التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مجمع جامنيا وتحديد الأسفار القانونية للعهد القديم

ما الذي يعنيه تعبير "الأسفار القانونية"؟
يستخدم تعبير "الأسفار القانونية" ليشير إلى تلك الأسفار التي تم قبولها على إعتبار أنها الأسفار المقدسة (أي الموحى بها وذات السلطان) وتم تضمينها في الكتاب المقدس.
وفي حالة العهد القديم ("التناخ" بالعبرية) تعددت النظريات حول متى تم تحديد الأسفار القانونية دون غيرها، وأبرز تلك النظريات وأكثرها شيوعًا (حتى في الكتابات المسيحية المحافظة والكتابات الاسلامية) هي تلك التي تقول أن أسفار العهد القديم القانونية جرى إختيارها في مجمع تم عقده في جامنيا (في إسرائيل) عام 90م.

مجمع جامنيا وتحديد الأسفار القانونية للعهد القديم (التناخ)
لا يتضمن العهد القديم إشارة مباشرة حول تثبيت قانون[1] العهد القديم العبري، والذي يسمى بالعبرية "التناخ תַּנַ"ךְ"، وجرى الإعتقاد السائد بين اللاهوتيين المسيحيين أن القانون اليهودي جرى تثبيته في مدينة جامنيا (أو يمنية) بالقرب من يافا حيث عُقد هناك مجمع عام 90م، هذا المجمع ضم عديد من الرابينيين اليهود المعتبرين منهم يوحنان بن زكاي[2]، رابي غمالائيل الثاني[3]، ورابي أكيبا[4].
هذا الإعتقاد لقى رواج هائل في القرن العشرين بل أصبح هو الأساسي والعام والذي لا خلاف عليه في الأوساط المسيحية، وخصوصًا في الكتابات اللاهوتية العربية التي آمنت به وصدقت عليه. لكن هذا الإعتقاد أيضًا يخلق العديد من المشاكل في مسألة تكوين العهد القديم، فتحديد قانونية الأسفار بعد حوالي اكثر من 300عام من كتابة آخر سفر يضعنا في شك حول عما إذا كانت تلك الأسفار موحى بها بالفعل، وحول مدى إعتراف اليهود القدماء بها. ربما السؤال الساذج الذي قد يُطرح هو لماذا لم يحدد المسيح بنفسه تلك الأسفار طالما كان يقرأ من بعضها في المجمع ويشرح البعض الآخر. هناك مواقف عديدة وملتبسة تنشأ من جراء قبول تلك النظرية.

نشأة نظرية "مجمع جامنيا"
 يشير Joseph Blenkinsopp[5] أن هذه الأسطورة المسيحية ترجع بدايتها إلي  [6]H. E. Ryle عام 1891[7] والتي تعتبر أعماله هي أحد بدايات الدراسات النقدية الحديثة لقانون العهد القديم. في نفس الوقت الذي نشر فيه  H. E. Ryle دارسته، ظهرت ايضا دراسة لـ [8]Frantz Buhl حول ذات الموضوع[9]، وأعتقد ايضًا في قرار مجمعي حدد الأسفار القانونية للتناخ، وعُقد بواسطة القيادات الفريسية في جامنيا: "لم يكن حتى عام 90م حين أثيرت القضية برمتها مرة أخرى في مجمع جامنيا... نفس القضية التي طرد بسببها غمالائيل الثاني من وظيفته كرئيس للكهنة. هنا تم الإعتراف بقانونية الأسفار المقدسة، مع تأكيد على قانونية ليس فقط سفر الجامعة لكن ايضا نشيد الأنشاد، حقيقة توضح الإعتراضات القائمة ضد هذا الكتاب الأخير"[10].

