التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أثناسيوس عن السقوط والفداء

أثناسيوس عن السقوط والفداء

المقال هو مختصر لأفكار أثناسيوس السكندري (القرن الرابع) عن السقوط والفداء في سياقها.

الأنثروبولوجي (لاهوته عن الإنسان)
لا يمكن فهم منطلقات أثناسيوس اللاهوتية عن الفداء دون فهم لاهوته عن الإنسان. فالإنثروبولوجيا هي الأساس الذي بنى عليه أثناسيوس لاهوته عن الفداء. تبدأ الأنثروبولوجيا -والكوزمولوجيا- عند أثناسيوس: 
(1) بالخلق من العدم ex nihilo "لكن الله خلق كل شئ بالكلمة من العدم وبدون مادة موجودة مسبقًا" (تجسد الكلمة 3. 1)، 
(2) والخلق على الصورة "ولأنه رأي عدم قدرة الإنسان أن يبقى دائمًا على الحالة التي خُلق فيها، أعطاه نعمة إضافية، فلم يكتف بخلق البشر مثل باقي الكائنات غير العاقلة على الأرض، بل خلقهم على صورته وأعطاهم شركة في قوة كلمته." (تجسد الكلمة 3. 3). 

تحمل الرؤية الأنثروبولوجية لأثناسيوس مصيرًا تشاؤميًا للإنسان في حال إنفصاله عن الله، فقد خلق الله الإنسان في أكمل صورة لكي يبقى معه دائمًا "وهكذا خلق الله الإنسان وكان قصده أن يبقى في غير فساد. أما البشر فإذ احتقروا التفكير في الله ورفضوه، وفكروا في الشر وابتدعوه لأنفسهم كما أشرنا أولاً، فقد حكم عليهم بالموت.... لأن تعدي الوصية أعادعم إلى حالتهم الطبيعية، حتى أنهم كما وُجدوا من العدم هكذا أيضًا بالضرورة يلحقهم الفناء بمرور الزمن. 5. فإن كانوا وهم في الحالة الطبيعية- حالة عدم الوجود، قد دُعوا إلى الوجود بقوة الكلمة وتحننه، كان طبيعيًا أن يرجعوا إلى ما هو غير موجود أي العدم عندما فقدوا كل معرفة الله. ولأنهم حصلوا على وجودهم من الله الكائن، لذلك كان لابد أن يُحرموا إلى الأبد من الوجود، وهذا يعني إنحلالهم وبقائهم في الموت والفساد" (تجسد الكلمة 3. 4-5).
من المُرجح، وإعتمادًا على تفكير أثناسيوس الأفلاطوني النزعة، أن الخلق من العدم والموت والفساد لا يصف حالة تاريخية أو مادية بقدر ما هو يصف حالة وجودية (انطولوجية). فأثناسيوس لا يعتمد مصطلحات شخصية (مثل سابقة ايرينيوس) إنما مصطلحات انطولوجية. فالوجود في حالة إنفصال عن الله هي حالة وجود متغيرة وزائلة بينما الوجود في حالة إتحاد مع الله هو حالة وجود ثابتة  وخالدة (قارن مع أفلاطون). فالله هو "صالح بل بالأحرى مصدر الصلاح" (تجسد الكلمة 3. 3) هو الوجود المطلق والثبات (قارن مع أفلاطون[1]). كذلك يستخدم أثناسيوس المتضادات الأفلاطونية: [ماله كينونة فهو الخير، أما الذي لا كينونة له فهو الشر، وأقول أن ما له كينونة فهو الخير لأنه يجد له نموذجًا παραδείγματα في الله الكائن. وما لا كينونة له فهو الشر لأنه دون أن يوجد في الواقع] (ضد الوثنيين 4. 4). تحمل ربما فكرة "النماذج" هنا تأثرًا بنظرية المُثل forms لدى أفلاطون. (ق . أيضًا مع أفلوطين).
 هكذا، فأنثروبولجيا أثناسيوس هي أنثروبولوجيا تصاعدية، فالإنسان خُلق من العدم لهدف تصاعدي ascending وهو النمو والعلو من أجل الإتحاد بالله والخلود. لكن حينما فشل الإنسان في تحقيق هذا الهدف التصاعدي وإستدار منحدرًا نحو الفناء، فقابل هذا الإنحدار، تنازل إلهي descent -كريستولوجيا تنازلية- من أجل إعادة توجيه الإنسان وجذبه نحو الصعود لله مرة أخرى: حيث يتنازل الله الكلمة ليصير إنسانًا، آخذًا الإنسان معه صعودًا ليصير إلهًا.
