التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مدخل لرسالة فيلبي (1): الاصحاحات 1-6

مدخل لفهم رسالة فيلبي (1)
خلفيات النص
الاصحاح الاول- الاعداد 1 -6
مقدمة
علشان نقدر نفهم المعنى الصحيح لنصوص الكتاب المقدس، لازم نفهم أولاً الرسالة الأصلية للنص، يعني للناس اللي اتكتبلهم النص ده، وده معناه اننا لازم نعرف مين الناس اللي اتكتبلهم السفر او الرسالة او الانجيل، ومين كتب وفي انه عصر، والناس في الوقت ده والمكان ده كانوا بيفهموا الكلمات بتاعة السفر /الرسالة/ الانجيل ازاي، لأن الكلمات احيانًا معانيها بتطور وتختلف من عصر لعصر. ده كلمه اسمه "سياق" النص.
الرسالة الي كنيسة فيلبي
السلسلة اللي هنقدمها عن رسالة فيلبي، هي مدخل بسيط جدًا -"مقدمة" عن الخلفيات الادبية والحضارية "السياق" لرسالة فيلبي، مجرد خطوة أولى تساعدك انك تفهم يعني ايه قرينة وسياق وازاي ممكن تفرق جدًا في فهم النص.
ده مش تفسير، لكن ده هيساعدك على فهم وتفسير النص. بيديلك المفاتيح اللي ممكن تنقلك لبُعد أعمق جوه النص.
مدخل الي السياق


1 بُولُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ عَبْدَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ،

إِلَى جَمِيعِ ٱلْقِدِّيسِينَ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ، ٱلَّذِينَ فِي فِيلِبِّي،

مَعَ أَسَاقِفَةٍ وَشَمَامِسَةٍ:

2 نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلَامٌ مِنَ ٱللهِ أَبِينَا وَٱلرَّبِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.

