عالم تافهة يُمتلئ العالم بالكُتّاب، بينما لا يوجد قارئون بالعدد الكاف. وبينما ترزح وسائل التواصل الاجتماعي تحت وطأة آلاف الفقرات المكتوبة لآلاف الكُتاب المزعومين؛ إلا أن مُعظمها لا يعدو كونه كتابات تافهة. وأدى الظمأ العام لإشارات الإعجاب، وتعليقات المديح إلى خلق قراء تافهين، يستهلكون تلك الكتابات التافهة ، ومستحثين مزيدًا منها. تمَّ التخلي عن الكتابة المسؤولة ذات الألفاظ الدقيقة والمفهومة، لصالح كتابة تافهة تتعمد أن تتسم بالغموض، في مزيج رديء ومائع من اللغة العربية واللغات الأجنبية (على الأرجح الإنجليزية)، مع متقطعات لفلاسفة وعلماء وخبراء مزعومين لابد أن تسبق أسمائهم سابقة الـ"د." لا يقتصر الأمر على الكتابة. فهناك أيضًا الوسائط المرئية التافهة . تعمل الصورة الساخرة من أي شيء وكل شيء إلى تتفيه القضايا الجادة. وكلما انزلقت الأمور الجوهرية على منحدر التفاهة، كلما فقدت أهميتها ونوعيّتها واتزانها لدى المجتمع. كما تعمل مقاطع الفيديو التافهة التي يجعل فيها الناس من أنفسهم تافهين، إلى خلق مشاهدين تافهين جدد؛ بينما تنسل الأموال إلى جيوب صناع هذا المحتوى؛ جاذبة مزيد من الصُناع...