التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الثاليا: قصيدة آريوس، مقدمة وترجمة

الآريوسية هي المسيحية الحقيقة: "المسيحية الموحدة بالله"، قَدَمَ هذه الفكرة أحد الكتاب المصريين ونشرها في احد الجرائد الرسمية، وكتب عدة مقالات متفرقة عنها. ووصف آريوس والآريوسيين بالـ "مسيحيين الموحدين بالله"، وكان القصد من ذلك الإشارة أن المسيحية الأرثوذكسية التي واجهت للآريوسية لم تكن موحدة بالله لوجود فكرة الثالوث، وان آريوس – كحامل للمسيحية الصحيحة- قدم المسيح كإنسان ونبي. لكن في مجمع نيقية تم الحكم على آريوس ظلمًا وإختراع فكرة الثالوث وتأليه المسيح.
لكن ما الذي كان يعتقده آريوس؟[1]
سيم آريوس قسًا في الإسكندرية (حوالي عام 310م أو 311م)[2]، وأوكلت إليه مسؤلية كنيسة بوكاليس Baucalis[3]. هو من أصل ليبي وُلد حوالي سنة 256م (يشهد لأصله الليبي القدّيس أبيفانيوس أسقف سلاميس و جزء من خطاب قديم بين آريوس و الملك قسطنطين يقول فيه أنه يحظى بتأييد شديد من أهل ليبيا[4])، تعلَّم على يديّ لوكيانوس الإنطاكيّ (السَّمُوساطيّ) في نيقوميديه (بحسب القدِّيس أبيفانيوس) الذي نسب إليه تلاميذ آريوس أفكار مُعلّمهم بعد ذلك. سيم للشموسيَّة بيد البابا بطرس (البطريرك 17) و قُطع آريوس من الشركة في عهد البابا بطرس أيضاً بسبب إتخاذه جانب ميليتيوس أسقُف ليكوبوليس (أسيوط حالياً) الذي أنكر الإيمان في عهد دقلديانوس، و حينما قُبلت توبة مُنكري الإيمان إستُعيد آريوس للشَّركة سنة 313م و سيم قسّاً بيد البابا أرخيلاوس (البطريرك 18). بدأ سنة 318م في نقد التعليم الخريستولوجي للبطريرك ألكسندروس الأوَّل -بطريرك الإسكندريَّة رقم 19 آنذاك- الذي من المُرجح أن يكون قد أوكل له الخدمة في كنيسة ضاحية (Baucalis). ربطته علاقة وثيقة بيوسابيوس النِّيقوميديّ و يوسابيوس القيصريّ المؤرِّخ الكنسيّ، و دارت بينهم مُراسلات عديدة كان آريوس يشكو فيها مما سمَّاه "إضطهاد البابا ألكساندروس"، منها الخطاب التَّالي إلى يوسابيوس النِّيقوميديّ :