وفي التركيب الإنساني، يُقسم أثناسيوس الطبيعة الإنسانية مستخدمًا تعبيرات النفس psyche والعقل nous والجسد. كما يستخدم مثال أفلاطون الشهير عن المركبة التي تجرها الخيل كمثال لقيادة النفس للجسد (ضد الوثنين 5. 2؛ 32: 2)، حيث يرى أفلاطون أن المركبة والحصانين يرمزان إلى أجزاء النفس الثلاثة، ويقول أن العقل يرتبط بمركبة النفس. ويستخدم مثال المرآة الخاص بافلاطون [لأنه بضعفات الشهوات الجسدية أخفي ما قد أعطي لها [النفس] في داخلها وكأنه في مرآة] (ضد الوثنيين 8. 2). وكذلك فكرة العناصر الأربعة [أما العناصر الأربعة التي تتكون منها طبيعة الأجسام، أعني النار والهواء والأرض والمياه] (ضد الوثنيين 27. 7)
السقوط والخلاص والفداء
تُعتبر صياغة أثناسيوس [صار الله إنسانًا حتى يمكن أن نصير نحن آلهة] (تجسد الكلمة 54. 3) هي تعبير رئيس لشرح التأله وإرتباطه بالخلاص. لكن في البداية علينا أن نلاحظ أن أثناسيوس قدم بناءًا structured system لمفهوم الخلاص، لكنه لم يقدم في نفس الوقت "لاهوتًا نظاميًا" systematic theology بالمفهوم الحديث؛ فأثناسيوس لم يكتب كلاهوتي نظامي بل كتب كمُدافع.[2] وجاءت كتاباته في أطر دفاعية سواء ضد الاريوسيين او الوثنيين أو غيرهم. حتى كتابه الأشهر تجسد الكلمة فقد كُتب أيضًا في إطار دفاعي. ولهذا فمفاهيمه وشروحاته التي قدمها عن الكريستولوجيا والخلاص تأتي مرتبطة تمام الإرتباط بالإطار الدفاعي الذي صيغت من أجله.
التجسد -وليس التأله- هو مركز مفهوم أثناسيوس عن الخلاص: [ولكونه هو الكلمة، فأنه بسبب صلاح أبيه ومحبته للبشر، ظهر لنا في جسد بشري لأجل خلاصنا] (تجسد الكلمة 1. 3). وفي هذا الإطار يُقدم أثناسيوس ثلاث حقائق: الحقيقة الأولى) لابد أن يكون الإبن المخلص الذي جاء بالجسد هو الله. الحقيقة الثانية) الإبن المتجسد لابد أن يكون إنسانًا كاملاً. الحقيقة الثالثة) إبن الله الإله الحق وُجد إنسانًا بيننا كواحد منا. (ضد الاريوسيين 2. 70).
أيضًا كل من الخلق والفداء مرتبطان، فالخلاص تم من خلال الكلمة مثلما تم الخلق [...وهكذا يستطيع المرء أن يُدرك أن تجديد الخليقة تم بواسطة الكلمة الذي هو خالق الخليقة في البدء.] (تجسد الكلمة 1. 4)، وبالتالي فالخلاص هو  أيضًا مرادف لتجديد الخليقة [3]، وكذلك مُرادف لتأله الإنسان.
والتأله عن أثناسيوس يأتي في إطار مفهوم الخلاص وليس طرحًا فلسفيًا، فالإنسان في تألهه لا يعني أنه سيكون بصورة إنطولوجية مثل الله[4]، فالإبن في تجسده لم يفقد جوهره الإلهي، هكذا الإنسان في تألهه لن يفقد جوهره الإنساني، بل سيعود الي صورته الأولى أي يكون في عدم الفسادٍ ليعيش في خلود مع الله [..الوعد بالخلود في السماء οὐρανοῖς ἀφθαρσίας] (تجسد الكلمة 3. 4) [...وبوجوده في حالة عدم الفساد كان ممكننًا أن يعيش منذ ذلك الحين مثل الله ἄφθαρ- ἄφθαρτος δὲ ὤν, ἔζη λοιπὸν ὡς Θεός,] (تجسد الكلمة 4. 6).
بالنسبة لأثناسيوس فالإنسان قد خُلق من العدم، ولكنه أخذ نعمة إضافية من الله: [ولأنه رأي عدم قدرة الإنسان أن يبقى دائمًا على الحالة التي خُلق فيها، أعطاه نعمة إضافية، فلم يكتف بخلق بالشر مثل باقي الكائنات غير العاقلة بل خلقهم على صورته وأعطاهم شركة في قوة كلمته حتى يستطيعوا بطريقة ما، ولهم بعض من ظل الكلمة وقد صاروا عقلاء...] (تجسد الكلمة 3. 3) (ضد الوثنين 78- 81، 43. 3، 2. 2)
