التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الأخرويات عند أوريجانوس - دراسة قصيرة

الأخرويات عند أوريجانوس (دراسة قصيرة)
2009

"صوت الإسكندري يشبه رياح الصحراء الجافة الحارقة...
هو نفث طاهر...
نفث من نار..."

Urs Von Balthasar – عن أرويجانوس

مقدمة:
أوريجانوس (185-253م) اللاهوتي السكندري، الفيلسوف، والمفسر الرائع، يمكننا القول بلا مبالغة أنه واحد من أكبر العباقرة ليس فقط في تاريخ اللاهوتيين الناطقيين باليونانية بل في تاريخ البشرية قاطبة، فهو واضع أغلب الأسس للعقيدة المسيحية واللاهوت الكتابي في العصور القديمة[1].
"قصة حياته تسع أن يمتلئ بها كتاباً" كما يقول يوسابيوس القيصري (يوسابيوس 6.2)[2]،والذي يرجع له الفضل في نقل تفاصيل حياة أوريجانوس لنا. يحكي يوسابيوس أن والد أوريجانوس أصر ألا يكرس أوريجانوس وقته لدراسة المناهج العادية قبل أن يتقن تماماً الدراسات المقدسة كل يوم من خلال الإستظهار والتكرار (يوسابيوس 6.2)، ويضيف أنه عندما بلغ أوريجانوس سن الثامنة عشر أصبح رئيساً لمدرسة الإسكندرية (يوسابيوس 6.3).
(تابع بالأسفل)

أمتلك أوريجانوس فكراً موسوعياً جريئاً، وقدم أفكاراً لاتزال تثير جدلاً واسعاً حتى اليوم[3]،  فقد تأثر أوريجانوس بمعلمه أمونيوس سكاس Ammonius Saccas مؤسس الفلسفة الأفلاطونية المحدثة Neo-Platonism وتأثر كذلك بأفلاطون، يقول يوسابيوس عن ذلك – مقتبساً بورفيري Porphyry - وهو فيلسوف من فلاسفة الأفلاطوينة المحدثة وكان قد هاجم أوريجانوس- أن أوريجانوس كان تلميذاً لأمونيوس سكاس الفيلسوف الأكثر شهرة في وقته والذي علم أيضاً أفلوطين Platinus (يوسابيوس 6.19).
تجدر الإشارة أن مؤلفات أوريجانوس – حسبما يذكر أبيفانيوس- بلغت ستة آلاف[4]، بينما جيروم يقول أنها ثمانمائة فقط[5]، ومع الأسف لم يبق من كتاباته الأصلية غير القليل.
أهم هذه الكتابات هو "في المبادئ  On Principles (Peri Archôn)" وهو يمثل منهج لاهوتي ليس له سابق أو مثيل في العصر الأبائي وقد طوره اوريجانوس على أساس الرمز والكنيسة والكتاب المقدس ليؤسس مذهب متكامل عن الله ، الإنسانية والعالم[6].
يمكن ان نحدد الأمور التي أُخِذَت على أرويجانوس كأفكار مُفارِقة للإيمان الأورثوذكسي في أربعة نقاط[7]:
أولاً: أرواح البشر وُجدت في حالة سابقة، وسجنهم في جسد مادي كان عقاب على خطاياهم التي أرتكبوها
ثانياً: النفس الإنسانية للمسيح كان لها أيضاً وجود سابق، وإتحدت مع الطبيعة الإلهية قبل التجسد
ثالثاً: أجسادنا المادية ستتحول إلى أجساد أثيرية (روحانية) في القيامة
رابعاً: كل البشر وحتى الشياطين سيعودون في النهاية لحالتهم الأولي وسيخلصون بواسطة المسيح.

 الآخرويات:
من الصعب أن نضع كل فكر أوريجانوس الأخروي في هذه الدراسة القصيرة، لذا سنقصر الأمر فقط على بعض النقاط الأساسية في أخرويات أوريجانوس.

الإسترداد الكامل
يمكن إختزال فكر أرويجانوس الأخروي في مفهومه للإنبعاث الكوني لجميع الأشياء والعودة مرة أخرى إلي حالتها الأولي: الحالة الروحية[8] أو كما اللفظ اليوناني "Apocatastasis"[9] وهو الخط الأساسي في آخرويات أوريجانوس.
الكلمة جاءت في العهد الجديد مرة واحدة فقط في أع 21:3 "الذي ينبغي أن السماء تقبله إلى أزمنة رد  ἀποκατάστασις كل شيء التي تكلم عنها الله".
في الفلسفات قبل المسيحية الراوقية و الشبه أفلاطونية، هذا التعبيرِ يشير إلى رد الكون إلى الحالة الأولى التي شُكّل عليها بواسطة العقل الإلهي أَو المبدأ الأول. وإستخدم أوريجانوس هذا التعبير للدلالة على الإعادة النهائية لكُلّ الأرواح إلى الله. وطبقاً لأوريجانوس، كُلّ الأرواح كان لها وجود سابق مع الخالق، وجود روحي (غير مادّي)، حالة كـ"عقول"، لكنها سَقطَت لاحقاً لكي يكون لها وجودَ مستقلَ عن لله[10]. فكل الأرواح خُلِقتْ ولها حرية مطلقة، الله لا يستطيع أَنْ يُجبرَهم للعودة إليه بسبب حب الله الغير محدود والذي يَحترمُ مخلوقاته. بدلاً مِن ذلك، خلق الله الكون المادي، وبدأَ التاريخ، لأجل توجيه الأرواح لكي تَعُود إلى تأملَ عقله اللانهائي[11]، وهذا، بحسب أوريجانوس، هو الحالة المثالية. هذا يستثنى أيّ مفهوم الإدانة الأبدية أَو جحيم الأبدي كما سنرى.