[إلى رجل الله المحبوب بالأكثر، المؤمن المُستقيم (Orthodox) يوسابيوس، من آريوس، المُضطهَد بغير حقّ من الأب ألكسندروس لأجل الحقّ شديد القوًّة الذي تُدافع أنت -يا يوسابيوس- عنهُ. لأن أبي آمونيوس ذاهبٌ إلى نيقوميديَّة، بدا لي أنه من المُناسب و اللائق أن أُرسل لك تحيّاتي معه، مُتذكّراً المحبَّة الرّاسخة بالفطرة و العاطفة التي لك تجاه الإخوة في الآب   و مسيحهِ، لأن الأسقف (الأب ألكساندروس) يجتاحنا و يضطهدنا مُثيراً ضدّنا كل شرّ. يطردنا من كُلّ مدينة و كأنَّنا رجالٌ لا إله لنا، لأجل عدم موافقتنا على قوله : "كان دائماً هناك إله و دائماً هُناك إبن، مُنذ كان الآب كان الإبن (موجوداً). مع الآب يشترك الإبن الإبديّ في الكيان، المولود منذ الأزل، المولود بغير إنجاب (بغير ألم). لا يسبق الآب الإبن كيانيَّاً و لا بلحظة زمن، دائماً الآب (كائن) و دائماً الإبن (كائن) و الإبن هو من الآب". لأن يوسابيوس -أخيك في قيصاريَّة- و ثيودوتُس و بافلينُس و أثناسيوس[5] و غريغوريوس و آيتيوس -و جميع هؤلاء الذين هُم في الشَّرق، القائلين بأن الله قبل الإبن بغير بدء- قد قُطعوا (حُرموا)، ما عدا فيلوجونيس و هلّينيكوس و مكاريوس، و هؤلاء الهراطقة الجهلة الذين قالوا بأن الإبن قد تُقُيّئ به، و آخرون قالوا بأن الإبن كان فيضاً، و بقى آخرون يقولون بأنَّه كان في شركةٍ و غير مُبتدئ. لسنا نستطيع أن نستمع لهذه الأقوال غير التقيَّة، حتى و لو هددنا الهراطقة بعشرة آلاف موت. و كما نقول و نفتكر و علّمنا و مازلنا نُعلِّم الآن بأن الكلمة غير أزليّ، و ليس جزءاً في أي كيان أزليّ، و أنَّه لا يستمد وجوده بأي طريقة، و لكنّهُ كان موجوداً بالمشيئة و المشورة قبل الوقت، و قبل الأزمنة، الإله الكامل (مُمتلئ بالنعمة[6])، الإبن الوحيد و غير المُتغيّر، و قبل أن يُولد أو يُخلق أو يُشكَّل لم يكُن موجوداً إذ هو غير أزلي. و لكنّنا نُضطهد لأننا نقول بأن الإبن مُبتدئ[7] و الله غير مُبتدئ، نُضطهد لأجل هذا و لأجل قولنا أنَّه جاء من العدم (اللا كيان)، و لأجل أنَّه ليس جزءاً من الله ولا من أي كيان أساسي[8]، لأجل هذا نُضطهد و أمَّا الباقي فأنت تعلمهُ. أٌودِّعك في الرَّب مُتذكِّراً آلامنا، يا صديقي في مدرسة لوكيانوس، يا من أنت كما تُدعى بالحقيقة، "يوسابيوس[9]".]

من هذا الخطاب يُمكن أن نعرف الكثير عن آريوس، فهو رجُل ذو صيت، تعلَّم في مدرسة إنطاكيَّة اللاهوتيَّة، يحظى بقبول عدد كبير من ذوي الكهنوت و أيضاً الأساقفة بل و الملوك أيضاً. كما يبدو من خلال كتابته أيضاً أنه كان على خلفيَّه ثقافيَّة لا بأس بها تظهر في إقتباساته لتعبيرات فلسفيَّة أرسطوطاليَّة كما في خطابه الإسترضائي للبابا ألكسندروس، الذي حاول فيه أن يُقنعه أن يقبلهم في شركة الكنيسة.