فيلبي هي رسالة موجهة لكنيسة/جماعة فيلبي، أي انها تتبع النمط الادبي للرسائل.  
الآية 1 -وهي الجزء الأول من  المقدمة والتي تحوي الراسل، المرسل إليه- هي إستهلال ضروري لهذا النمط الأدبي (أي الرسائل). المقدمة والتحية (وباقي عناصر إفتتاحية الرسالة مثل صلاة الشكر) تقرر السياق الإجتماعي والشخصي للرسالة باكملها [1]، أي طبيعة شخصية المرسل والمرسلي إليهم. يلفت Exler الإنتباه إلى ان صيغة "من فلان إلى فلان" كانت هي الصيغة الشائعة في مراسلات الرؤساء والمتساوون في الطبقة، وأقل شيوعًا في كتابات من هم أقل شأنًا إلى أسيادهم خاصة خلال القرون الثلاثة الأولى بعد الميلاد، كما أنها صيغة ترفع الكُلفة.[2] هذه الصيغة الإستهلالية تقترح أنها ربما كانت تُستخدم لإقامة علاقات إجتماعية بين الراسل والمتلقي[3]، وربما أيضًا لتؤكد على علاقة إجتماعية قائمة بالفعل مثلما هو مرجح بشدة في حالة بولس مع كنيسة فيلبي. بولس لا يلتزم بالصياغة القصيرة لإفتتاحيات الرسائل في العالم اليوناني الرومانيبل هو يسترسل ويوظف صفات وعبارات إضافية، وهو ما يمكن إعتباره تطورًا مميزًا يخدم موضوع الرسالة.[4]
الآية 2 هي التحية، والتحيات ليست جزءًا مُلزمًا في هذا النمط من الرسائل، مثلما نرى في الرسائل الرسمية حيث تحذف التحيات، بينما في بعض الرسائل القديمة تكون التحية مجرد كلمة لا أكثر، لكنها أمرأكثر إعتيادية في الرسائل الشخصية.[5] تؤدي التحية نفس دور الإستهلال أي تأسيس لعلاقة إجتماعية شخصية بين المرسل والمرسل إليه، وبالنسبة للقارئ في فيلبي والمعتاد على الصيغ التقليدية للمراسلات في العالم اليوناني الروماني[6] ستكون تحيات بولس وإستهلاليته أمرًا ملحوظًا ومميزًا[7].
يشير جيفري ريد أن من الصعب على القارئ في العصر الحديث أن يلاحظ كيف أن استهلالية بولس المتطورة عن الرسائل الأعتيادية ليست مجرد صيغة للترحيب لكنها وسيلة لدفع القارئ إلى داخل رسالة تقدم دوافع مختلفة في كتابتها عن تلك المعتادة.[8]
تيموثاوس: كان تيموثاوس معروفًا لدي الفيلبيين حيث كان قد زارهم مرتين، مرة مع بولس (أع 10:16) ومرة وحده (أع 22:19). ذكره بولس بطريقة مماثلة في (2كو :11؛ كو 1:1؛ 1 تس 1:1؛ 2 تس 1:1)، ربما لعب دور الكاتب للرسالة بولس إلا أنه لا يوجد ما يدل على هذا.[9]
"عبدا" من الجائز فهمها في السياق الإجتماعي في فيلبي كإنعكاس لمكانة العبيد في العالم اليوناني الروماني اكثر منها لمفهوم "عبد δοῦλος" في اللاهوت الكتابي، فقد كان العبيد في العالم اليوناني الروماني وكلاء إداريين لسادتهم ولهم سلطة السادة الذي يمثلونهم[10]، هنا يعطي بولس تأكيد على سلطان المسيح وتأكيد على التواضع والصغر  وأيضًا الرسولية (كرسول وممثل للمسيح) في ذات الوقت، وربما نجد في هذا الأمر مبررًا لعدم ذكر بولس لرسوليته كما هو معتاد منه في معظم رسائله، عدم ذكر الرسولية أيضًا ربما يشير إلى عدم وجود أطراف يهودية تشكك في رسوليته مثلما كان في غلاطية وكورنثوس.
لكن هناك إقتراحات أخرى ترتبط بخلفية بولس اليهودية، فـ"عبدا يسوع المسيح" قد تكون إشارة "للخلاص"، فـ"الرب" فادي نفوس عبيده (مز 22:34)، وهم ينتظرون خلاصه (مز 12:143) وربما في النهاية كان قصد بولس المعنيان.
صيغة "عبد يسوع المسيح" تقارب صيغة العهد القديم "عبد يهوه עֶ֣בֶד יְהוֹה֑ [في السبعينية δοῦλος θεοῦ / κυρίου]، وهو تعبير يرتبط كثيرُا بالأنبياء/الرسولية (رج عا7:3، أر 25:7، عزرا 11:9، دان 6:9)[11].
القديسيين: Ἅγιος كلمة غير دارجة الإستخدام في الأدب الكلاسيكي اليوناني[12]، لكنها الكلمة الدراجة الإستخدام التي تستخدمها الترجمة السبعينة كبديل للعبرية . إعتاد مفسرو العهد الجديد إخراج الكلمة من سياقها الكلاسيكي، بولس يستخدم الكلمة هنا كتسمية معتادة للمسيحيين الذين ينتمون للمجتمع العام في فيلبي. الكلمة لا تتضمن هنا قداسة فعلية لكن القداسة كأمر متوقع وواجب على هؤلاء الأفراد الذين كرسوا أنفسهم لأجل المسيح: أي أصبحوا مسيحيين.
"أساقفة ἐπίσκοπος وشمامسة διάκονος": ليس من المعتاد أن نجد في بدايات رسائل بولس تحيات لأشخاصٍ بعينهم: أساقفة وشمامسة (بإستثناء الرسالة الي فليمون)، يقترح البعض أن الأمر قد يكون مرتبطاً بالدعم المادي الذي قدمته كنيسة فيلبي الي بولس (16:4، 18) حيث يُفترض أن الشمامسة والأساقفة هم المسؤلون عن هذه الأمور في الكنيسة[13].  ذكر الأساقفة والشمامسة ربما يشير أيضًا إلي إحتمالية وجود شكل نظامي (هيكلي) للكنيسة في فيلبي.  الترجمة الحرفية "ملاحظين/نُظّار و خدام"،  من الصعب تخيل إستخدام هذه الألقاب في ضوء مفاهيم العهد القديم (رج استخدام السبعينية) ففي بلدة تنتمي للثقافة اليونانية الرومانية  من المفترض ان يكون الإستخدام في ذات السياق الثقافي، خاصة ان هذه الألقاب كانت منتشرة على نطاق واسع في العالم اليوناني الروماني للأشخاص ذوي المسؤليات الحكومية، الإجتماعية أو الجماعات الدينية او حتى الفلاسفة الكلبيون المتجولون، لكن ليس لدينا شئ واضح بخصوص الفارق في المسؤليات بين هذه الألقاب[14]، لكن في النهاية فهذا يُرجح بشدة أنه كانت لهؤلاء وظائف إدارية رسمية في نطاق كنيسة فيلبي.
"نعمة لكم وسلام": تبلغ تحية بولس ذروتها عند نقطة منح البركة: نعمة لكم وسلام. كلمات لها أهمية كبرى في العالم القديم، خاصة بين هؤلاء المنحدرين من اصول سامية. برغم إستخدام بولس جمل إفتتاحية تتفق مع القواعد الاسلوبية للرسائل العلمانية في العصر اليوناني الروماني، إلا ان بولس يستخدمها لتوصيل قدر من حضور الله خاصة من خلال تحيته.[15] يقترح بعض العلماء أن بولس إتبع الصيغ الشرقية واليهودية في صياغة رسالته دو ن أن يتخلى عن نمط القاعدة اليونانية بذكر الراسل وتوصيفة في المقدمة[16]، يستبدل بولس الكلمات الليتورجية اليهودية "رحمة وسلام" (رج 2 باروخ 78. 2) ب"نعمة وسلام".

