التخطي إلى المحتوى الرئيسي

مقدمة لقراءة سفر طوبيا

مدخل لقراءة سفر طوبيا
(2007)

1) قانونية السفر:
 طوبيا من الأسفار القانونية الثانية (أى: أن النص الرسمى يُنقل عن اليونانية لا العبرية)[1] التى تعتبرها الكنائس الإرثوذكسية والكاثوليكية. نجده فى أقدم المخطوطات اليونانية مع يهوديت وأستير، إما بعد الأسفار التاريخية وإما بعد الأسفار الحكمية، وتضعه الترجمة العربية المشتركة فى نهاية أسفار العهد القديم مع باقى الأسفار القانونية الثانية.
السفر حسبته مجامع هيبو (393م)[2] –والذى حضره القديس أغسطينوس ولعب دوراً كبيراً فى اعتبار أسفار الأبوكريفا قانونية- وقرطاجنة (397 و419م) وفلورنسا(1441م) وترانتو(1546) بين الأسفار القانونية[3]. كما أورد آباء الجيل الثانى أمثال اكليمنضس الرومانى وأوريجانوس -الذين شهدا على طابعه الموحى- وبوليكاربوس بعض الإقتباسات منه.
أٌكتشفت منه مخطوط عبرى ومخطوطان آراميان فى المغارة الرابعة فى قمران[4]عام 1955.
(تابع بالأسفل)
 2) اللغة والنص:
ربما يكون قد دوّن فى الآرامية (كمال قال إيرونيموس)[5] أو فى العبرية، لكن ذلك لم يكن معروفاً قبل إكتشاف مخطوطات قمران، وعلى العموم فالنصوص العبرية والآرامية الموجودة ليست هى الأصل بل ترجمات. أما أقدم نُسخ للسفر فقد وجدت فى ثلاثة نصوص مختلفة: النص الطويل فى المخطوطة السينائية Codex Sinaticus (S) واللاتينية القديمة OL، النص القصير فى المخطوطة الفاتيكانية Codex Vaticanus (B)، المخطوطة السكندرية Codex Alexandrinus (A)، وكذلك المخطوطات السريانية والقبطية والأرمينية والحبشية، ثم نص بردية Oxyrrchyncus 1076(C).
النص القصير الذى وًجد فى المخطوطتين الفاتيكانية والسينائية هو الأكثر تماسكاً ويحوى تفاصيل هامة لاتوجد فى النص الأطول (طو 5:1-16، 19:8)، كما يحوى تفصيلات أكثر عن عادات اليهود فى الأصوام والعشور والزواج وأكثر دقة فى الأسماء اليهودية، أما النص الأطول فهو يعكس تفاصيل سياسية ودينية وتاريخية مبكرة.
وبناء على هذه المخطوطات ومضمون السفر، يُرجح أن تاريخ كتابة سفر طوبيا يرجع لحوالى (200-175 ق.م.)[6].