لم يدم الهدوء طويلاً بعد عودة آريوس إلى الشركة، فما هي إلا خمس سنوات حتى إستفاق في طبعه القديم للمُشاغبة، يروي سُقراطيس المُؤرِّخ الذي من القُسطنطينيَّة بدء الخلاف كالتَّالي :
[بعدما عانى الأسقُف بطرس الإستشهاد على يد دقلديانوس نُصِّب آرخيلاوس في منصب الأسقفيَّة، هذا الذي خلفهُ آلكسندروس في فترة السَّلام المُشار إليها سابقاً[10]. في مُمارسته -التي بلا خوفٍ- لمهامه الإداريَّة و التَّوجيهيَّة في الكنيسة، قرر يوماً في محضر القساوسة و باقي الإكليروس أن يشرح -رُبّما- بتفاصيل فلسفيَّة دقيقة سرّ وحدة الثَّالوث القُدُّوس. ظنَّ أحد القساوسة الذين تحت سُلطته -يُدعى آريوس- و كان ذو فطنة منطقيَّة لا يُستهان بها، أن الأسقُف لديه نفس نظرة سابِليوس الليبي تجاه هذا الموضوع، فعارض أقواله (أي أقوال البطريرك آلكسندروس) بعنادٍ فاق الحد، مُقدّماً خطئاً آخر تجاه الذي إعتبر هو أنَّه قام لأجل تفنيده[11]. فقال آريوس : "إن كان الآب قد ولد الإبن، فهذا المولود مُبتدئ الكيان. و من هذا الدليل يتضح أنه هُناك وقت لم يكُن الإبن فيه كائناً، و يتبع ذلك بالضرورة أنه جاء من العدم"[12]]
و يُضيف ثيودوريت[13] سبباً آخر يُوضِّح مُجريات الأمور، فآريوس بجانب كهنوته كان حافظاً مؤتمناً على مخطوطات الكُتب المُقدَّسة، و بالرغم من ذلك تملكه الحسد تجاه البطريرك ألكسندروس لأجل سُلطان أسقفيّته، و بسبب هذا الحسد بدأ في نشر تعليمِه عن كون إبن الله مخلوقاً. و لمَّا تصدَّى له البابا ألكساندروس توجَّه آريوس لنشر تجديفه لا فقط في الكنائس بل حتَّى في المُقابلات العامة، و تنقل بين البيوت لنشر تعاليم ضد المسيح. و لمّا كان البطريرك ألكساندروس ثابتاً في تعليم الرُسُل حاور آريوس و فنَّد آراءه و حين رفض آريوس عزله البطريرك من كهنوته عملاً بتعليم الكتاب [إن كانت عينك اليُمنى تُحاربك (تُعثرك) فإقلعها و إلقها عنك (متَّى 5 : 29)]. لم يكن فقط أميناً على كُتُب الكنيسة بل أيضاً كان أباً روحيَّاً لسبعين عذراء ناسكة، و حينما بدأ في نشر تعاليمه إستجاب له و تبعه حوالي سبعمائة عذراء مُكرَّسة من الكنيسة و سبعة قسوس و إثنى عشر شماساً و بعض الأساقفة مثل سيكوندس و بتوليمس (من أساقفة ليبيا). و رُبّما يكون دعم أساقفة ليبيا له دليلاً كبيراً على أصله الليبي، كما يُشير الملك قُسطنطين في خطابه لأريوس -بعد أن أعطاه الحق في العودة من منفاه إلى موطنه الأصلي- إلى أن آريوس مُقيم في ليبيا، في جميع الأحوال حظى آريوس بدعم شديد في شمال أفريقيا و من يوسابيوس النِّيقوميديّ و يوسابيوس القيصريّ و بعض كهنة الإسكندريَّة و نُسَّاكها.