3 أَشْكُرُ إِلَهِي عِنْدَ كُلِّ ذِكْرِي إِيَّاكُمْ،

4 دَائِمًا فِي كُلِّ أَدْعِيَتِي، مُقَدِّمًا ٱلطَّلْبَةَ لِأَجْلِ جَمِيعِكُمْ بِفَرَحٍ،

5 لِسَبَبِ مُشَارَكَتِكُمْ فِي ٱلْإِنْجِيلِ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ إِلَى ٱلْآنَ.

6 وَاثِقًا بِهَذَا عَيْنِهِ أَنَّ ٱلَّذِي ٱبْتَدَأَ فِيكُمْ عَمَلًا صَالِحًا يُكَمِّلُ

إِلَى يَوْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.

يمكن إعتبار الأيات من 3-6 أنها تمثل الموضوع الرئيسي للرسالة: المشاركة في الإنجيل.[17] ويقترح جويت Jewett هنا أن "الشكر" هو: "طريقة شكلية (منهجية) تستخدم لإعلان والتعريف بموضوع الرسالة. فمقدمة الشكر هذه يرتبط إرتباطًا وثيقًا بكل المقاطع اللاحقة في الرسالة".[18] الآية السادسة بالتحديد حينما يتم تفسيرها بصورة صحيحة في ضوء الآية الخامسة، تقدم لنا ملخصًا للرسالة كلها.[19] وبناء على التركيبة اللغوية لكلمات بولس نستطيع أن نفهم أنه يقدم الشكر على ثلاث أشياء: تذكره أياهم (آية 3)، مشاركتهم في الإنجيل (آية 5)، عمل الله (أو ربما بولس؟) المستمر فيهم.[20]
الشكر: هناك خلاف حول كيفية ترجمة الآية 3، هناك عدة مقترحات من بينها هذه الترجمة: "أشكر إلهي بسبب ذكركم أياي"[21]، هذه الترجمة ربما تُعطي سببًا أكثر منطقية للشكر عند بولس. من المعتاد، ان تحوي الرسائل القديمة بعد "التحية" صلاة او دعاء من أجل الصحة، الشكر والبركة، كذلك في الرسائل الهيلينية اليهودية[22] (2مك 10:1-11)، لكن وبرغم ان صيغ الشكر التي استخدمها بولس هي صيغة قد نجدها أيضًا في الرسائل العلمانية في القرن الأول، ونجدها في معظم رسائل بولس إلا أن الصيغة هذه المرة مميزة من خلال إنسكاب المشاعر الجياشة في كلماته[23]. وهس صلاة تحمل دلالات تقدير بولس للفيلبيين، كما يمكن إعتبارها صلاة تدخل في إطار الصلوات الشفاعية.[24]
مشاركتكم κοινωνία: تقترح بعض الدراسات الحديثة ان كلمة مشاركة -خاصة مثلما تظهر في (في 5:1، 7؛ 1:2؛ 10:3؛ 14:4-15)- ربما تكون قد فُهمت من قبل قراء بولس في ذلك العصر على أنها تعبير مزخرف للتراتبات الرومانية التي كانت تدعي societas (أي مجتمع)، والتي كانت تمارس من قبل الجماعات الدينية والمجموعات التجارية في القرن الأول. تجدر الإشارة هنا أن فيلبي كانت مستعمرة رومانية حيث سادت الأعراف الرومانية، وكانت اللغة اللاتينية تستخدم من قبل كثير من السكان فضلا عن اللغة اليونانية. وعلى هذا، فهذه المجتمعات الصغيرة societas كانت أمرًا إعتيادية في حياة الكنيسة في فيلبي. من المرجح ان جزءًا على الاقل من اعضاء الكنيسة هناك كانوا ينتمون لتلك التجمعات ربما خاصة تلك التجارية منها. السمة الرئيسية لهذه المجتمعات كانت موافقة تطوعية لدفع نفقات معينة لوكلاء للتصرف نيابة عن ولمصلحة المجموعة.[25]
يبدو  إذًا ان بولس إستخدم تعبيرات الحياة اليومية ليرسم صورة العلاقة بينه وبين كنيسة فيلبي وبين الإنجيل كي يشير ليس فقط للمشاركتهم في الأخبار السارة بل العمل الفعلي معه لنشر الإنجيل من خلال الدعم المادي.