3) مضمون السفر[7]:
 يبدأ السفر[8] بحديثة عن طوبيا الأب الذى نفي من موطنه في إحدى مدن نفتالي في الجليل الأعلى ، في أيام شلمنآسر ملك أشور ، إلى مدينة نينوي . وكان رجلاً باراً يداوم على حفظ شريعة الله ، ويقوم بالكثير من أعمال البر والصدقة لقومه المسبيين . واهتم بدفن أجساد اليهود الذين قتلهم سنحاريب ملك أشور بعد عودته من أرض يهوذا هارباً من الضربة التي أوقعها الله به وبجيشه. فنما خبر ذلك إلى الملك، فأمر بقتله ومصادرة أمواله ، فهرب طوبيا بولده وزوجته من نينوي . وحدث بعد خمسة وأربعين يوماً أن قُتل الملك بيد إبنيه ، فعاد طوبيا إلى منزله واسترد أمواله ، واستأنف عمله في دفن جثث القتلى من شعبه ، عند انتصاف الليل . واتفق أن عاد يوماً متعباً ، فرمى بنفسه إلى جانب الحائط ونام ، فوقع ذرق من عش طائر في عينيه ، فأصابه بالعمى ، ومن ثم بالفقر ، فأخذ يصلي لله بدموع.
     وفي إحمتا عاصمة ميديا ، كانت سارة ابنة رعوئيل - أحد أقرباء طوبيا – تعانى من موت سبعة أزواج واحداً بعد الآخر في ليله الزفاف ، بفعل شيطان اسمه "أزموداس" لغيرته عليها، فبدأت تتوسل إلى الله ليخلصها من هذا العار .
    كان طوبيا الأب قد أودع عشرة قناطير من الفضة عند شخص اسمه "غابيلوس" في راجيس ، بمقتضى صك يحتفظ به . فأراد أن يرسل ابنه طوبيا لاسترداد الوديعة . ولما كان طوبيا الابن لا يعرف الطريق إلى راجيس ، والتمس رفيقاً ، وجده في شخص عزريا (ومعناه " الله يعين") الذي لم يكن إلا الملاك رافائيل متنكراً.
    وسافر طوبيا يتبعه كلبه . وفي الطريق أراد أن يغتسل في نهر دجلة ، فخرج حوت عظيم ليفترسه ، فأرتاع طوبيا وصرخ ، فقال له الملاك أن يمسك بخيشومه ويجتذبه إليه . ثم أمره بشق جوف الحوت والاحتفاظ بقلبه ومرارته وكبده . ولما سأله طوبيا عن سبب الاحتفاظ بها ، قال له الملاك إنه إن ألقى شيئاً من قلبه على الجمر ، فإن دخانه يطرد كل جنس من الشياطين في رجل أو امراة . كما أن المرارة تنفع في مسح العيون التي عليها غشاوة . ثم أمره أن يتخذ من سارة بنت رعوئيل - من ذوي قرابته زوجة ، فيرث كل ما لرعوئيل ، وأنه - بما علمه إياه من وسائل سحرية - يستطيع أن يطرد الشيطان الذي كان يقتل أزواجها ، باستخدام قلب الحوت . وهكذا تزوج طوبيا الابن من سارة بعد أن طرد منها الشيطان . كما استرد له رافائيل الوديعة من غابيلوس . وقفل ثلاثتهم راجعين إلى نينوي ، إلى طوبيا الأب وزوجته حنة ، وكان القلق قد اشتد بهما على ابنهما الوحيد . فاستخدم طوبيا الابن مرارة الحوت في مسح عيني أبيه فشفاهما . وعندئذ كشف رافائيل عن حقيقته ، ثم اختفى عن أنظارهم . ففتح طوبيا الشيخ فاه وبارك الرب . ونصح ابنه وأحفاده أن يبادروا إلى مغادرة نينوي - عقب موته وموت زوجته ودفنها معه في قبر واحد - لأنه قد دنا دمار نينوي . وهو ما فعله طوبيا الابن وقرابته وجميع أعقابه.

