1. فحص لمشروع جورج حبيب اللاهوتي يُمثل جورج حبيب بباوي نقطة تحول في التاريخ القبطي الحديث، في المقام الأول بسبب ذلك الخلاف المُحتدم الذي نشأ بينه من جهة وبين كل من البابا شنودة أولاً والمتنيح الأنبا بيشوي مطران كفر الشيخ من جهة أخرى. وفي المقام الثاني بسبب اعتباره من قِبَل قطاع من الأقباط بطلاً قوميًا حكم عليه بالنفي والتجريد، وشهيدًا للأرثوذكسية الحقة -في مواجهة لاهوت قروسطي. امتد هذا الصراع خارجًا عن أصحابه، مُسببًا حالة استقطاب حادة لدائرة كبيرة سواء في الداخل الكنسي أو الخارج بين عموم الأقباط. حالة استقطاب حادة، لم تنته بموت أطرافها، بل ازدادت حدة وانفصامًا. بالطبع لا يمكن للموتى الحديث، ولكن، ربما إن تكلموا لن يقدموا إضافة جديدة لحالة الصراع هذه. فالصراع الآن لم يصبح صراعهم، والخلاف انتقل لأطراف أخرى، فقط تنتسب لهم. ملاحظة مبدئية: التالي ليس فحصًا لمن هو على صواب ومن هو على خطأ في ذلك الصراع؛ أو مَنْ مِنَ الطرفين قد قدّم الأرثوذكسية الحقة؛ لكن هو تقييم لأحد تلك المشروعات اللاهوتية التي سببت نزاعًا وانقسامًا ربما سيظل قائمًا لتاريخٍ لا يعلمه إلا الله.
"And You will Know the Truth and the Truth will set you Free" (John 8:32 NET)