يُلخِّص لورينتز[14] تعاليم آريوس -التي نادى بها في كنائس الإسكندريَّة- كما يلي؛
(1) الله لم يكُن دائماً أباً، و في وقت كان هو الله و ليس آب، (2) الكلمة أو الإبن هو خالق صنعه الله من العدم، (3) يوجد كلمتان (Logoi) و حكمتان (Sophiae) و عدَّة قُوى (Denameis) لله، (4) الإبن مُتغيِّر، لكنَّه ظل ثابتاً بنعمة من الله، (5) الكلمة غريب و بعيد عن الكيان الإلهي، و هو إله غير حقيقي لأنه جاء إلى الوجود (يقصد خُلق تحت الزمن)، (6) معرفة الإبن لله غير كاملة، لأن الكيانات المخلوقة لا تقدر أن تعرف خالقها بشكل مُطلق، (7) معرفة الإبن لذاته ناقصة، (8) الإبن خُلق لأجلنا، لكي نُخلق نحن به، (9) الثَّالوث كائن في ثلاثة أقانيم غير مُتساوية في الجوهر.
يُمكن بوضوح أن نرى كتابات آريوس و أفكاره هي مُجرَّد صدى للفكر الغنوسيّ و لكنَّه مُكتسٍ برداء مسيحي كتابي.

ما يلي هو الخطاب الذي أرسله آريوس للبطريرك آلكساندروس (حوالي سنة 320م) إسترضاءاً كي يعترف بهم في الشركة، و يتضح منه فكر آريوس بخصوص الإبن، كما تتجلى فيه أفكاره الغنوسيَّة عن الآيونات و المبادئ التي بها خُلقت الأشياء. يقول آريوس :[الذي ولد الإبن الوحيد قبل الأزمنة الآيونيَّة (الأبديَّة)، الذي فيه عمل الآيونات و كُلّ شئ[15]، الذي صيَّره لا بالمظهر بل بالحقيقة؛ مُعطياً إيَّاه الكيان (υποστησαντα) بمشيئته الذاتيَّة. غير مُتغيِّر و غير مُتحوِّل، مخلوقٌ (κτισμα) الله كاملٌ[16]، و لكنَّه ليس كأي المخلوقات، صائر[17] (γεννημα) و لكنه ليس كأحد الأشياء الصائرة[18]، صائراً بواسطة الله ليس كما كتب فالنتينوس عن كونه نزيفاً منه، ولا كما علَّم ماني أنَّه جُزء جوهريّ[19] من الآب، ولا كما قال سابيليوس قاسماً الواحد (Μόναδ) إلى أب إبن[20] (Sonfather - υιοπατόρα)، ولا كقول هيراكليس أنه كنور من نور[21] أو كمصباح إنقسم إلى إثنين، ولا كواحد موجود مُسبّقاً قد جُعل إبناً بالتبنِّي أو الخلق[22]. و لكن كما نُصرّ، خُلق بمشيئة الله قبل الأزمنة و قبل أن تحيا الآيونات و أن تكون من الآب بأشكال عديدة من المجد، لأنه أعطاه الكيان بجانبه . . .[23]]

