التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الطقس القبطي وتطور القداسات الثلاثة

[محاضرة ضمن مادة الكنيسة القبطية التي أدرسها بكلية اللاهوت الأسقفية]
الطقس الديني
هو مجموعة أفعال وتصرفات رمزية يستخدم فيها الإنسان جسده (عن طريق حركات معينة أو إرتداء زي معين أو ترديد كلمات معينة) لكي يُجسد أفكاره ومفاهيمه الدينية، ويُعبر عن علاقته بالقوى الفائقة التي يعبدها، مع الوقت يصير الطقس نمطًا سلوكيًا وجزءًا اصليلآ من العبادة الدينية، فمن خلال الطقس الديني يعيد الإنسان إحياء وتعيين تجربة مقدسة هي تجربة/خبرة تفاعله/تلاقيه مع الله
من هنا فالطقس الديني يحتوى على أمرين: الرمزية والسلوك الإجتماعي.  والطقس الديني الجماعي (مثل ليتورجيا القداس في الكنيسة القبطية) يعزز من الإحساس بالشركة والوحدة داخل الجماعة، فالأفراد يقومون بعمل واحد معًا، وبالتالي فهو يعبر بصورة حية عن مفهوم الكنيسة ووحدتها.
والطقس الديني في أساسه ليس غاية لذاته بل وسيلة للتعبير عن الغاية: العلاقة مع الله/ الإيمان؛ وينفصل الطقس عن تلك الغاية، حينما تتحول الممارسة الدينية إلى غاية في ذاتها.


الطقس في الكنيسة القبطية
تعتبر الكنيسة القبطية أن الطقس هو إمتداد لطقس العهد القديم، كما أنه وسيلة عملية للشعب الذي يشترك في العبادة كوحدة واحدة ليحيا الإيمان ويعبر عنه. وكل تفصيلة من تفصيلات الطقس تعبر عن الإيمان.
[لكل حركة في الطقس القداس في كنيستنا المقدسة ذات الايمان المستقيم والتسليم الرسولي معاني روحية عالية غاية في السمو والروحانية وإن غابت عن الكثيرين، فالطقوس هي قوالب مصبوب فيها معاني روحية وعقيدية يتذوقها المؤمنون ويعيشونها اثناء العبادة الجماعية] (الأنبا متاؤس، روحانية طقس القداس، ص18)
بالنسبة للكنيسة القبطية فالطقس هو تعبير عن تعاليمها، ورؤية ايمانها. وهو صلاة الكنيسة الرسمية. طقس الكنيسة هو تراثها الشعبي او هو هوية شعبها وشخصيتها، فالطقس الكنسي يحمل في داخله تاريخ الكنيسة وكفاحها وآلامها وافراحها ببصمات موقعة على نغمات والحان ومراسيم. فطقوس الكنيسة اي كنيسة كما وصلت الينا اليوم ما هي الا مرحلة من مراحل تطورها.

الليتورجيا : القداس
الليتورجيا هي النصوص المقدسة التي تتم بها الإفخارستيا في الكنيسة وبالمعنى الدارج "القداس الإلهي"؛ وكلمة ليتورجيا هي كلمة يونانية تعني "عمل الشعب". والقداس هو مركز العبادة في الكنيسة القبطية هذا لأن الإفخارستيا (ذبيحة الشكر- كلمة إفخارستيا اليونانية تعني شكر) هي مركز الحياة المسيحية بالنسبة للكنيسة القبطية، والقداس يحتوي أيضًا في نصوصه على الإيمان اللاهوتي للكنيسة.
أما كلمة قداس هي من السريانية (قداش) وهي تعني الصلوات التي يتقدس بها الشعب.
تنقسم الليتورجيا في الكنيسة القبطية إلى قسمين:
القسم الأول: يحتوي على الابصلمودية والقراءات والطلبات (الاواشي) وهو الجزء التعليمي في الليتورجيا بحسب المسمى القديم ليتورجيا (قداس) الموعوظين.
القسم الثاني: وهو يحتوى على صلوات الإفخارستيا ويشمل تقديم القرابيت والانافورا (التقدمة) والتقديس والتناول والتحليل، وهو بحسب المسمى القديم ليتورجيا (قداس) المؤمنين.
هذه الأقسام تكشف عن أهم مكونات الليتورجيا القبطية: التعليم، الوعظ، الصلاة، والإفخارستيا (كسر الخبز)
والمسميات القديمة الموعوظين والمؤمنين مصطلحات حُكم علميًا بعدم دقتها، فوجود جزء كان مقدم للموعوظين في القسم الاول من الليتورجيا لا يعني انه كان ليتورجيتهم الخاصة، فالليتورجيا بأكملها هي ليتورجية  المؤمنين.