4) لاهوت سفر طوبيا:
 "الرب طيب Yahweh is good" هذا هو معنى الإسم العبرى "طوبيا Tobijah"[9]، وهو ايضاً الإطار العام للسفرالذى يبين عمل الله تجاه الذين يحفظون وصاياه.
وسفر طوبيا هو قصة شعبية تعليمية، تبدو متأثرة بحكمة شرقية (فارسية) غير يهودية، ولكنه فى ذات الوقت "خبر تقوى تغذى بالأسفار المقدسة"[10] يحمل سمة خاصة لفترة ما بعد السبى وما بين العهدين، فهو سفر "خلاصى"[11] يحمل صورة لعناية وعمل الله تجاه هؤلاء الذين يتقونه ويعملون شرائعه، ولكن فى الوقت ذاته لا يحمل السفر تدخلاً مبائراً من الله نحو الإنسان مثلما كان الحال فى اسفار العهد القديم القانونية، "الله هنا لا يعمل بيده بل بواسطة الملائكة الذين ينفذون مقاصده"[12].
السفر أيضاً هو نموذج لفكر اليهود المعزولين وسط الأمم الوثنية، فنحن نجد فى السفر الفكر الفارسى والشرقى وقد إمتزجا بشرائع موسى حيث نما "هذا الإعتقاد بالملائكة أيام المنفى وبتأثير الفرس بتكاثر الملائكة واتخذوا اسماء ووظائف خاصة بهم"[13].
سفر طوبيا أيضاً هو "سفر العائلة"[14]، فنحن أمام ما تنقله العائلة وتتوارثه من وصايا للصدقة والعمل الصالح والأمانة والصلاة.
إن مجازاة طوبيا فى النهاية كانت لأمانته فى الحفاظ على شريعة موسى عن طريق حفظه لهذه الوصايا.
ويقدم المتنيح الأنبا مكاريوس رؤية أخرى لفهم سفر طوبيا[15] عن طريق قصة الفداء والخلاص، فطوبيا الأب يشبه الآب محب الصلاح، وطوبيا الإبن المولود منه وله نفس الإسم يشبه الآب الإقنوم الثانى المولود من الآب والواحد معه فى الجوهر، فالآب يرسل إبنه (طوبيا) إلى العالم (راجيس) ليسترد الطبيعة الأولى (الوديعة) من الغربة (غابيليوس). وطوبيا الإبن (المسيح) يتخذ سارة (الكنيسة) له بعد ان يدخل فى مواجهة مع ازموداوس (الشيطان) فى حرب ويهزمه ويخلص سارة (الكنيسة) ثم يرجع إلى ابيه (القيامة والصعود) منتظراً سارة سبعة أيام (مازلنا فى اليوم السابع).

5) تحليل السفر:
 تصميم السفر "يدلّ على أننا أمام قصة لايقيّدها التاريخ، لاشك أن طوبيا يتضمّن معطيات تاريخية، ولكن هذه المعطيات إستعملت بطريقة إعتباطية، بحيث يبدو من الصعب القول إلى أى حدّ يستند طوبيا إلى احداث واقعية"[16].
سفر طوبيا إذاً لا يقدم لنا تاريخاً بالمعنى المعروف والذى إعتدنا عليه فى الكتاب المقدس، بل يقدم "مدراشاً أى خبراً يبيّن حقيقة أخلاقية أو دينية"[17]. و بجانب الخلط التاريخي والجغرافي، يبدو السفر متأثراً بالثقافة البابلية المجوسية Persian Magian، والتى دخلت إلى اليهود أثناء السبي البابلي (وهذا الجانب يؤيد نظرية كتابة السفر بعد فترة السبي).
هذا المزيج يضعنا أمام تحفظات كثيرة لإعتبار السفر وحياً إلهياً، ومما يزيد تحفظنا هو إحتواء السفر على تعاليم غير كتابية تميل إلى الوثنية فى بعض الأحيان.

- التاريخ:
يُخبرنا السفر أن "طوبيت ... من عشيرة عسائيل فى سبط نفتالى. سبى فى عهد أنيماصر (شلنماصر) ملك آشور"(طو 1:1-2)، هذا الخبر يبدو غريباً، فالذى نعرفه إنطلاقاً من المصادر التاريخية و(2مل)، ان سبى سبط نفتلى تمّ فى عهد تجلث-فلاسر الثالث Tiglath-Pileser III(745-727ق.م.): "فى أيام فَقَحَ ملك إسرائيل، جاء تغلث-فلاسر ملك آشور وأخذ عيون وآبل بيت معكة... وكل أرض نفتالى وسباهم إلى آشور".
لكن كاتب السفر يعود ويخبرنا امراً آخر: "وحين كان فى بلاده إسرائيل، وهو بعد فتى هجر سبط  نفتالى بمن فيهم عشيرته أورشليم"(طو 4:1)، هذا الحدث تم فى عهد يربعام ورحبعام حوالى 930م، أى قبل الأحداث التى يذكرها طوبيا بحوالى مائتى عام، وهذا يجعل من طوبيا الأب حتى سبى تجلث-فلاسر يبلغ حوالى 200عام.