لكن الله وضع وصية يجب على الإنسان أن يلتزم بها: [...وأعطاهم وصية حتى إذا حفظوا النعمة وإستمروا الحين عاشوا في الفردوس بغير حزن ولا ألم ولا هم، بالاضافة الي الوعد بالخلود في السماء. أما إذا تعدوا الوصية وارتدوا عن الخير وصاروا اشرارًا فليعلموا انه سيجلبون الموت على انفسهم حسب طبيعتهم، ولن يحيوا بعد في الفردوس بل يموتون خارجًا عنه ويبقون الي الأبد في الفساد والموت.] (تجسد الكلمة 3. 4) (ضد الوثنيين 3.3- 4)، ونتيجة تعدي الوصية هي الموت الذي هو الفساد والعودة الي الحالة الطبيعية [أما البشر.... فقد حُكم عليهم بحكم الموت θανάτου κατάκρισιν الذي سبق إنذارهم به..... ملك عليهم الموت. لأن تعدي الوصية أعادهم إلى حالتهم الطبيعية] (تجسد الكلمة 4. 4). بالنسبة لأثناسيوس، هذا الحكم بالعودة إلى الفساد والحالة الطبيعية التي من دون النعمة وضعه الله الذي وضع الوصية: [... كان من المستحيل التهرب من حكم الناموس، لأن الله هو الذي وضعه بسبب التعدي.... لأنه، من غير اللائق طبعًا أن الله بعد أن تكلم بشئ مرة يتضح أنه فيما بعد كاذب، أي أن الله بعد أن أمر أن الإنسان يموت موتًا.] (تجسد الكلمة 6. 2-3)، ويؤكد مرة أخرى [.... حكم الموت θανάτου  νομοθεσίᾳ  الذي وضعه] (تجسد الكلمة 7. 1). ولهذا السبب ذاته أن الله هو واضع الحكم (العقوبة) فتوبة الإنسان تعجز عن إعادته الي عدم الفساد والخلود، لأنه [لن يكون الله صادقًا إن لم يظل الإنسان في قبضة الموت] (تجسد الكلمة 7. 3)
ويضيف أثناسيوس مستمرًا في بناء حجته أن ترك الإنسان للفساد [يُعتبر عملاً غير لائق ويتعارض مع صلاح الله.] (تجسد الكلمة 6. 10).  لذا فالكلمة [إتخذ جسدًا مماثلا لطبيعة أجسادنا... فقد بذل جسده للموت عوضًا عن الجميع، وقدمه للآب] (تجسد الكلمة 10. 4) [فلقد أدرك الكلمة جيدًا أنه لم يكن ممكنًا أن يقضي على فساد البشرية بأي طريقة سوى الموت نيابة عن الجميع] (تجسد الكلمة 9. 1) [ولأن كلمة الله هو فوق الجميع فقد كان لائقًا ان يقدم هيكله الخاص وأداته البشرية فدية ἀντίψυχον عن حياة الجميع موفيًا دين ὀφειλόμενον  الجميع بموته] (تجسد الكلمة 9. 2)
تحتل مصطلحات "فدية" و"إيفاء الدين" و"تقدمة للآب" مكانة هامشية في لاهوت أثناسيوس، بينما تحتل فكرة "تجديد الإنسان بحسب الصورة" الفكرة الرئيسة. وربما يرجع هذا إلى أخذ أثناسيوس منهجًا غلب عليه الطابع الأفلاطوني في التفكير في قضية الخلق الشر والسقوط وهو ما إنعكس على تفكيره في الفداء والخلاص. فأثناسيوس قد إنتقى أفكارًا فلسفية من الرواقية، فيلو، هوميروس وأرسطو، بجانب تبنيه المصطلحات والإنطولوجيا الأفلاطونية.[5]لكن لم تكن طريقة التفكير هذه قاصرة على أثناسيوس فقد تأثر واستعان بالتراث الفلسفي العام في زمنه.[6]
 بالنسبة لأثناسيوس فسقوط الإنسان حدث حينما بدأ الإنسان يتأمل في نفسه، ويستخدم أثناسيوس هنا -في الفصلين الثالث والرابع من ضد الوثنين- التعبيرات الأفلاطونية، حيث يرى أفلاطون أن الإنسان سقط حينما نسى هدفه الحقيقي[7] [لأنه طالما كان هو أيضٌا مصوبًا ذهنه νοῦν نحو الله ومتأملاً  θεωρίαν فيه، لم يكن يُعطي انتباهًا للجسد والتأمل فيه، لكن حينما ابتعد بغواية الحية عن التفكير في الله وبدأ يتأمل θεωρίαν في نفسه، حينئذ سقط في شهوات الجسد] (ضد الوثنين 3. 3] [وإذ إبتعدت [النفس] عن التأمل في أمور الواقع المنظور.... 2. غير ان النفس وقد عشقت الملذات فإنها بدأت في التمتع بها بطرق متعددة، وإذ هي سهلة الحركة بطبيعتها φύσιν εὐκίνητος فإنها رغم إبتعادها عن الخير لم تكف عن الحركة فهي تتحرك إذًا ليس نحو الفضيلة ولا حتى كي ترى الله، لكن للتفكير في أمور لاوجود لها] (ضد الوثنيين 4. 1، 2). (قارن مع محاورة فيدون لأفلاطون، كذلك مع أفلوطين، التاسوعات)
ويؤكد أثناسيوس أن جسد الكلمة هو [جسده الخاص] (تجسد الكلمة 10. 1)، وقد أتخذه لنفسه [وأيضًا اشار الرسول إلى أن الكلمة بذاته اتخذ لنفسه جسدًا ليقدمه ذبيحه عن الأجساد المماثلة قائلا "فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم إشترك هو أيضًا فيهما لكي يبيد بالموت ذلك الذي له سلطان الموت أي إبليس] (تجسد الكلمة 10. 4)