الليتورجيا المصرية القديمة
تعتبر ليتورجيا القديس سيرابيون هي أقدم نص حافظ على الشكل المصري القديم، فباقي الليتورجيات مثل القداس المرقس "الكيرلسي" والذي دخلت عليه تأثيرات أجنبية، والقداسان الباسيلي والغريغوري اللذان يتمسان بالملامح الغربية.
وسيرابيون هو أسقف (تمي الأمديد) بدلتا مصر، وهو من القرن الرابع وكان معاصرًا وصديقًا لأنطونيوس وأثناسيوس. ترك سيرابيون عدة كتابات أهمها من الناحية الليتورجية هي كتاب "الخولاجي". وتظهر أهميته في أنه يمثل الليتورجية القانونية في مصر خلال القرن الرابع وربما لفترة أسبق من ذلك إذ تمثل نص الليتورجية المصرية القديمة مُعاد صياغتها في القرن الرابع بقصد نقد اللاهوت الخاص بآريوس.
وقبل القرن الرابع (في القرون الثلاثة الأولى) لا نجد شواهد كافية نستدل منها على مراحل نمو طقس العبادة والليتورجيا.

قداسات الكنيسة القبطية
تصلي الكنيسة القبطية حاليًا بثلاث قداسات هي الأكثر شيوعًا، ومن المصادر القديمة يمكن تتبع هذا التقليد:
[والذي اتفق عليه راي الاباء المتقدمون من القداسات، فهي ثلاثة، القدس الاول عن الكبير باسيليوس اسقف قيسارية وقد اختص به اقنوم الاب الضابط الكل، والقداس الثاني قداس القديس غريغوريوس وهو مخصوص باقنوم الابن الوحيد الازلي وذكر تأنسه وصلبه والامه ودفنه وقيامته من بين الاموات وصعوده الي السموات واتيانة لمداينة الاحياء والاموات وهو الاتيان الثاني بعد الاول؛ والثالث قداس القديس كيرلس وهو مختص باقنوم الابن ] (يوحنا بن سباع، الجوهرة النفيسة في طقوس الكنيسة، الباب الثامن والخمسون: في ذكر الاتفاق على القداسات الثلاث)/ (القرن الثالث عشر/الرابع عشر)
1) القداس المرقسي (المعروف بالقداس الكيرلسي)
ويُنسب لمرقس الإنجيلي، لدينا عدة مخطوطات لهذا القداس أقدمها يرجع للقرن الحادي عشر (بردية Gr.177، وبرديات أقدمها يرجع للقرن الرابع أو الخامس (بردية Gr. 254). ويشير  د. رشدي واصف بهنان[1] إلى أن هناك آثار للقدم في نص هذه الليتورجيا، فهناك طلبات وصلوات تحمل آثار ودلائل على فترة الإضطهادات مثل ما ورد في أوشية الإجتماعات:
[أعط أن تكون لنا بغير عائق ولا مانع أن نصنعها كإرادتك المقدسة  الطوباوية]
