إلى صديقي
العزيز
ذلك الالم
الذي يدمينا...
تلك
الخفقات القاسية لقلب محتضر...
ها قد مات
الشغف... وانتفى المعنى...
ما
الحياة؟ وما الموجود؟...
هل
الإجابة هي في ذلك المسعي الدائم نحو
شغف ما؟!...
أن نُغيّرَ العالم؟!... أن نُصْبِحُ أساطيرًا خالدةً؟!
لا مكان للشغف
هنا...
"هنا
القاهرة"..."هنا مصر"... هذا مكان للموتى... وليس أرضًا
للأحياء
لكننا
لا نصدق هذا... فنصير ضحايا أنفسنا قبل أن نكون ضحايا مقدرات الحياة.
أنها
تلك الرحلة...
التي
تبدأ وتنتهي حيث مهدها...
لذا
يا صديقي.... استمع إلى...
عليك ان
تستسلم لمقدراتك...
لا
تحاول ان تكون ما ترنو إليه... فلن تكونه...
أو أن تسعى
نحو شغف مراهقتك البائس...
مقدراتك
ان تكون لاشئ... لا أحد...
ان
تموت في بقعة منزوية...
يرثونك...
يحزنون عليك قليلا... ويبكونك...
يكتبون
الاشعار عنك مدة يومين على مواقع التواصل الاجتماعي، ثم ينسونك...
يعود
الرجال الي اعمالهم اليومية... النساء الي التململ... ويعود الاطفال للعب والبكاء...
هكذا
انت...
هكذا
كلنا...
هذه
مقدراتك...
حينما
ظننت أنك اوشكت على اختطاف احلامك... أن ترى شغفك متجسدًا كإمرأة أحلامك،
تطعنك
الحياة الطعنة الاخيرة...
تسحقك....
تفتت عظامك الي الف شظية وشظية...
وحينما
تخبرهم... يندهشون... يضحكون...
يباركون...
يصافحك الرجال، وتزغرد النساء...
يا
للروعة... ها قد صرت مثلهم او مثل ما يطمحون اليه... هكذا يظنون...
فقد
انتصرت مقدراتك...
لن
يتفهمونك...
كم
انت احمق...
اظننت
انك قادر ان تعبث مع مقدراتك؟ ان تحطمها وتتجاوزها؟
ها
قد اجبرتك الحياة ان تنكسر...
ان
تنذوي..
ان
تصير شذرات عدمية لرجل بائس..
فيا صديقي لا تبتأس... فهذا واقعنا وعلينا أن نتقبله...
دمتم
ودمنا إلى غير مآل.
تعليقات
إرسال تعليق