قدم الفكر اللاهوتي لآريوس  الإبن ككائن غير أزلي أقل من الله الآب ومنفصل عنه. لم يتجاهل اللاهوت النسطوري إذاً فكرة الثالوث لكنه قلل من مساواة الآب للإبن وأعتبره غير أزلي "مولود" من الله الآب لذا لا يُشاركه طبيعته، بل تقوم بينهما علاقة "تبنّي، كان هناك آب وإبن إذاً.

يقول آريوس في قصيدته "ثاليا Thalia" الفقرة 16: "إذاً هناك ثالوث ، لكن غير متساوٍ في المجد، كيناتهم ليست مختلطة فيما بينهم  Ἤγουν Τριάς ἐστι δόξαις οὐχ ὁμοίαις·".

نقدم هنا قصيدة الثاليا التي قدم فيها آريوس تعليمه عن علاقة الإبن بالآب، ومنها نستطيع أن نفهم جيدًا تعليمه اللاهوتي[24]:

Ατς γον Θες καθό στιν, ἄῤῥητος πασιν πάρχει.
Ἴσον, οὐδὲ ὅμοιον, οὐχ ὁμόδοξον ἔχει μόνος οὗτος.
Ἀγέννητον δὲ αὐτόν φαμεν διὰ τὸν τὴν φύσιν γεννητόν,
τοῦτον ἄναρχον ἀνυμνοῦμεν διὰ τὸν ἀρχὴν ἔχοντα,
ἀΐδιον δὲ αὐτὸν σέβομεν διὰ τὸν ἐν χρόνῷ γεγαότα.
1... والله نفسه، كما هو، لا يوصف للكل
هو وحده ليس له مساو، لا احد يشبهه، ولا لأحد نفس مجده
نحن نطلق عليه الأبدي، في مقابل الذي جُبل بطبيعته
نحمده فهو بلا بداية في مقابل الذي له بداية
نحن نعبده فهو بلا زمن، في مقابل الذي في زمن جاء للوجود
Ἀρχὴν τὸν Υἱὸν ἔθηκε τῶν γενητῶν ὁ ἄναρχος,
καὶ ἤνεγκεν εἰς Υἱὸν ἑαυτῷ τόνδε τεκνοποιήσας,
Ἴδιον οὐδὲν ἔχει τοῦ Θεοῦ καθ’ ὑπόστασιν ἰδιότητος·
οὐδὲ γάρ ἐστιν ἴσος, ἀλλ’ οὐδὲ ὁμοούσιος αὐτῷ.
6. هو الذي بلا بداية، صنع الإبن كبداية لكل الأشياء المخلوقة
أحدثه كإبن له بولادته له
هو [الإبن] ليس له تلك الصفات المميزة لوجود الله نفسه
لأنه ليس مساوي له، ولا هو نفس من نفس وجوده [جوهره]
Σοφὸς δέ ἐστιν ὁ Θεός, ὅτι τῆς σοφίας διδάσκαλος αὐτός.
Ἱκανὴ δὲ ἀπόδειξις, ὅτι ὁ Θεὸς ἀόρατος ἅπασι,
τοῖς τε διὰ Υἱοῦ καὶ αὐτῷ τῷ Υἱῷ ἀόρατος ὁ αὐτός.
10. الله هو حكيم، لأنه نفسه معلم الحكمة
دليل كافي أن الله غير مرئي للجميع:
هو غير مرئي على حد سواء للأشياء التي صنعت بواسطة الإبن، وأيضا التي صنعن للإبن نفسه
Ῥητῶς δὲ λέξω, πῶς τῷ Υἱῷ ὁρᾶται ὁ ἀόρατος,
Τῇ δυνάμει ᾗ δύναται ὁ Θεὸς ἰδεῖν ἰδίοις τε μέτροις
ὑπομένει ὁ Υἱὸς ἰδεῖν τὸν Πατέρα, ὡς θέμις ἐστίν.
13. سأقول على وجه التحديد كيف أن غير المرئي هو مرئي بواسطة الإبن:
عبر هذه القوة التي بواسطة الله قادر على الرؤية، كل منهما وفقًا لمقداره
الإبن يقدر أن يتحمل رؤية الآب، كما هو مقدر
Ἤγουν Τριάς ἐστι δόξαις οὐχ ὁμοίαις·
ἀνεπίμικτοι ἑαυταῖς εἰσιν αἱ ὑποστάσεις αὐτῶν,
μία τῆς μιᾶς ἐνδοξοτέρα δόξαις ἐπ’ ἄπειρον.
Ξένος τοῦ Υἱοῦ κατ’ οὐσίαν ὁ Πατήρ, ὅτι ἄναρχος ὑπάρχει.
16. إذًا هناك ثالوث، لكن غير متساوٍ في المجد
كياناتهم) جواهرهم) ليست مختلطة فيما بينها