لكن كيف خرج كل من Ryle وBuhl بهذا الإستنتاج؟
 قبل ظهور كتابات كل من Ryle  وBuhl بأكثر من عشرين عامًا، كان المؤرخ اليهودي Heinrich [11]Graetz قد إقترح أن المرحلة الثالثة والنهائية لتحديد القانون اليهودي للتناخ قد جرى في جامنيا، هذا الإقتراح كان مخبأ في استطراد واسع  بعنوان "Der alttestamentliche Kanon und sein Abschluss" [أي: قانون العهد القديم وإكتماله]، كان قد ضمنه ضمن كتاب له عن سفر الجامعة[12].  هذه الفكرة التي طرحها Graetz كانت نابعة من إعتقاده بأن سفر الجامعة قد كُتب في الحقبة الهيرودية Herodian Period[13]، لذا إعتقد أن قانون العهد القديم لابد وأنه قد أغلق متأخرًا وفي فترة قريبة من هذه الحقبة.
لكن Ryle طور هذه النظرية وطرحها بصورة مختلفة محاولاً إيجاد مصادر لها من خلال الكتابات اليهودية، يقول:
" تسجل لنا المشناة[14] كيف نشأ الخلاف بين الرابيين حول قانونية بعض الكتب، وبالتحديد، بعض كتب الكتابات [أي القسم الثالث من التوراة اليهودية] Hagiographa، وكيف ان الشكوك كانت من خلال تأثير رجال مثل الرابي يوناثان بن زكاي والرابي اكيبا، والذي مات حوالي عام 135م (Mishnah Yadaim, 3:5)[15]. واللغة التي ذكر أنهم أستخدموها توحي بما لا يدعو للشك أنهم قبلوا التقسيم الثلاثي للقانون، وانه بينما كانوا يناقشون أحقية بعض الكتب في الوجود ضمن القانون، لم يَشُكّوا ابدا ان محتوى القانون تم تحديده. نحن الآن نعلم ان مجمعا للرابيين عُقد في جامنيا (جابينا) والتي ليست بعيدة عن يافا، في حوالي عام 90م، وربما عام 118م، ويبدو أن الرابي غمالائيل الثاني هو الذي ترأس والرابي أكيبا كان الأبرز. تقرر ان الصعوبات التي شعر بوجودها حول سفري الجامعة ونشيد الانشاد يمكن الإجابة عنها لي حد ما (Mishnah Eduyoth, 5:3)[16]... في الواقع ربما قد حدث تجمع في مثل هذا الوقت أو في وقت مقارب. وفي غياب المعلومات الدقيقة- فالأدلة الرابانية مجزأة وغير دقيقة- يمكن أن نقول أنه مع الوقت الذي عقد فيه مجمع جامنيا، والموضوعات التي احتلت المناقشة، فالأمر مناسب للتخمين ولا يوجد سبب يدعو للإعتراض عليه.  في الحقيقة مجمع جامينا لا يمكن أن نعرف عنه شيئا إلا إسمه، لكن لازال إسم مرتبط بإعتبار قانونية بعض الكتب"[17]
كان Ryle صريحًا لأبعد حد، فقد أعلن أن طرحه هذا هو مجرد "تخمين" وان معرفتنا عن هذا المجمع لا تتعدى أسمه.

لكن ما الذي نعرفه على وجه اليقين عن جامنيا (يمنية) Jamnia؟
المدينة القديمة جامنيا (يمنية)، تقع بالقرب من ساحل فلسطين جنوب يافا، بالتحديد على شاطئ المتوسط بين يافا وعسقلون، يسميها (يش 15:11): يبنيئيل، ولاتزال مأهولة بالسكان وتدعي يابنه Yabneh. قبل حقبة الحشمونيين[18] كانت جامنيا مدينة أميية، ولم تصبح يهودية إلا في زمن طيباريوس[19]. بحسب التلمود، كانت جامنيا مرتين موطن للسنهدريم الكبير والذي إنتقل من أورشليم لجامنيا ثم إنتقل لأوشا[20] Usha ثم عاد لجامنيا ثم مرة أخرى لأوشا. العشرة أماكن التي احتلها السنهدريم يمكن ان نجدها في قائمة مذكورة في مدراش تكوين راباه 48 والذي يرجع للقرن السادس الميلادي، على الرغم من أن بعد المصادر اللاحقة لا تذكر ذلك التبادل المزدوج بين جامنيا واوشا[21].
يبدو أن الرابي يوحنان بن زكاي كان له دور أساسي في إنشاء السنهدريم الكبير في جامنيا. وأثناء حصار الرومان لأورشليم، قيل أنه هرب من المدينة المنكوبة أورشليم عن طريق إعلان تلاميذه أنه مات ثم حملوه في إلي بر الأمان في نعش. وحينما وصل تقابل مع القائد الروماني (الذي اصبح امبراطورا فيما بعد) فسباسيان Vespasian والذي سمح له بالحصول على "جامنيا ورجالها الحكماء"[22]. لاحظ ان هذه العبارة تقترح انه كان هناك بالفعل علماء في جامنيا قبل وصول زكاي اليها[23]. هذا الإقتراح ربما تؤكده إشارة مبكرة وردت في أيضًا في المشناة:
" هو (المتمرد الأكبر) قد تم إعدامه ليس من قبل بيت دين[24] Beth Din المحلي (أي محكمة او سنهدريم) ولا بواسطة بيت دين في جامنيا، لكنه نقل لبيت دين الكبير في اورشليم حيث ابقي حتى الأحتفال (المقبل) وأعدم"[25]