ومن خلال باقى الإصحاح الأول نبدأ فى التعرف إلى ترتيب خاطىء لملوك آشور:
(طو 15:1) " ولما مات أنيماصر (شلنماصر) وخلفه إبنه سنحاريب"
(طو 21:1) " ...فخلفه (خلف سنحاريب) إبنه أسرحدون"،
بينما المعطيات التاريخية والكتابية الأكيدة لترتيب ملوك آشور هى[18]:
شلمناصر الخامس Shalmaneser  (727-722 ق.م.)
سرجون الثانى Sargon  (722-705 ق.م.)
سنحاريب Sennacherib (705-681 ق.م.)

فى (طو17:1-20) يذكر السفر أمراً آخر غريباً: "فى عهد أنيماصر كان طوبيت يتصدق على بنى قومه... ويدفن كل ميت من بنى قومه يراه مرمياً خارج أسوار نينوى"، لكننا لا نتعرف من الكتاب المقدس على هذا العدد من القتلي والجثث الملقاة لبنى إسرائيل فى فترة السبى البابلي.
وقد يكون الكاتب قد إستوحاها من الأحداث التى تمت أثناء الثورة اليهودية "ففى صراع الأجناس هذا (بين اليهود والرومان)، الذى إنتهى عام 135 بإبادة كاملة لليهود، إمتلاءت الأرض بجثث الموتى... وكانت الأمة اليهودية أشبه بجثة كبيرة ملقاة فى الحقول"[19]، وهذا ما يُرجح كتابة السفر فى وقت متأخر فى القرن الثانى قبل الميلاد[20].

- الجغرافيا:
يخلو طوبيا أيضاً من الدقة فى الأمور الجغرافية، فهو يذكر أن نهر دجلة يقع فى الطريق بين أحمتا وراجيس (طو 10:6) إلا أن لخريطة العالم الشرقي القديم يجد أن المدينتين تقعان بعيداً جداً عن نهر دجلة شرق مدينة نينوى، وراجيس تقع على طريق قديم لتجارة الحرير كان يبدأ ببابليون ويمر بأحمتا وينتهى على حدود الصين[21]،وتبدو بقاياها الآن بالقرب من طهران[22].
لكن يقول بعض الدارسون أن طوبيا ربما يكون قد سلك طريقاً آخر غير مباشر حول فروع نهر دجلة نتيجة عدم الإستقرار السياسى الذى كان موجوداً فى هذه المنطقة[23].

- التأثير الفارسي:
يمتلئ السفر بالدلائل على أن الكاتب قد إستقى الكثير من أفكاره من الفكر الفارسى المجوسى (وليس الزرادشتى) بجانب العهد القديم.
أول هذه الدلائل هى قصة أحيكار Ahikar الفارسى (وترجع أقدم مخطوطة لها بالآرامية لعام 500 ق.م.)[24].
فى (طو 21:1-22) يُذكر شخص بإسم أحيكار: "فخلفه على العرش إبنه أسرحدون الذى ما إن تسلم الحكم حتى عيّن أحيكار إبن أخى طوبيت عنائيل أميناً لمالية المملكة ومديراً لشؤونها، وتشفع له أحيكار فعاد طوبيت إلى نينوى فى الوقت الذى صار فيه أحيكار ساقي الملك وحامل أختامه ورئيس حاشية ومدير أمواله، فعينه (عين طوبيا) أحيكار معاوناً له"،
ربما يكون كاتب السفر هنا قد إستقى أخباره من حكمة الشرق،فحكمة أحيقار المعروفة فى العهد القديم تحكى أن "أحيكار كان وزير لملوك آشور، وإذ لم يكن له ولد تبنى إبن أخيه نادان وأدبه بآداب الحكمة، وشاركه فى الحكم"[25]، وتستمر القصة بان يخون نادان (آمان) أبيه بالتبنى ويرسل للسجن لكن السجان ينقذه ويعود لمنصبه ويرسل نادان للسجن، وفى (طو 10:14) نجد إقتباساً مباشراً من حكمة أحيكار:" ...تذكر يا إبنى ما فعله آمان بأحيكار الذى رباه، كيف جازاه شراً بإلقائه حياً فى ظلمة القبر، ولكن أحيكار نجا من هذه الظلمة، وفيها سقط آمان (نادان) وهلك".