كما تشير إلى مواقف الوثنيين العدوانية من الكنيسة
[اعداء كنيستك، يارب، الآن وفي كل زمان، أزلهم، اكشف كبريائهم، اظهر لهم ضعفهم سريعًا، وبدد مؤامراتهم التي يصنعونها ضدنا]
وهناك أيضًا إشارة إلي موقف الملوك من المسيحيين
[اعطه ان يفكر فينا بالسلام من اجل كنيستك المقدسة...]
تتميز أيضًا هذه الليتورجية بالصبغة المحلية والتي تحملها ويظهر ذلك في صلوات لأجل [البابا البطريرك] ومن أجل [ارتفاع مياه نهر النيل] ومن أجل عادات زراعية أخرى في مصر
[تفضل يا رب مياه النهر في هذه السنة باركها/ اطلبوا عن صعود مياه الانهار في هذه السنة لكي يباركها المسيح الهنا ويسعدها كمقدارها] (أوشية مياه النهر)
[تفضل يارب الزروع والعشب ونبات الحقل في هذه السنة باركها/ اطلبوا عن الزروع والعشب ونبات الحقل في هذه السنة لكي يباركها المسيح الهنا لتنمو وتكثر الي ان تكمل بثمرة عظيمة] (أوشية الزروع)
من المحتمل أيضًا ان بعض قطع صلوات ليتورجية القديس مرقس كانت معروفة ومنتشرة في بداية القرن الثاني الميلادي وهذا يتضح من وجود تشابهات في بعض نصوص صلوات هذا القداس وبعض نصوص رسالة كليمنضس الروماني، مثال ذلك رسالة كلمنضس الروماني الاولى مع نص طلبة القداس المرقسي:
[نسألك ايها السيد، أن تكون معيننا وحامينا، خلص الذين هم في ضيق بيننا. المتضعون ارحمهم، الساقطون اقمهم، المحتاجون اليك اظهر لهم ذاتك، المرضى اشفهم، الضالون من شعبك ردهم، الجياع اطعمهم، المأسورون اعتقهم، الضعفاء ارفعهم، صغيرو النفوس عزهم، فلتعرف كل الشعوب انك انت الاله الوحيد وان يسوع هو فتاك واننا شعبك وغنم مرعاك] (كليمنضس الروماني، الرسالة الي الكورنثوسيين 4:59)
[حل المربوطين، خلص الذين في الشدائد، الجياع اشبعهم، صغيرى القلوب عزهم، الضالون ردهم، المظلمون أنرهم، الساقطون أقمهم، القيام (المتزعزعون) ثبتهم، المرضى اشفهم، ادخلهم جميعًا الي طريق خلاصك، عدهم مع شعبك، ونحن ايضًا انقذنا من خطايانا كن حارسًا وساترًا علينا في كل شئ] (طلبة القداس المرقسي]
لكن على وجه العموم لا يمكن الجزم او التأكيد ان نص ليتورجيا مرقس الحالي هو نفسه النص الاصلي القديم خاصة مع غياب المخطوطات القديمة.