هذه الإشارة تؤكد وجود سنهدريم في جامنيا منذ وقت مبكر بالتأكيد هو قبل سقوط أورشليم نتيجة ذكر وجود سنهدريم اورشليم الكبير. 
وبالإضافة ليوحنان بن زكاي[26]، نجد أيضا إشارات لوجود كل من رابي غمالائيل الثاني كرئيس للسنهدريم والذي تولي رئاسة النشاط الراباني في جامنيا[27]، وراباي اليعازر بن عزاريا، ثم رابي أكيبا[28]، وهذا الأخير هو واحد من الذين دار بينهم الحوار حول سفري نشيد الأنشاد والجامعة.
هناك إشارات متعددة لوجود بيت دين (سنهدريم) في جامنيا[29]، حين اصبحت جامنيا مركزًا لدراسة الأسفار المقدسة، لكن تلك الإشارات القليلة جدًا التي وردت إلينا عن الجدل حول بعض الأسفار مثل الجامعة ونشيد الأنشاد لا تخبرنا على الأطلاق أن هذه المنقاشات كانت رسمية ودرات في المجمع، بل إنها حتى لا تطرح تساؤل حول فرضية إستبعاد تلك الأسفار من دائرة الكتابات المقدسة.
يشير كل من إيفري بيك ونيوسنر أننا ينبغي ألا نبالغ في تقدير حكماء (رابيي) مجمع جامنيا، وعلينا أيضًا الا نبالغ في مقدار معرفتنا بهؤلاء خاصة الذين عاشوا بين 70 و135م، فأقدم المعلومات التي لدينا هي من المشناة والتي جرى تقنيحها في نهاية القرن الثاني[30].
إن تلك النظرية التي إِقتُرِحَت في بدايات القرن الماضي قد جرى تحليلها ونقدها في العصر الحديث بواسطة العديد من العلماء الذين خرجوا بنتيجة واحدة هي أنه لا يوجد لدنيا أي دليل يثبت حدوث مجمع في جامنيا لتحديد الأسفار القانونية للتناخ  بل أكثر من ذلك أن تلك الإشارات التلمودية التس ذكرناها لا تتحدث حتى عن وجود مجمع له اي نوع من السلطة في جامنيا[31].

أقدم الإشارات على الأسفار القانونية للتناخ:
تنقسم الأسفار المقدسة العبرية (תַּנַ"ךְ Tanakh) إلي أربعة وعشرين كتابًا (وهي نفسها التسعة وثلاثين كتابًا التي يحويها العهد القديم المتضمن في الكتاب المقدس المسيحي)، ويأتي الخلاف في العدد بسبب ضم بعض الكتب بعضها في التناخ العبري، والذي يحوي ثلاثة اقسام رئيسية:
1. التوراة (תּוֹרָה Torah) ويحوي أسفار موسى الخمس: التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، والتثنية
2. الأنبياء (נְבִיאִים Nəḇî'îm) ويحوي أسفار: يشوع، قضاة، صموئيل الأول والثاني (في سفر واحد)، ملوك اول وملوك ثاني (في سفر واحد)، أشعياء، أرميا، حزقيال، والأنبياء الصغار الإثني عشر (في سفر واحد)
3. الكتابات (כְּתוּבִים Kəṯûîm) ويحوي أسفار المزامير، الأمثال، أيوب، نشيد الأنشاد، راعوث، مراثي أرميا، الجامعة، إستير، دانيال، عزرا ونحميا (في سفر واحد)، أخبار الأول والثاني (في سفر واحد)