من الدلائل الأخرى القوية على التأثير الفارسى المجوسى، هى قصة الشيطان ازموداوس (طو8:3)، وطرده (طو 17:6) بإستخدام قلب وكبد الحوت.
أزموداوس Asmodaeus ربما يكون "إسماً مشتقاً من الإسم الفارسى Aeshma-Deva، وهو أحد الشيطايين الستة التى تخدم إله الشر الفارسى Angra Mainyr"[26].
لكنه قد يكون أيضاً مشتقاً من "الكلمة الآرامية ashmeday والتى تساوى الكلمة العبرية hashmed وتعنى تدمير"[27].
أما الطريقة التى إستخدمها طوبيا فى طرد الشيطان، فهى طريقة فارسية مرتبطة بالديانة المجوسية لطرد الأرواج الشريرة[28].
ونجد صورة أخرى للتأثير الفارسى فى قصة الملاك روفائيل الذى صاحب طوبيا طوال رحلته (طو5)، فروفائيل يوازى فى الفكر الفارسى الملاك الذى يصاحب كل إنسان صالح خلال رحلته فى الحياة[29].

- الشريعة:
سفر طوبيا يشدد على إحترام الشريعة والتقليد الشفهى (طو 8:1): الذهاب لأورشليم (6:1، 14:5)، العشور (6:1-8)، الفرائض الطعامية (10:1-11، ق دا 8:1)، زواج البنت الوارثة فى قبيلتها (11:6-13، ق عد 8:27)، التشديد على أعمال الرحمة مثل الصدقة (3:1، 16:1-17، 2:2-4، 7:4-11،... الخ)، الأهتمام بالموتى (17:1-19، 7:2-8، 3:4-4، 12:14-13)، وتميم إرادة الله هى هم المؤمن اليومىّ[30] (19:4، 8:14)،
لكن وسط هذا التشديد على الشريعة نجد تعاليم تخالفها، ففى (10:4، 9:12) نقف امام تعليم متكرر عن الصدقة فهى :"تنجى من الموت قبل الآوان ومن الظلمة"، هذه الفكرة لا نجد لها مثيل فى الكتاب المقدس.
أيضاً فى (17:5، 4:11) يتكرر مشهد لكلب يصحب طوبيا طوال طريقه، وهذا يبدو أمراً غريباً لأن الكلب كان يعتبر حيواناً نجساً فى الشريعة اليهودية (ق لا 11).
كذلك فى (13:6) يقول الملاك لطوبيا :"... فأنا أعلم أن راعوئيل لا يقدر أن يزوجها لأحد سواك حسب شريعة موسى لأنه يعاقب بالموت"، لكننا لا نجد أى عقاب للموت فى شريعة موسى فى هذه الحالة.

 - العادات :
فى (14:7) نجد زواج طوبيا يتم بصورة عقد "ثم دعا عدناء زوجته وتناول ورقة كتب عليها عقد زواج ووقعه بخاتمه"، الزاوج بعقد أمر لم يذكر فى الكتاب المقدس، ولم يبدأ اليهود فى أستخدام العقود قبل فترة متأخرة.
إن أقدم عقد زواج يهودى عُثر عليه يرجع تاريخة إلى فترة العودة من السبى البابلى، وهو مكتوب باللغة الآرامية، ولكن العقد يوضح ان الزواج تم فى مصر[31].
وفى (19:8، 7:10) "أقام راعوئيل عرساً دام أربعة عشر يوماً"، بينما يذكر الكتاب المقدس دائماً أن مدة العرس كانت تدوم سبعة أيام (تك 27:29، قض 10:14-12).