بقدر أمجادهم، واحد بلا حدود أكثر مجدًا من الآخر
الآب في جوهرة مختلف عن الإبن، لأنه موجود بلا بداية
Σύνες ὅτι ἡ μονὰς ἦν· ἡ δυὰς δὲ οὐκ ἦν, πρὶν ὑπάρξῃ.
Αὐτίκα γοῦν, Υἱοῦ μὴ ὄντος, ὁ Πατὴρ Θεός ἐστι.
Λοιπὸν ὁ Υἱὸς οὐκ ὢν (ὑπῆρξε δὲ θελήσει πατρῴᾳ),
μονογενὴς Θεός ἐστι, καὶ ἑκατέρων ἀλλότριος οὗτος.
20. أفهموا أن الوحدانية [أبديًا] كانت، لكن الإزداوجية لم تكن قبل أن تأتي لحيز الوجود
أنها تعقب هذا مباشرة، بالرغم أن الإبن لم يكن، الآب كان لا يزال الله
ومن ثم الإبن  كونه [غير ازلي] جاء للوجود بإرادة الآب
هو الإله الوحيد الذي وُلد، وهو مختلف عن [كل] الآخرين
Ἡ Σοφία σοφία ὑπῆρξε σοφοῦ Θεοῦ θελήσει.
Ἐπινοεῖται γοῦν μυρίαις ὅσαις ἐπινοίαις Πνεῦμα,
δύναμις, σοφία, δόξα Θεοῦ, ἀλήθειά τε καὶ εἰκὼν καὶ Λόγος οὗτος.
Σύνες, ὅτι καὶ ἀπαύγασμα καὶ φῶς ἐπινοεῖται.
Ἴσον μὲν τοῦ Υἱοῦ γεννᾷν δυνατός ἐστιν ὁ κρείττων·
διαφορώτερον δὲ, ἢ κρείττονα, ἢ μείζονα, οὐχί.
Θεοῦ θελήσει ὁ Υἱὸς ἡλίκος καὶ ὅσος ἐστίν,
ἐξ ὅτε καὶ ἀφ’ οὗ, καὶ ἀπὸ τότε ἐκ τοῦ Θεοῦ ὑπέστη,
ἰσχυρὸς Θεὸς ὢν, τὸν κρείττονα ἐκ μέρους ὑμνεῖ.
24. الحكمة أصبحت حكمة بإرادة الله الحكيم
ولهذا يمكن تصوره بطربق لا تحصى. هو روح
قوة، حكمة، مجد الله، حق، صورة، وكلمة
أفهموا أيضًا أنه يمكن تصوره كشعاع (بهاء) ونور
الواحد الفائق يقدر أن يلد واحدًا مساويًا للإبن
لكن ليس واحدًا بنفس الأهمية، أو التفوق، أو العظمة
بمشيئة الله، الإبن له العظمة والصفات التي له (للإبن)
وجوده منذ متي ومن أين ومنذ ذلك الحين- كله من الله
إنه، على الرغم أنه إله قوي، يسبح جزئيًا الذي يفوقه
Συνελόντι εἰπεῖν τῷ Υἱῷ ὁ Θεὸς ἄρρητος ὑπάρχει,
ἔστι γὰρ ἑαυτῷ ὅ ἐστι, τοῦτ’ ἔστιν ἄλεκτος·
ὥστε οὐδὲν τῶν λεγομένων κατά τε κατάληψιν συνίει ἐξειπεῖν ὁ Υἱός.
Ἀδύνατα γὰρ αὐτῷ τὸν Πατέρα τε ἐξιχνιάσαι, ὅς ἐστιν ἐφ’ ἑαυτοῦ.
Αὐτὸς γὰρ ὁ Υἱὸς τὴν ἑαυτοῦ οὐσίαν οὐκ οἶδεν,
Υἱὸς γὰρ ὢν, θελήσει Πατρὸς ὑπῆρξεν ἀληθῶς.
33. بإختصار، الله لا يمكن التعبير عنه (لا ينطق) في الإبن
لأنه هو في نفسه هو ما يكونه، هذا، لايمكن وصفه
لهذا فالإبن لا يفهم كل هذه الأمور، أو له الفهم لتفسيرها
لأنه من المستحيل عليه يسبر أغوار الآب، الذي هو وحده
لأن الإبن نفسه لا يعرف حتى جوهر نفسه
لكونه إبن، وجوده بالتأكيد عند مشيئة الآب
Τίς γοῦν λόγος συγχωρεῖ τὸν ἐκ Πατρὸς ὄντα
αὐτὸν τὸν γεννήσαντα γνῶναι ἐν καταλήψει;
δῆλον γὰρ, ὅτι τὸ ἀρχὴν ἔχον, τὸν ἄναρχον, ὡς ἔστιν,
ἐμπερινοῆσαι ἢ ἐμπεριδράξασθαι, οὐχ οἷόν τέ ἐστιν.
39. ماهو المنطق الذي يسمح، للذي من الآب
أن يفهم ويعرف أباه؟
لأنه من الجلي، أن الذي له بداية لا يستطيع أن يتصور
أو يدرك وجود الذي له ليس بداية