أحد أقدم الإشارات للقانون اليهودي للكتب المقدسة نجده في كتابات يوسيفوس فلافيوس (37-100م)، في معرض دفاعه عن الإيمان اليهودي ضد إبيون:
"لأنه ليست لدينا عدد لا يحصى من الكتب بيننا، تتعارض وتختلف فيما بينها [مثل اليونانيين] لكن فقط إثنين وعشرين كتابًا[32]، والتي تحوي سجلات كل الأيام الماضية، والتي نؤمن بحق أنها إلهية، خمسه منها تنسب لموسى، وتحوي شريعته والتقاليد المختصة بأصل الجنس البشري حتى موته. هذا المدى الزمني كان أقل قليلاً من ثلاثة آلاف سنة، لكن بالنسبة للوقت من موت موسى وحتى حكم أرتحشستا ملك فارس والذي حكم بعد زركسيس، الأنبياء الذين كانوا بعد موسى، دوًنوا ما حدث في أيامهم في ثلاثة عشر كتابًا. الأربعة كتب الباقية تحوى تسابيح لله، ومبادئ لتسيير سلوك الإنسان"[33]
هناك إشارة محتملة، وهي أقدم من شهادة يوسيفوس، وترجع لحوالي 180 ق.م.، ونجدها في سفر يشوع ابن سيراخ (الإصحاحات من 44-49)، حيث يذكر قائمة بأسماء رجال عظماء[34]  بنفس ترتيب التوارة والأنبياء والكتابات، إلا أن هذه القائمة لا نجد فيها أسماء راعواث، نشيد الأنشاد، إستير، دانيال وأيوب. هذه القائمة جعلت بعض العلماء يقترحون أن بن سيراخ كان على علم بالأسفار المقدسة بترتيبها في القانون العبري.
في إستهلالية[35] نفس السفر (بن سيراخ) نقرأ إشارة أكثر وضوحًا: "في حيت سلمت إلينا أشياء كثيرة عظيمة من خلال الشريعة والأنبياء، وآخرين تبعوا خطواتهم... فجدي يشوع، أعطى نفسه الكثير لقرأة الشريعة والأنبياء والكتب الأخرى التي لأبائنا"

إشارة أخرى نجدها عند فيلو اليهودي السكندري (20 ق.م- 50 م) في كتابه On the Contemplative Life: " ... يدرسون في هذا المكان الشريعة ووحي الله الذي أعلن بواسطة الأنبياء المقدسين، والتراتيل والمزامير، وكل الأشياء التي بحكم المعرفة والتقوي زادت وجُلِبت للكمال"[36]، وبالرغم من فيلو لا يذكر التقسيم الثلاثي للتناخ لكنه يتحدث عن كتابات موحى بها.

يقترح بعض العلماء أن سفر المكابيين الثاني (124 ق.م) يحمل إشارات ضمنية لمحتوى التناخ[37]، في (2مك 13:2) نجد: "في هذه المؤلفات وفي ذكريات نحميا، كانوا يخبرون بأن نحميا أنشأ مكتبة جمع فيها الأسفار المختصة بالملوك والأنبياء وداود ورسائل الملوك في التقادم"
في التلمود البابلي والذي يرجح إكتماله حوالي عام 550م، نقرأ هذه العبارة لأمر يبدو أنه كان متفق عليه منذ موت آخر الأنبياء: "علمنا الرابيين أنه منذ موت آخر الأنبياء: حجي وزكريا وملاخي غادر الروح القدس إسرائيل "[38].