6) قائمة بإقتباسات آباء الكنيسة فى القرون الأولى من سفر طوبيا[32]:
St. Ambrose, On the Duties of the Clergy, 3, 16 - Tobit 2:4-7; 7:11
St. Ambrose, Exposition of the Christian Faith, 5, 7 - Tobit 9:3
St. Ambrose, Epistle 63, 16 - Tobit 12:8-9
St. Athanasius, Defense Before Constantius, 17 - Tobit 4:18
St. Athanasius, Defense Against the Arians, 1, 11 - Tobit 12:7
Bl. Augustine, City of God, 1, 13 - Tobit 12:12
Bl. Augustine, On the Care To Be Had For the Dead, 5 - Tobit 2:7; 12:12
Bl. Augustine, Tractates on John, 35 - Tobit 2:11
Bl. Augustine, Sermon 38 on the Harmony of the Gospels, 15 - Tobit 2:14
Bl. Augustine, Sermon 38 on the Harmony of the Gospels, 16 - Tobit 4:10
Bl. Augustine, Tractate 13 on John - Tobit 4
Bl. Augustine, Commentary on Psalm 58 - Tobit 4:3-19
Bl. Augustine, Letter 158 - Tobit 12:16
Pope Callistus, Epistles, 2, 5 -Tobit 4:15
Clement of Alexandria, The Stromata, 2, 23 - Tobit 4:15
Clement of Alexandria, The Stromata, 6, 12 - Tobit 12:8
St. Cyprian, Three Books of Testimonies Against the Jews, 3 - Tobit 2:2; 2:14; 4:5-12
St. Cyprian, Treatise 4: On the Lord's Prayer, 32 - Tobit 12:12-15
St. Cyprian, Treatise 4: On the Lord's Prayer, 33 - Tobit 12:12-15
St. Cyprian, Treatise 7: On the Mortality, 10 - Tobit 2:14; 12:11-15
St. Cyprian, Treatise 8: On Works and Alms, 5-6 - Tobit 12:8-9
St. Cyprian, Treatise 8: On Works and Alms, 20 - Tobit 4:5-11; 14:10-11
St. Cyprian, Treatise 11: Exhortation to Martyrdom, 11 - Tobit 13:6
St. Cyprian, Epistle 51, 22 - Tobit 4:10
St. Gregory the Great, The Book of Pastoral Rule, 1, 20 - Tobit 4:17
St. Gregory the Great, Epistle 7, 28 - Tobit 4:9
St. Gregory the Great, Epistle 28 - Tobit 4:9
Hippolytus, Exegetical Fragments, 6 - Tobit 3:17
St. Leo the Great, Sermon 10 - Tobit 4:7
Origen, Against Celcus, 5, 19 - Tobit 12:7
Origen, Against Celcus, 5, 29 - Tobit 12:7
Origen, Letter To Africanus, 13 - Tobit 1:12-22
St. Polycarp, Epistle to the Philippians, 10 - Tobit 4:10; 12:9
Pseudo-Clement, 2 Corinthians, 16  - Tobit 12:8-9
Gospel of Pseudo-Matthew, 1 - Tobit 1:7
The Narrative of Joseph, 1 - Tobit 1:17-18
Testaments of the Twelve Patriarchs, 5, The Testament of Issachar Concerning Simplicity, 2 - Tobit 8:7-8
St. Symeon the New Theologian, The Discourses, 11 (On Fasting), §3 - Tobit 13:2
Tertullian, On prayer, 16 - Tobit 12:12