من الواضح أنه بالنسبه لآريوس مهما سما الإبن (اللوجوس –المسيح) فوق باقي المخلوقات فهو في النهاية مخلوق من الله ولذلك فله بداية، ووجوده هو وجود إختياري بمشيئة الآب وليس وجودًا حتميًا داخل علاقة ثالوثية. الإبن أيضًا ليس من جوهر الآب لكنه إله، أعظم من الإنسان وأقل من الله، من خلاله وُجدت باقي المخلوقات.
هكذا كان إعتقاد آريوس والأريوسيون، لم ينكر آريوس الثالوث كفكرة لكنه أنكر المساواة، ولم يقدم آريوس المسيح كإنسان ونبي بل قدمه كإله لكن أقل من الآب وغير مساوٍ له.



[1] هذه المقدمة عن الأريوسية مأخوذة بتصرف عن عمل جون إدوار عن الأريوسية من الرابط التالي
[2] جون لوريمر، تاريخ الكنيسة، الجزء الثالث، دار الثقافة 1988، ص39
[3] Phiostorgius, Book 1:4; Philostorgius, Church History, Translated with an Introduction and Notes by Philip R. Amidon, Society of Biblical Literature 2007
[4] Richard P. C. Hanson, Search for the Christian Doctrine of God, The Arian Controversy PDF, p.3
[5] شخص آخر غير أثناسيوس الرسولي
[6] إستخدم الآريوسيين هذا التعبير لوصف المسيح بأنه إله بالنعمة لا بالجوهر
[7] له بدء بجسده، و هنا يظهر خلط آريوس بين ما للكلمة بلاهوته و ما له في تجسّده في التدبير (بحسب تعبيرالقدِّيس كيرلُّس الإسكندريّ)
[8] (εξ υποκειμενου τινος) تعبير أرسطوطالي، راجع هامش فيليب شاف على نفس الرسالة
[9] لأن معنى إسمه "التَقي"
[10] الفترة التي تلت عودة مُنكري الإيمان للكنيسة، و عاد آريوس للشركة كمان ورد سابقاً
[11] يبدو أن آريوس ظن أن تعليم البطريرك آلكساندروس كمثل تعاليم سابِليوس الليبي، و قام آريوس لتأكيد وجهة النَّظر التي ظنَّ أن البطريرك آلكساندروس يتبناها، فقام آريوس مُهاجماً الإيمان القويم، و إنكشف إعوجاج إيمانه أمام الجميع
[12] Socrates Scholasticus, A History of the Church in Seven Books (London: Samuel Bagster and Sons, 1844), Book 1, Chapter 5
[13] Theodoretus, A History of the Church in Five Books (London: Samuel Bagster and Sons, 1843), Page 4.
[14] P. C. Hanson, Search for the Christian Doctrine of God, The Arian Controversy PDF, p.21
[15] بإعتباره المبدأ الثَّاني به جائت كل الآيونات الأُخرى للوجود
[16] A perfect creature of God
[17] عبَّر الآريوسيين عن الإبن بأنه الصائر و عن الآب بأنه غير الصائر، لينسبوا للإبن البداية و للآب الأزليٍّة
[18] بحسب فكر آريوس اللوغوس هو أقرب آيون للجوهر الإلهي و بالتالي هو الآيون الأكثر كمالاً و أعظم من الآيونات الآُخرى و مع ذلك فهو أقل من الآب و ليس بواحد معه في الجوهر
[19] Consubstantial = ὁμοούσιος
[20] إعتبر سابيليوس الآب و الإبن و الرُّوح القُدُس ظهورات لشخص واحد، و بالتالي فالآب هو شخص الإبن، من هنا جاء تعبير الأب الإبن
[21] نفس هذه الصيغة إستخدمها يوستين الشَّهيد في حواره مع تريفو (الفصل 61 و الفصل 128)، إيريناوس (ضد الهرطقات 4 : 9 : 2)، إكليمندس السَّكندريّ (نُصح للأمميِّن 10) : [صورة الإله هو كلمته، الإبن الحقيقي الذي من العقل، الكلمة المُقدَّس، النور من النور الحقيقي المُطابق]
[22] كما قال الآبيونيُّون
[23] Search for the Christian Doctrine of God, page 7
[24] The Historical Writings of St. Athanasius according to the Benedictine Text, Oxford: Clarendon, 1881, pp. 259-260

تعليقات

  1. بحث عظيم القيمة ويعرف قدر الجهد فيه من حاول عمل مثله
    لكن عندي ملاحظة على ترجمة الكلمات الاصطلاحية
    في هكذا بحث اظن يجدر تثريته بجدول ثابت في ترجمة كل لكلمة من هذه الكلمات مثل هيبوستاسيس واوسيا
    أولاً حتى تظهر الترجمة معبرة للقارئ عن الاصل دون ان يحتاج للعودة له
    وثانيا حتى يتواصل مع قصد المترجم في لغة ترجمته

    ومثال للزوم هذا الاقتراح ورود كلمة واحدة في اللغة المُترجَم لها (العربية) هي كلمة جوهر
    لتعبر عن كلمتين في الاصل "هيبوستاسيس" و"أوسيا" وردتا في السطرين الثاني والرابع على التوالي في فقرة 16 من قصيدة أريوس


    ملاحظة ثانية
    همزة الوصل تظهر دون لزوم في كلمة "الابن"،
    وصيغة المبني للمجهول للفعل تفعّل لا وجود لها في اللغة العربية (رغم أن رأيي الشخصي أنه قصور في اللغة ولا إشكال في توليدها واستخدامها :))

    أكيد سجلتالموضوع ليصير مرجعا قيماً فيما قد يجدّ من أبحاث او استرجاع لمعلومة موثقة
    شكراً على المجهود والدقة والموضوع المهم
    وتكرّم بالمواصلة فهناك من يقدر ويستفيد

    دياكون باسل (كريستوفر مارك)ه

    ردحذف
  2. موضوع رائع .
    ليبارك الرب تعبكم وجهدكم الذي قدمتموه على هذه الدراسة .