واحدة من أهم الشهادات هي شهادة يسوع في العهد الجديد: «وقال لهم: هذا هو الكلام الذي كلمتكم به وأنا بعد معكم أنه لا بد أن يتم جميع ما هو مكتوب عني في ناموس موسى والأنبياء والمزامير» (لو 44:24). هنا نجد يسوع يؤكد على التقسيم الثلاثي المعروف للتناخ.
قدم يسوع إشارة أخرى غير مباشرة في (لو 51:11، وذكرت أيضًا في متى 35:23): « لكي يطلب من هذا الجيل دم جميع الأنبياء المهرق منذ إنشاء العالم. من دم هابيل إلى دم زكريا الذي أهلك بين المذبح والبيت»: هابيل كان أول من قتل وجاء ذكره في أول أسفار التناخ: التكوين (تك 8:4) وزكريا هو آخر من ذكر أنه قتل في آخر كتب التناخ بالترتيب الهودي: أخبار الأيام الثاني (2أخبار 21:24)، وكأن يسوع يريد أن يقول "من التكوين لأخبار الثاني" أي "من أول الأسفار وحتى آخرها".




[1] كلمة قانون canon هي من الكلمة اليونانية κανών  وهي كلمة تطلق على الأسفار التي قبلت ضمن الكتاب المقدس كوحي إلهي
[2] تتضح أهمية يوحنان بن زكاي في قول المشنا عنه: "حين مات يوحنان بن زكاي، انطفأ نور الحكمة"، المحيط الجامع في الكتاب المقدس والشرق القديم، جمعية الكتاب المقدس والمكتبة البولسية 2003، مدخل: يوحنان بن زكاي
[3] كان غمالائيل الثاني رئيسًا للسنهدرين، وقد اعاد بناء امته على المستوى الديني والوطني بعد دمار اورشليم والهيكل، وقد سار على خطى يوحنان بن زكاي. المحيط الجامع في الكتاب المقدس والشرق القديم، جمعية الكتاب المقدس والمكتبة البولسية 2003، مدخل: غملائيل
[4] هو واحد من أهم حكماء tanna التعليم اليهودي في الفترة التي تلت رابي هليل، في المشينا والتوسفتا نجد اكثر العبارات المتعلقة بالقوانين والشرائع تُنسب إليه.
Jacob Neusner, ed., Dictionary of Judaism in the Biblical Period (New York: Hendrickson Publishers, 2002), entry: Akiba
[5] جوزيف بلينكاينسوب: أستاذ فخري للدراسات البيبلية في جامعة نوتردام بولاية إنديانا، له العديد من المؤلفات الأكاديمية في الدراسات الكتابية
[6] هربرت إدوارد رايل (1856-1925) عميد وستمنستر، ورئيس كوينزكولدج في كامبردج، وأسقف ونشيستر. عالم مميز في العهد القديم، له العديد من المؤلفات الأكاديمية حول سفر التكوين، قانونية أسفار العهد القديم، وفيلو، ... إلخ
[7] Joseph Blenkinsopp, Prophecy and Canon: A Contribution to the Study of Jewish Origins, University of Notre Dame Press (1977)
[8] فرانتس بوهل (1850-1923) مستشرق دنماركي، كان أستاذًا للغات السامية في كوبنهاجن، له عدة مؤلفات أكاديمية عن حياة محمد وجغرافيا فلسطين، وقانونية أسفار العهد القديم، كما كتبت العديد من المداخل في دائرة المعارف الإسلامية الإستشراقية.
[9] H. E. Ryle, The Canon of the Old Testament (London and New York:Macmillan,1 892);
Frantz Buhl, Kanon und Text des Alten Testamentes (Leipzig: Akademische Buchhandlung, 1891)
[10] Buhl, Kanon, 24 cited in D. E Aune, On the Origins of Council of Javneh Myth, JBL, Vol 10, No 3(Autumn 1991),p. 491
[11] هينريش جراتس (1821-1891) مؤرخ يهودي ألماني، أحد علماء النقد البيبلي، طرح اراء غير تقليدية حول تاريخ كتابة أسفار التناخ، لكنه أعتمد النظرة التقليدية عن الأسفار الخمسة وكاتبها
[12] D. E Aune, On the Origins of Council of Javneh Myth, JBL, Vol 10, No 3(Autumn 1991), p. 491
[13] هي فترة حكم الأسرة الهيرودية، والتي بدأها هيرودس الكبير حوالي عام 37 ق.م. (من المرجح أنه كان أدوميًا) ودام حكم هذه الأسرة حتى عام 93 م مع موت أغريباس.