2) القداس الباسيلي (نسبة الي باسيليوس الكبير)
وهو القداس الشائع في الكنيسة القبطية، ربما لسهوله ألحانه وإختصار صلواته. نص صلوات هذا القداس في معظمه يخاطب الآب. لاحظ ان هذا القداس مختلف في جزء كبير في نصه عن الليتورجيا التي تحمل نفس الاسم في الكنائس البيزنطية.
أقدم مخطوطاته اليونانية تعود للقرن الرابع عشر (Gr. 325)، بينما يُرجح ان اقدم مخطوطاته القبطية ترجع للقرن السابع او التاسع (خولاجي الدير الابيض)
هناك إشارات في كتابات باسيليوس انه كتب او على الاقل اضاف الي ليتورجيا، في رسالته عن الروح القدس يقول:
[أيًا من القديسيين قد ترك لنا كتابةً كلمات إستدعاء (طلب رحمة/إبتهال) الروح القدس على خبر الشكر وكاس البركة؟ وكما هو معروف لا نكتفي بما كتبه الرسل او ما هو مكتوب في الانجيل، بل خدمة الكهنوت (اي القداس) تبدأ وتنتهي بكلمات اضفناها، لها قيمة عظمى وتعتبر اساس الخدمة، وكل هذا مسلم إلينا في التعليم غير المكتوب]  (باسيليوس، على الروح القدس 66:27)
وهناك تشابهات كثيرة بين الليتورجيا المنسوبة الي باسيليوس وبين كتابات باسيليوس، خاصة تعبيرات مثل الكائن قبل كل الدهور، الغير المُدرك، أبو ربنا يسوع المسيح، ما يُرى وما لا يُرى، ورسم يومًا للمجازاة ... إلخ
هناك إشارات أخرى أن باسيليوس كتب ليتورجيا، فغريغوريوس النيزينزي أشار الي ذلك، ايضًا بطرس (الشماس) كتب سنة 525م الي الاساقفة الافريقيين الذين تم نفيهم الي سردينيا مذكرًا اياهم:
[ان الطوباوي باسيليوس الاسقف القيصري في اوشية (صلاة) المذبح المقدس الذي يستخدمه كل الشرق تقريبًا يقول: امنح يارب قوة وحماية ونطلب اليك ان تصلح الاشرار بخيرييتك واحفظ الصالحين بصلاحك لأنك انت دائمًا القوي ولا احد يقاومك] (Libre De Incarnatioe et Gratia 8)
هناك شواهد اخرى في كتابات يوحنا الدمشقي (قرن ثامن)، وسايروس ابن المقفع (ق10، كتاب ترتيب الكهنوت) الي ليتورجيا باسيليوس.

3) القداس الغريغوري (نسبة الي غريغوريوس النيزينزي)
أقدم المخطوطات اليونانية لهذا القداس ترجع للقرت الرابع العشر (Gr. 325)، أما المخطوطات القبطية فهي تقدم وترجع الي ما بين القرن التاسع والقرن الحادي عشر (مخطوط الدير الابيض).
صلوات هذا القداس بخلاف الكيرلسي والباسيلي تخاطب الإبن.  وهناك تعبيرات في نص الليتورجيا تشابه تلك المستخدمة في كتابات غريغوريوس مثل غير المبتدئ الأبدي غير الزمني، غير المفحوص، غير المتغير.
كما أن هناك فقرات وأفكار كاملة في القداس موجودة في كتابات غريغوريوس مثل:
[12... هنا حصل الإنسان الأول على ربح له وهو الموت، وقطع الخطية، حتى لا يصير الشر خالدًا، وهكذا فإن العقاب تحول الي رحمة... 13... الأبدي الذي هو قبل كل الدهور وهو غير المنظور غير المفحوص وغير الجسدي البدء من البدء، النور الذي من النور... ذاك الذي يمنح الغنى يصير فقيرًا، فقد أخذ على نفسه فقر جسدي، لكي آخذ غنى الوهيته] (غريغوريوس النيزينزي، ثيؤفانيا ميلاد المسيح)
يشير ق. اثناسيوس المقاري في كتابه: القداس الإلهي سر الملكوت (ج1، ص106-107) أنه من خلال مقارنة المخطوطات القديمة الخاصة بنص القداس نستنتج أن نص القداس القبطي القديم من القرن الثاني عشر الي الرابع عشر ابسط من ذلك المستعمل اليوم، فليس هناك تكرار كثير للصلاة الربية وليس هناك مبالغة في دور الشمامسة ومقاطعة الشعب العديدة لصلوات الكاهن وكذلك ندرة التنبيهات الطقسية.

