Brill, 2009), 255,
https://brill.com/view/title/12638.
[6] Coyle, 256.
[7] Secundinus Manichaeus, “Epistula Secundini Ad
Augustinum,” accessed May 19, 2021,
https://scaife-dev.perseus.org/reader/urn:cts:latinLit:stoa0251.stoa001.opp-lat1:1-5/.
[8] Coyle, Manichaeism and Its Legacy,
313.
[9] Pier Franco Beatrice, The Concept of
Original Sin as Popular and Manichean Heresy, The Transmission of Sin
(Oxford: Oxford University Press, 2013), 59,
https://oxford.universitypressscholarship.com/view/10.1093/acprof:oso/9780199751419.001.0001/acprof-9780199751419-chapter-13.
[10] Beatrice,
59.
[11] Johannes van Oort, Mani and Augustine:
Collected Essays on Mani, Manichaeism and Augustine, Mani and Augustine
(Brill, 2020), 310, https://brill.com/view/title/56284.
[12] Beatrice, The Concept of Original Sin as
Popular and Manichean Heresy, 60.
[13] Beatrice,
62.
[14] Beatrice, 65.
[15] Beatrice, 66.
[16] Julian Eclanum, “Letter To Rome,” accessed
May 19, 2021,
http://www.seanmultimedia.com/Pie_Julian_Eclanum_Letter_To_Rome.html.
[17] Coyle, Manichaeism and Its Legacy,
326.
تعليقات
إرسال تعليق