[14] المشناة: تعني "التكرار"، وهي كلمة تشير لمجموعة كاملة من الشرائع إنتقلت في الماضي بطريقة شفهية، ودوّنها يهوذا هاناسي، وهي تشكل نواة التلمود البابلي والتلمود الأورشليمي.
[15] تقول المشناة في هذه الفقرة:
"جميع الكتب المقدسة تجعل اليدين غير طاهرة. نشيد الأنشاد وسفر الجامعة تجعلان اليدين غير طاهرة.
قال رابي يهوذا: نشيد الأنشاد يجعل اليدين غير طاهرة [أي انه سفر مقدس]، لكن هناك خلاف حول الجامعة
قال رابي يوسا: الجامعة لا يجعل اليدين غير طاهرة [أي انه سفر غير مقدس]، لكن هناك خلاف حول نشيد الأنشاد.
قال رابي سمعان: الجامعة هو واحد من تساهلات بيت شمعي [الذي يقول انه لا يجعل اليدين غير طاهرة] وواحد من صرامات بيت هليل [الذي يقول انه يجعل اليدين غير طاهرة]
قال رابي سمعان بن عزاي: انا استلمت تقليد من الشيوخ الإثنين وسبعين في اليوم الذي عينوا فيه رابي اليعازر بن عازريا رئيسا للمحكمة ان نشيد الأنشاد والجامعة يجعلان اليدين غير طاهرة
قال رابي اكيبا: معاذ الله! لا أحد في اسرائيل في اي وقت مضي قد اختلف حول نشيد الانشاد [بقولهم] انه لا يجعل اليدين غير طاهرة. لأنه كل العالم لا يستحق اليوم الذي فيه اعطي نشيد الأنشاد إلي إسرائيل، لأنه كل الكتابات هي مقدسة لكن نشيد الأنشاد هو قدس الأقداس. لكن لو كان حدث اختلاف فهو قد حدث فقط على الجامعة.
الرابي يوناثان بن يشوع ابن حمو الرابي اكيبا قال: "بحسب بن عزيا فقد اختلفوا وقد وصلوا لنتيجة [انه كل من نشيد الأنشاد والجامعة ضمن محتوى القانون]" Mishnah Yadaim, 3:5
Eighteen Treatises from the Mishna, by D. A. Sola and M. J. Raphall, (1843), at sacred-texts.com
التعبير العبري المستخدم بمعنى "اليد الغير طاهرة" هو " " وهو قريب جدا من الإستخدام التقني لكلمة قانوني canonical. طبيعة فكرة "تجعل اليدين غير طاهرة" غير واضحة. من الأرجح ان المعنى المقصود هو المزيد من الحذر في التعامل مع الكتب المقدسة ضد الأهمال والإستخدام غير الموقر (رج Yad. iv. 6; Zab. v. 12; Shab. 13a, 14a ). وربما يطرح تساؤل عما اذا كانت فكرة "الايدي غير الطاهرة" مرتبطة باللفائف الموجودة في الهيكل فقط.
Jacob Neusner, T he Halakhah: An Encyclopaedia of the Law of Judaism, (Brill, Leiden 2000), pp.426-428
ويشير الرابي يوحنان في Mishnah Yadaim 4:6 ان عدم طهارة الأسفار المقدسة هو وظيفي ليس إلا، لحمايتهم من إساءة الإستخدام، وأنه لا وجد لعدم طهارة مادية هنا.
William David Davies,Robert Hamerton-Kelly and Robin Scroggs, J ews, Greeks and Christians: religious cultures in late antiquity, (Brill, Leiden 1976), p.109
[16] "يستشهد رابي اسماعيل للدلالة على نفس التأثير على القرارات [ تأثير ان رابي شمعي متساهل وبيت هليل صارم] بثلاثة حالات: سفر الجامعة بحسب بيت شمعي لا ينجس اليدين [اي ليس مقدسا] بينما يفعل بحسب بيت هليل" Mishnah Eduyoth, 5:3
Babylonian Talmud, Book 9: Tracts Maccoth, Shebuoth, Eduyoth, Abuda Zara, and Horioth, tr. by Michael L. Rodkinson, (1918), at sacred-texts.com
[17] Herbert Edward Ryle, The Canon of the Old Testament (London, Macmillan and Co., 1892), pp.171-172
[18] إسم يدل على عائلة المكابيين، المتحدرة من سمعان المكابي
[19] Robert C. Newman, The Coundil of Jamnia and Old Testament Canon, Westminster Theological Journal 38.4 (Spr. 1976), p. 327