 7) خاتمة:
ربما نجد صعوبة فى تقبل سفر طوبيا كسفر من الأسفار الموحي بها، لكننا قد لا نختلف حول أهمية السفر ورسالته. يقول الخورى بولس الفغالى:" الله لا يترك مؤمنيه فى الضيق، لأنه يقود التاريخ كله حسب مخططه، فيصل فى حياة الإنسان اليوميّه بواسطة ملاكه"[33]، هذا ما أراد كاتب السفر أن يعلمنا أياه.
وربما لا نختلف أيضاً حول تأثير السفر الممتد منذ فجر المسيحية، خاصة فى مصر فى " عادات الناس و حياتهم العامة ، فهذه هى صورة الملاك روفائيل برفقة طوبيا و سمكة كبيرة قابعة عند قدميهما ، منتشرة فى المنازل ليس فى مصر فقط و إنما فى جميع أنحاء العالم ، حيث الطمأنينة فى قلوب الآباء و الأبناء ، إذ أن الملاك حارسهم و رفيقهم فى تنقلاتهم ، و قد إهتم الكثير من فنانى العالم بتحويل مشاهد سفر طوبيا و وقائعه إلى لوحات فنية رائعة ، إنتشرت فى بلاد الشرق و الغرب، أمثال الفنانين بوتيكلى Botticelli و تيتيان Titian و رمبرانتRembrndt. أيضاً... الكلمة التى إعتاد الأقباط تبادلها عند اللقاء ، و هى كلمة { سعيدة } و أصلها { سعيدا } ، هذه الكلمة فى الواقع مقتبسة من سفر طوبيا ، إذ نقرأ أن طوبيا الشيخ قد إستقبل بها الملاك روفائيل ( المتخذ صورة إنسان ) عند لقاءه به ، إذ قال له : أَهلاً بِكَ سالِماً مُعافًى(5 : 14 )"[34] .



[1] الخورى بولس الفغالى،المحيط الجامع فى الكتاب المقدس والشرق القديم،جمعية الكتاب المقدس،بيروت 2003
[2] د.مراد كامل والأستاذ يسى عبد المسيح،الأسفار القانونية التى حذفها البروتستانت،مار جرجس اسيورتنج
[3] المرجع السابق،
  الخورى بولس الفغالى، المحيط الجامع،
[4]  Scrolls From the Dead Sea: The Ancient Library of Qumran and Modern Scholarship, Library of Congress, 2000 (electronic version)

[5] الخورى بولس الفغالى، المحيط الجامع،
[6] Robert J.Sargent, Canonization: The Apocrypha (electronic version)
[7] وليم وهبة بباوى وآخرون، دائرة المعارف الكتابية،دار الثقافة 1996
[8] هذه الدراسة مبنية على النص القصير السينائى والسكندرى،وهو النص الذى إستخدمته الترجمة العربية المشتركة، وترجمة الآباء اليسوعيين، بجانب الإستعانة بالنص الذى تُرجم عن القبطية والذى نشرته كنيسة مارجرجس بإسبورتنج، وأيضاً النص الإنجليزى لترجمة الملك جيمس.
[9] Encyclopedia Biblica, p.5109
[10] الخورى بولس الفغالى، قراءة مسيحية للعهد القديم، (نسخة إليكترونية)
[11] الأنبا مكاريوس المتنيح، تفسير سفر طوبيا، (نسخة إليكترونية)
[12] الخورى بولس الفغالى، قراءة مسيحية للعهد القديم،
[13] المرجع السابق
[14] المرجع السابق
[15] الأنبا مكاريوس المتنيح، تفسير سفر طوبيا،
[16] الخورى بولس الفغالى، المحيط الجامع،
[17] الخورى بولس الفغالى، قراءة مسيحية للعهد القديم،
[18]  Jona Lendering, Assyrian King List, Livius Articles on Ancient History,2006 (electronic version)
 [19]  Encyclopedia Biblica, p.5118
[20] لكن من الجلي أن السفر لم يُشر إلى الثورة المكابية (176ق.م.) ولا إلى الفتح المقدونى.
[21]  Jona Lendering, History of Iran: Rhagae, Iran Chamber Society,2007 (electronic version)
[22]  Britannica Encyclopedia: Rhagae
[23] الأنبا مكاريوس المتنيح، تفسير سفر طوبيا،
[24]  E.C.Marsh, The Forgotten Books of Eden, The Early Christian Research Library, 2003
[25] ibid،
  الخورى بولس الفغالى، قراءة مسيحية للعهد القديم،
[26] W.O.E Oesterley & DDLitt, An Introduction to the books of the Apocrypha,1935 (electronic version)
[27]  Jared L.Dar, The Book of Tobit (electronic version)
[28] Hibbert, The Magian Material of Tobit, 1912 (electronic version)
[29] W.O.E Oesterley & DDLitt, An Introduction to the books of the Apocrypha,
[30] الخورى بولس الفغالى،المحيط الجامع فى الكتاب المقدس والشرق القديم
[31] The Evolution of Marriage: Ancient, www.myjewishlearning.com
[32]  http://www.holophotal.net/
[33] الخورى بولس الفغالى،المحيط الجامع فى الكتاب المقدس والشرق القديم
[34] الأنبا مكاريوس المتنيح، تفسير سفر طوبيا،