..... يُتبع



[1] Jeffrey T. Reed, A Discourse Analysis of Philippians: Method and Rhetoric in the Debate Over Literary Integrity (Sheffield: Sheffield Academic Press, 1997), 181.
[2] Jeffrey T. Reed, A Discourse Analysis of Philippians: Method and Rhetoric in the Debate Over Literary Integrity (Sheffield: Sheffield Academic Press, 1997), 181.
[3] Jeffrey T. Reed, A Discourse Analysis of Philippians: Method and Rhetoric in the Debate Over Literary Integrity (Sheffield: Sheffield Academic Press, 1997), 182.
[4] Jeffrey T. Reed, A Discourse Analysis of Philippians: Method and Rhetoric in the Debate Over Literary Integrity (Sheffield: Sheffield Academic Press, 1997), 182.
[5] Jeffrey T. Reed, A Discourse Analysis of Philippians: Method and Rhetoric in the Debate Over Literary Integrity (Sheffield: Sheffield Academic Press, 1997), 192.
[6] Jeffrey T. Reed, A Discourse Analysis of Philippians: Method and Rhetoric in the Debate Over Literary Integrity (Sheffield: Sheffield Academic Press, 1997), 192.
[7] نجد في الكثير من البرديات اليونانية إفتتاحيات تحوى على عناصر مشتركة مع رسائل بولس:
- كلاريمون إلى سيرابيون، تحية. قبل أي شئ أصلي أن تكون في حال جيدة، وأقدم الإجلال لأجلك أمام الرب سيرابيس يوميًا.
- ابيون لأبيه وربه، إبيماخوس، تحيات كثيرة. قبل كل شئ أصلى أن تكون في حال جيدة وأن تزدهر في حالة مستمرة... أشكر الرب سيرابيس لأنني حين كنت في خطر في عرض البحر، أنقذني
- طوبياس إلى ابولونيوس، تحية. إذا كنت بحال جيدة، وكل أمورك وكل شئ آخر في تقدم وفقًا لما تبغيه، فشكر كثيرًا للآلهة. نحن ايضًا بخير، ونتذكركم دائمًا، كما أفعل انا.
Dean E. Flemming, Philippians: A Commentary in the Wesleyan Tradition (Kansas City, MO: Beacon Hill Press of Kansas City, 2009), 45.
[8] Jeffrey T. Reed, A Discourse Analysis of Philippians: Method and Rhetoric in the Debate Over Literary Integrity (Sheffield: Sheffield Academic Press, 1997), 193.
[9] James Robinson Boise, Notes, Critical and Explanatory on the Greek Text of Paul’s Epistles (New York: Silver, Burdett and Company, 1896), 405
[10] John Reumann, Philippians: A New Translation With Introduction and Commentary (New Haven;  London: Yale University Press, 2008), 81.
[11] Marvin Richardson Vincent, A Critical and Exegetical Commentary on the Epistles to the Philippians and to Philemon (New York: C. Scribner's sons, 1897), 2.
[12] Marvin Richardson Vincent, A Critical and Exegetical Commentary on the Epistles to the Philippians and to Philemon (New York: C. Scribner's sons, 1897), 3.
[13] Alexander J. M. Wedderburn, A History of the First Christians (London: T&T Clark 2004), 134.
[14] John Reumann, Philippians: A New Translation With Introduction and Commentary (New Haven;  London: Yale University Press, 2008), 86.
[15] Edgar Krentz, John Koenig, Donald H. Juel et al., Galatians, Philippians, Philemon, 1 Thessalonians, Augsburg Commentary on the New Testament (Minneapolis, MN: Augsburg Publishing House, 1985), 133.
[16] John Reumann, Philippians: A New Translation With Introduction and Commentary (New Haven;  London: Yale University Press, 2008), 75.
[17] Robert C. Swift, “The Theme and Structure of Philippians,” Bibliotheca Sacra 141 (July 1984): 238.
[18] Robert Jewett, "The Epistolary Thanksgiving and the Integrity of Philippians,"
 Novum Testamentum 12 (1970): 49.
[19] Robert C. Swift, “The Theme and Structure of Philippians,” Bibliotheca Sacra 141 (July 1984): 237.
[20] Jeffrey T. Reed, A Discourse Analysis of Philippians: Method and Rhetoric in the Debate Over Literary Integrity (Sheffield: Sheffield Academic Press, 1997), 200.
[21] Paul A. Holloway, Consolation in Philippians Philosophical Sources and Rhetorical Strategy (Cambridge: Cambridge University Press, 2004), 88
[22] John Reumann, Philippians: A New Translation With Introduction and Commentary (New Haven;  London: Yale University Press, 2008), 138.
[23] Edgar Krentz, John Koenig, Donald H. Juel et al., Galatians, Philippians, Philemon, 1 Thessalonians, Augsburg Commentary on the New Testament (Minneapolis, MN: Augsburg Publishing House, 1985), 134
[24] Paul A. Holloway, Consolation in Philippians Philosophical Sources and Rhetorical Strategy (Cambridge: Cambridge University Press, 2004), 88.
[25] Edgar Krentz, John Koenig, Donald H. Juel et al., Galatians, Philippians, Philemon, 1 Thessalonians, Augsburg Commentary on the New Testament (Minneapolis, MN: Augsburg Publishing House, 1985), 135.