[20] أوشا אוּשָׁה: مدينة تقع في الجزء الغربي من الجليل، أبرزت التفوق الديني للجليل على يهوذا خصوصًا بعد ان هجرت الأخيرة بسبب حرب هادريان. كانت أوشا أيضًا مهمة بسبب إقامة بعض تلاميذ رابي أكيبا فيها بما فيهم يهوذا بن إلاي الذي كان أساسًا من المدينة.
[21] Robert C. Newman, The Coundil of Jamnia and Old Testament Canon, Westminster Theological Journal 38.4 (Spr. 1976), p. 327
[22] BT, Git. 56b, Maurice Simon, Gittin: English Translation with Notes, Glossary and Indices, at http://www.come-and-hear.com
[23] Robert C. Newman, The Coundil of Jamnia and Old Testament Canon, Westminster Theological Journal 38.4 (Spr. 1976): 327
[24] بيت دين בית דין: أي بيت الدين (المحكمة)، وهي المحكمة الرابينية (الحاخامية) اليهودية.
[25] M, Sanh. 89a, Rabbi Dr. I Epstein, Sanhedrin, at http://www.come-and-hear.com
[26] E.g., M, R.H. 29b; BT, Git. 56, Men. 21b
[27] BT, Ber. 27b, Tos., Sanh. 8. 1
[28] Robert C. Newman, The Coundil of Jamnia and Old Testament Canon, Westminster Theological Journal 38.4 (Spr. 1976), p. 328
[29] يمكن ان نسرد كل المواضع التلمودية تقريبا التي ذكرت فيها "جامنيا (يابينه)"
BT: Kethuboth 8, 50, 49, Niddah 50, Niddah 52, 8, 15, 48, 6, 22, Baba Bathra 28, 121, 131, Yebamoth 42, 75, 102, Gittin 56, Berakoth 17, 28, 48, 63, Sanhedrin 11, 17, 27, 32, 33, 39, 87, 89, Sotah 48
[30] Alan J. Avery-Peck and Jacob Neusner, The Mishnah in Contemporary Perspective, Vol 2, (Brill, Leiden 2006):  29
[31] Jack P. Lewis, ‘What Do We Mean By Jabneh?’, Journal of Bible and Religion 32 (1964): 125–32; Peter Schäfer, ‘Die sogenannte Synode von Jabne: Zur Trennung von Juden und Christen im ersten/zweiten Jh. n. Chr.’, Judaica 31 (1975): 54–61, 116–24; Sid Z. Leiman, The Canonization of Hebrew Scripture: The Talmudic and Midrashic Evidence, Transactions of the Connecticut Academy of Arts and Sciences, no. 47 (Hamden, Conn.: Archon Books, 1976), 51–124; Günter Stemberger, ‘Die sogenannte “Synode von Jabne” und das frühe Christentum’, Kairós 19 (1977): 14–21; id., ‘Jabne und Kanon’, Jahrbuch für Biblische Theologie 3 (1988): 163–74.
[32] الإثنان وعشرون كتابًا هم نفسهم الأربعة وعشرون المتعارف عليهم، ففي بعض الأحيان يُضم سفري القضاة والمراثي لسفر أرميا
[33] (Against Apion 1:8), William Whiston & Paul L. Maier, The New Complete Works of Josephus, Kergel, Grand Rapids 1999
[34] تضع بعض النسخ اليونانية هذا العنوان قبل القائمة: "ترنيمة في تكريم أسلافنا"
The New Revised Standard Version (Anglicized Edition), copyright 1989, 1995 by the Division of Christian Education of the National Council of the Churches of Christ in the United States of America.
[35] هذا الإستهلال تمت إضافته لسفر يشوع بن سيراخ بواسطة حفيده باليونانية، ويحتمل ان ذلك كان في مصر عام 130 ق.م.
[36] (De vita contemplative 3:25), C.D. Yonge, The Works of Philo: Complete and Unabridged, Hendrickson 2002
[37] G. Wildeboer, The Origin of the canon of the Old Testament, Luzac & Co., London 1895, p. 37
[38] BT, Sanh., 11 a.