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن آجيوس إستين (أوو كيريوس ميتاسو)

  ملحوظة لقراءة الكتابة القبطية يجب تحميل هذا ال Font (إضغط هنا) يُرجح أن الألحان الكنسية نشأت مع الكنيسة نشاة الكنيسة نفسها، وتنوعت الألحان بحسب التراث الثقافي والحضاري الذي نشأت فيه كل كنيسة محلية. وتعتبر الأحان الكنسية هي جزء لا يتجزأ من العبادة، فهي كما يشير القديس باسيليوس: إن الترنيم هو هدوء النفس ومسرة الروح، يسكن الأمواج ويسكت عواصف حركات قلوبنا.

الطقس القبطي وتطور القداسات الثلاثة

[محاضرة ضمن مادة الكنيسة القبطية التي أدرسها بكلية اللاهوت الأسقفية] الطقس الديني هو مجموعة أفعال وتصرفات رمزية يستخدم فيها الإنسان جسده (عن طريق حركات معينة أو إرتداء زي معين أو ترديد كلمات معينة) لكي يُجسد أفكاره ومفاهيمه الدينية، ويُعبر عن علاقته بالقوى الفائقة التي يعبدها، مع الوقت يصير الطقس نمطًا سلوكيًا وجزءًا اصليلآ من العبادة الدينية، فمن خلال الطقس الديني يعيد الإنسان إحياء وتعيين تجربة مقدسة هي تجربة/خبرة تفاعله/تلاقيه مع الله من هنا فالطقس الديني يحتوى على أمرين: الرمزية والسلوك الإجتماعي.  والطقس الديني الجماعي (مثل ليتورجيا القداس في الكنيسة القبطية) يعزز من الإحساس بالشركة والوحدة داخل الجماعة، فالأفراد يقومون بعمل واحد معًا، وبالتالي فهو يعبر بصورة حية عن مفهوم الكنيسة ووحدتها. والطقس الديني في أساسه ليس غاية لذاته بل وسيلة للتعبير عن الغاية: العلاقة مع الله/ الإيمان؛ وينفصل الطقس عن تلك الغاية، حينما تتحول الممارسة الدينية إلى غاية في ذاتها.

هل كان المسيحيون الأوائل أكثر إيمانًا وقداسة منا اليوم؟

  عزيزي، أنت تؤمن أن مسيحيو الماضي قد وُهبُوا إيمانًا وقداسة فائقين، فقد عَبَرْوا من بوتقةِ الاضطهاد العنيف والالام التي تتجاوز عتبة التحمل لمن هم في العصر الحديث. كما أنك تؤمن أن القديسين والشهداء الأوائل، ونُساك الصحراء هم نموذج لا يُمكن لنا نحن المؤمنين المعاصرين تحقيقه. ها أنت تأبى أن تترك حنين الماضي، أو أن تُقْدِمُ على الفحصِ المتأني للمشهد الإيماني المعاصر، حتى تكتشف ذلك النسيج المعقد للحاضر، الذي يتحدى هذه المقارنات السهلة.