مراجع المحاضرة
§         ق. يوحنا سلامه، اللالي النفيسة في شرح طقوس ومعتقدات الكنيسة، جزء 1و2، مكتبة مار جرجس 1979
§         ساويروس بن المقفع، الدر الثمين في إيضاح الدين، ابناء البابا كيرلس السادس 1978
§         ابن كبر، مصباح الظلمة في ايضاح الخدمة، جزء1 و2، مؤسسة مينا للطباعة 1992
§         المجموع الصفوي: يتضمن القوانين التي جمعها العلامة الشيخ الصفي ابي الفضائل بن العسال، جزء 1و2، مؤسسة مينا للطباعة 1991
§         يوحنا بن ابي زكريا بن سباع، الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة، حققه ونقله الاب فيكتور منصور مستريح الفرنسيسي، المركز الفرنسيسكاني للدراسات الشرقية المسيحية 1966
§         جرجس بن العميد الملقب بن المكين، مختصر البيان في تحقيق الايمان المشهور بالحاوي، نقحه وعني بنشره ق. تواضروس شحاته وفؤاد باسيلي، دار النشر القبطية، بدون تاريخ
§         جورج حبيب بباوي، القداس الالهي: تعليقات وتفاسير لكثير من اقوال الاباء، جذور 2013
§         رودلف مرقس يني، اصدارات مجلة مدارس الاحد 3: الافخارستيا ومعانيها اللاهوتية في الكتاب المقدس والليتورجيا واقوال الاباء، مجلة مدارس الاحد 2004
§         أثناسيوس المقاري، القداس الالهي سر ملكوت الله، جزء 1و2، 2007
§         كيرلس كيرلس، القس، القداسات الثلاثة متقابلة مع الضبط والشرح، 1979
§         الأنبا متاؤس، روحانية طقس القداس في الكنيسة القبطية الارثوذكسية، لجنة التحرير والنشر بمطرانية بني سويف والبهنسا 1997
§         راغب عبدالنور، الذبيحة ممتدة ومستمدة، مكتبة المحبة 1974



[1]  رشدي واصف بهنان، مصادر وتاريخ ليتورجيات كنيسة الاسكندرية القبطية الارثوذكسية، ج1، المركز الثقافي القبطي الارثوذكسي 2010

تعليقات

  1. The Coptic Orthodox church used to recognize more than ten liturgies in the ancient times (about 14 liturgies). Here is a link for the book of liturgy in the Ethiopian Orthodox Church http://www.ethiopianorthodox.org/english/church/englishethiopianliturgy.pdf
    What we currently use in prayers are the most three famous liturgies as mentioned above. Strangely, the Coptic Orthodox Church nowadays does not recognize the liturgy according to Saint John Chrysostom, meanwhile Saint John Chrysostom is mentioned in the "commemoration of the saints (el magma3)". In addition, the Coptic Church fully accepts Saint John Chrysostom's literature and his the holy bible commentaries. So, the Coptic church has a vague opinion about St. John Chrysostom.

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن آجيوس إستين (أوو كيريوس ميتاسو)

  ملحوظة لقراءة الكتابة القبطية يجب تحميل هذا ال Font (إضغط هنا) يُرجح أن الألحان الكنسية نشأت مع الكنيسة نشاة الكنيسة نفسها، وتنوعت الألحان بحسب التراث الثقافي والحضاري الذي نشأت فيه كل كنيسة محلية. وتعتبر الأحان الكنسية هي جزء لا يتجزأ من العبادة، فهي كما يشير القديس باسيليوس: إن الترنيم هو هدوء النفس ومسرة الروح، يسكن الأمواج ويسكت عواصف حركات قلوبنا.

الثاليا: قصيدة آريوس، مقدمة وترجمة

الآريوسية هي المسيحية الحقيقة: "المسيحية الموحدة بالله"، قَدَمَ هذه الفكرة أحد الكتاب المصريين ونشرها في احد الجرائد الرسمية، وكتب عدة مقالات متفرقة عنها. ووصف آريوس والآريوسيين بالـ "مسيحيين الموحدين بالله"، وكان القصد من ذلك الإشارة أن المسيحية الأرثوذكسية التي واجهت للآريوسية لم تكن موحدة بالله لوجود فكرة الثالوث ، وان آريوس – كحامل للمسيحية الصحيحة- قدم المسيح كإنسان ونبي. لكن في مجمع نيقية تم الحكم على آريوس ظلمًا وإختراع فكرة الثالوث وتأليه المسيح.