تعليقات

  1. مساء الخير يا استاذ مينا شرح وافي وعظيم عن مجمع جامنيا كنت محتاج من حضرتك ذكر مراجع هذا البحث الرائع

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن آجيوس إستين (أوو كيريوس ميتاسو)

  ملحوظة لقراءة الكتابة القبطية يجب تحميل هذا ال Font (إضغط هنا) يُرجح أن الألحان الكنسية نشأت مع الكنيسة نشاة الكنيسة نفسها، وتنوعت الألحان بحسب التراث الثقافي والحضاري الذي نشأت فيه كل كنيسة محلية. وتعتبر الأحان الكنسية هي جزء لا يتجزأ من العبادة، فهي كما يشير القديس باسيليوس: إن الترنيم هو هدوء النفس ومسرة الروح، يسكن الأمواج ويسكت عواصف حركات قلوبنا.

الطقس القبطي وتطور القداسات الثلاثة

[محاضرة ضمن مادة الكنيسة القبطية التي أدرسها بكلية اللاهوت الأسقفية] الطقس الديني هو مجموعة أفعال وتصرفات رمزية يستخدم فيها الإنسان جسده (عن طريق حركات معينة أو إرتداء زي معين أو ترديد كلمات معينة) لكي يُجسد أفكاره ومفاهيمه الدينية، ويُعبر عن علاقته بالقوى الفائقة التي يعبدها، مع الوقت يصير الطقس نمطًا سلوكيًا وجزءًا اصليلآ من العبادة الدينية، فمن خلال الطقس الديني يعيد الإنسان إحياء وتعيين تجربة مقدسة هي تجربة/خبرة تفاعله/تلاقيه مع الله من هنا فالطقس الديني يحتوى على أمرين: الرمزية والسلوك الإجتماعي.  والطقس الديني الجماعي (مثل ليتورجيا القداس في الكنيسة القبطية) يعزز من الإحساس بالشركة والوحدة داخل الجماعة، فالأفراد يقومون بعمل واحد معًا، وبالتالي فهو يعبر بصورة حية عن مفهوم الكنيسة ووحدتها. والطقس الديني في أساسه ليس غاية لذاته بل وسيلة للتعبير عن الغاية: العلاقة مع الله/ الإيمان؛ وينفصل الطقس عن تلك الغاية، حينما تتحول الممارسة الدينية إلى غاية في ذاتها.

هل كان المسيحيون الأوائل أكثر إيمانًا وقداسة منا اليوم؟

  عزيزي، أنت تؤمن أن مسيحيو الماضي قد وُهبُوا إيمانًا وقداسة فائقين، فقد عَبَرْوا من بوتقةِ الاضطهاد العنيف والالام التي تتجاوز عتبة التحمل لمن هم في العصر الحديث. كما أنك تؤمن أن القديسين والشهداء الأوائل، ونُساك الصحراء هم نموذج لا يُمكن لنا نحن المؤمنين المعاصرين تحقيقه. ها أنت تأبى أن تترك حنين الماضي، أو أن تُقْدِمُ على الفحصِ المتأني للمشهد الإيماني المعاصر، حتى تكتشف ذلك النسيج المعقد للحاضر، الذي يتحدى هذه المقارنات السهلة.