[1] أعتقد أفلاطون في وجود عقل أسمى وراء كل شئ أسماه الصلاح الأسمى أو الخير الأسمى the Goodness وهو الثبات والوجود المطلق، وقد صنع العالم بدافع من خيريته وجوده.
[2] Daniel E. Wislon, “A Comparison of Irenaeus’ and Athanasius’ Repective Descriptions of Deification in Relation to Adlof Harnack’s History of Dogma” (Doctor of Philosophy, Souttheastern Baptist Theological Seminary, 2005), 15 fn.1.
[3] Pitts, “Theosis: An Analysis of the Doctrine and Its Influence on the Soteriologies of Selected Western Theologians,” 15.
[4] Pitts, 18.
[5] Jon M. Robertson, Christ as Mediator: A Study of the Theologies of Eusebius of Caesarea, Marcellus of Ancyra and Athanasius of Alexandria (Oxford: Oxford University Press, 2007), 148.
[6] Robertson, 148.
[7] E. P. Meijering, Athanasius: Contra Gentes. Introduction, Translation and Commentary, vol. VII, Philosophia Patrum (Leiden: Brill, 1984), 21.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن آجيوس إستين (أوو كيريوس ميتاسو)

  ملحوظة لقراءة الكتابة القبطية يجب تحميل هذا ال Font (إضغط هنا) يُرجح أن الألحان الكنسية نشأت مع الكنيسة نشاة الكنيسة نفسها، وتنوعت الألحان بحسب التراث الثقافي والحضاري الذي نشأت فيه كل كنيسة محلية. وتعتبر الأحان الكنسية هي جزء لا يتجزأ من العبادة، فهي كما يشير القديس باسيليوس: إن الترنيم هو هدوء النفس ومسرة الروح، يسكن الأمواج ويسكت عواصف حركات قلوبنا.