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن آجيوس إستين (أوو كيريوس ميتاسو)

  ملحوظة لقراءة الكتابة القبطية يجب تحميل هذا ال Font (إضغط هنا) يُرجح أن الألحان الكنسية نشأت مع الكنيسة نشاة الكنيسة نفسها، وتنوعت الألحان بحسب التراث الثقافي والحضاري الذي نشأت فيه كل كنيسة محلية. وتعتبر الأحان الكنسية هي جزء لا يتجزأ من العبادة، فهي كما يشير القديس باسيليوس: إن الترنيم هو هدوء النفس ومسرة الروح، يسكن الأمواج ويسكت عواصف حركات قلوبنا.

الطقس القبطي وتطور القداسات الثلاثة

[محاضرة ضمن مادة الكنيسة القبطية التي أدرسها بكلية اللاهوت الأسقفية] الطقس الديني هو مجموعة أفعال وتصرفات رمزية يستخدم فيها الإنسان جسده (عن طريق حركات معينة أو إرتداء زي معين أو ترديد كلمات معينة) لكي يُجسد أفكاره ومفاهيمه الدينية، ويُعبر عن علاقته بالقوى الفائقة التي يعبدها، مع الوقت يصير الطقس نمطًا سلوكيًا وجزءًا اصليلآ من العبادة الدينية، فمن خلال الطقس الديني يعيد الإنسان إحياء وتعيين تجربة مقدسة هي تجربة/خبرة تفاعله/تلاقيه مع الله من هنا فالطقس الديني يحتوى على أمرين: الرمزية والسلوك الإجتماعي.  والطقس الديني الجماعي (مثل ليتورجيا القداس في الكنيسة القبطية) يعزز من الإحساس بالشركة والوحدة داخل الجماعة، فالأفراد يقومون بعمل واحد معًا، وبالتالي فهو يعبر بصورة حية عن مفهوم الكنيسة ووحدتها. والطقس الديني في أساسه ليس غاية لذاته بل وسيلة للتعبير عن الغاية: العلاقة مع الله/ الإيمان؛ وينفصل الطقس عن تلك الغاية، حينما تتحول الممارسة الدينية إلى غاية في ذاتها.

الثاليا: قصيدة آريوس، مقدمة وترجمة

الآريوسية هي المسيحية الحقيقة: "المسيحية الموحدة بالله"، قَدَمَ هذه الفكرة أحد الكتاب المصريين ونشرها في احد الجرائد الرسمية، وكتب عدة مقالات متفرقة عنها. ووصف آريوس والآريوسيين بالـ "مسيحيين الموحدين بالله"، وكان القصد من ذلك الإشارة أن المسيحية الأرثوذكسية التي واجهت للآريوسية لم تكن موحدة بالله لوجود فكرة الثالوث ، وان آريوس – كحامل للمسيحية الصحيحة- قدم المسيح كإنسان ونبي. لكن في مجمع نيقية تم الحكم على آريوس ظلمًا وإختراع فكرة الثالوث وتأليه المسيح.