    ردحذف
  3. مجهود عظيم الرب يبارك خدمتك للكنيسة

    ردحذف
  4. دراسة عميقة وتحتاج لمجهود كبير - الربيبارك خدمتك وتعبك

    ردحذف
  5. بحث جميل يا أستاذ مينا، وانا اتفق مع آريوس في معظم ما آمن به، بالرغم من إني اجده لا يفهم جيدا حقيقة الكلمة اللوجوس كما فهمها لنا النبي محمد رسول الله في حديث شريف له (أولُ ما خلق اللهُ القلَمَ فقال: اكتُبْ، قال: وما أكتُبُ يا ربِّ؟ قال اكتُبْ القدَرَ، قال: فجرى القَلَمُ في تلْكَ الساعَةِ بِما كانَ و بما هو كائِنٌ إلى الأبَدِ). فكتب القلم الكلمة اللوجوس منذ ذلك الحين، والكلمة هو القدر الذي يشمل اقدار كل المخلوقات في هذا العالم بما في ذلك قدر تجسد الكلمة في شبه انسان وولادته من عذراء، وتم كتابة الكلمة اللوجوس قبل خلق العالم بخمسين الف سنة كما جاء في حديث آخر (قدَّرَ اللهُ مقاديرَ الخلائقِ قبل أن يخلقَ السمواتِ والأرضَ بخمسين ألفَ سنةٍ وكانَ عرشُه على الماءِ)،
    ونجد أن من ضمن الكلمة اللوجوس (القدر) أعمال العباد كما جاء في حديث اخر (احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى؛ فَقالَ له مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذي أَخْرَجَتْكَ خَطِيئَتُكَ مِنَ الجَنَّةِ؟! فَقالَ له آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذي اصْطَفَاكَ اللَّهُ برِسَالَاتِهِ وَبِكَلَامِهِ، ثُمَّ تَلُومُنِي علَى أَمْرٍ قُدِّرَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ أُخْلَقَ؟! فَقالَ رَسُولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، مَرَّتَيْن). هذه هي حقيقة الكلمة كما اخبرنا بها رسول الله محمد وكما تتفق مع الكتاب المقدس وخاصة انجيل يوحنا، فلو قرأت انجيل يوحنا بهذا المفهوم للكلمة ستنكشف لك جميع الامثال والألغاز التي كان يتكلم بها المسيح ولم يكن يفهمها أحد حتى تلاميذه انفسهم ما عدا يوحنا

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن آجيوس إستين (أوو كيريوس ميتاسو)

  ملحوظة لقراءة الكتابة القبطية يجب تحميل هذا ال Font (إضغط هنا) يُرجح أن الألحان الكنسية نشأت مع الكنيسة نشاة الكنيسة نفسها، وتنوعت الألحان بحسب التراث الثقافي والحضاري الذي نشأت فيه كل كنيسة محلية. وتعتبر الأحان الكنسية هي جزء لا يتجزأ من العبادة، فهي كما يشير القديس باسيليوس: إن الترنيم هو هدوء النفس ومسرة الروح، يسكن الأمواج ويسكت عواصف حركات قلوبنا.

الطقس القبطي وتطور القداسات الثلاثة

[محاضرة ضمن مادة الكنيسة القبطية التي أدرسها بكلية اللاهوت الأسقفية] الطقس الديني هو مجموعة أفعال وتصرفات رمزية يستخدم فيها الإنسان جسده (عن طريق حركات معينة أو إرتداء زي معين أو ترديد كلمات معينة) لكي يُجسد أفكاره ومفاهيمه الدينية، ويُعبر عن علاقته بالقوى الفائقة التي يعبدها، مع الوقت يصير الطقس نمطًا سلوكيًا وجزءًا اصليلآ من العبادة الدينية، فمن خلال الطقس الديني يعيد الإنسان إحياء وتعيين تجربة مقدسة هي تجربة/خبرة تفاعله/تلاقيه مع الله من هنا فالطقس الديني يحتوى على أمرين: الرمزية والسلوك الإجتماعي.  والطقس الديني الجماعي (مثل ليتورجيا القداس في الكنيسة القبطية) يعزز من الإحساس بالشركة والوحدة داخل الجماعة، فالأفراد يقومون بعمل واحد معًا، وبالتالي فهو يعبر بصورة حية عن مفهوم الكنيسة ووحدتها. والطقس الديني في أساسه ليس غاية لذاته بل وسيلة للتعبير عن الغاية: العلاقة مع الله/ الإيمان؛ وينفصل الطقس عن تلك الغاية، حينما تتحول الممارسة الدينية إلى غاية في ذاتها.