الطقس القبطي وتطور القداسات الثلاثة

[محاضرة ضمن مادة الكنيسة القبطية التي أدرسها بكلية اللاهوت الأسقفية] الطقس الديني هو مجموعة أفعال وتصرفات رمزية يستخدم فيها الإنسان جسده (عن طريق حركات معينة أو إرتداء زي معين أو ترديد كلمات معينة) لكي يُجسد أفكاره ومفاهيمه الدينية، ويُعبر عن علاقته بالقوى الفائقة التي يعبدها، مع الوقت يصير الطقس نمطًا سلوكيًا وجزءًا اصليلآ من العبادة الدينية، فمن خلال الطقس الديني يعيد الإنسان إحياء وتعيين تجربة مقدسة هي تجربة/خبرة تفاعله/تلاقيه مع الله من هنا فالطقس الديني يحتوى على أمرين: الرمزية والسلوك الإجتماعي.  والطقس الديني الجماعي (مثل ليتورجيا القداس في الكنيسة القبطية) يعزز من الإحساس بالشركة والوحدة داخل الجماعة، فالأفراد يقومون بعمل واحد معًا، وبالتالي فهو يعبر بصورة حية عن مفهوم الكنيسة ووحدتها. والطقس الديني في أساسه ليس غاية لذاته بل وسيلة للتعبير عن الغاية: العلاقة مع الله/ الإيمان؛ وينفصل الطقس عن تلك الغاية، حينما تتحول الممارسة الدينية إلى غاية في ذاتها.

هل كان المسيحيون الأوائل أكثر إيمانًا وقداسة منا اليوم؟

  عزيزي، أنت تؤمن أن مسيحيو الماضي قد وُهبُوا إيمانًا وقداسة فائقين، فقد عَبَرْوا من بوتقةِ الاضطهاد العنيف والالام التي تتجاوز عتبة التحمل لمن هم في العصر الحديث. كما أنك تؤمن أن القديسين والشهداء الأوائل، ونُساك الصحراء هم نموذج لا يُمكن لنا نحن المؤمنين المعاصرين تحقيقه. ها أنت تأبى أن تترك حنين الماضي، أو أن تُقْدِمُ على الفحصِ المتأني للمشهد الإيماني المعاصر، حتى تكتشف ذلك النسيج المعقد للحاضر، الذي يتحدى هذه المقارنات السهلة.