يمكننا أن نلاحظ كما يقول هارناك، أن فكر أوريجانوس الأخروي يحتل موقعاً متوسطاً بين فكر أيريناؤس وفكر فالنتينوس الغنوسي، لكنه يميل قليلاً للأخير[12]، كما أن فكر أوريجانوس على وجه العموم قد تأثر بالأفلاطونية والأفلاطونية المحدثة[13].

حسب هذه الفكرة تشكلت عقيدة أوريجانوس الأخروية، إعتقد أرويجانوس بأنّ الله في تدبيره الفدائي لن يترك أَبَداً الأرواح لتموت في الخطية، حقاً هم أحرار في إختيار طرقهم، لكن في المدى البعيد، حتى بعد الموت، الله كطبيب إلهي يشفي هذه الجروح، ويَمْنحُ هذه الأرواح الحياة الأبدية[14]: "صبره هو لفائدتهم، لأن الروحَ خالدة ولذا، حتى إذا لم يُعالٍَج حالاً، فهو لَمْ يُمْنَعُ من الإنقاذ إلى الأبد؛ الإنقاذ يُوْضَعُ جانباً فقط إلى وقت أكثر مناسبة" (في المبادئ 13:1:3)،
لذا أنفس الذين إرتكبوا الخطايا على الأرض ستخضع لنار مطهرة بعد موتها (قبل أن تَخلُص)، بينما هؤلاء الصالحين سيدخلون الفردوس مباشرة[15]:
" سوف يبلغ العالم غايته ومنتهاه، حينما يخضع كل واحد للعقوبات التي سيستحقها من جراء ذنوبه... لذا فكما أن منتهى الأشياء جميعاً وحدتها كذلك ينبغي أن نعلم أن بدء كل شئ الوحدة، وكما أن هذا المنتهى الوحيد هو منتهى العديد من الكائنات كذلك يكون من بدء وحيد كثير من الإختلافات والتنوعات التي ترتد ثانية إلي منتهى مماثل لمنتهى البدء.... وفي رأينا، فإن عطف الله ورحمته سيعيدان، بواسطة المسيح، جميع المخلوقات إلي غايتها الأخيرة، بمن فيهم أعداءه" (في المبادئ 1:6:1)[16]

لكن هذا الإسترداد الكوني ليس نهاية المطاف، بل هو مرحلة إنتقالية، ومتأثراً بأفلاطون، علم أوريجانوس بوجود عوالم ستتلاحق بعد هذا العالم بلا نهاية مثل التي سبقته، فالإرتداد عن الله والعودة إليه يتبع أحدهما الآخر دون نهاية[17]:
"ولكن ثمة من يحتج علينا قائلاً: إن كان العالم قد بدأ في الزمن، فماذا كان الله يصنع قبل بدء العالم؟ إن القول بأن طبيعة الله متكاسلة لا حراك فيها أثيم وسخيف معاً... اما نحن فنجيب بمنطق فيما نثابر على الأمانة لقاعدة التقوى: لم يبدأ الله عمله حينما خلق هذا العالم المرئ، لكن إذ سيكون ثمة عالم أخر بعد إنحلال هذا العالم، كذلك نعتقد بقيام عالمين آخرين قبل هذا العالم الحالي[18]... هاهو أشعياء يعلّم بعالم آخر يقوم بعد هذا العالم: سيكون عالم جديد، وأرض جديدة، وأجعلهما يدومان امام وجهي، يقول الرب[19]. ويُظّهر سفر الجامعة عالمين وُجِدوا قبل هذا العالم: ماذا صُنِع؟ الشئ عينه الذي سوف يُصْنعُ.  وماذا جُبِل؟ إنما الذي سوف يُجبل. ما من شئ جديد تحت الشمس. إذا قال أحد: أنظر، هذا جديد. إلا أن هذا كان في الأحقاب التي سبقتنا[20]. بهذا الشهادات تقيم الدليل على كلا النقطتين، وجود أحقاب قبلنا وأحقاب أخرى بعدنا[21]"(في المبادئ 3:5:3)

يستنتج أرويجانوس من هذه المجموعة من الأفكار، أن الأرواح لها حرية كاملة أما أن تتقرب إلي الله أو تبتعد عنه وقتما تشاء، وهذا يستلزم وجود عالم مادئ آخر تنحدر إليه الأرواح لتتعلم الإختيار بين الخير والشر وبالتالي يستلزم عوالم متتابعة ومتتالية.

الموت:
الأرواح التي تموت ولم تتطهر بعد، تذهب إلي حالة من العقاب، نار تأديبية، أي مكان للتطهير[22]، لكن مكان مؤقت يتضمن عذاب للضمير[23]. لقد عالج أوريجانوس فكرة العقاب والتطهير كفكرة باطنية Esoteric "يكفي للشخص العادي أن يعرف أن الخاطئ قد تم عقابه" (ضد كلسس 1.c
يُلمّحُ أوريجانوس إلى عملية التطهير هذه بعد الموتِ في موعظته على أرميا 12.3 أن الخطاة “ يجب أَنْ يَذُوقوا شيئاً مراً جداً، تحت تدبير الله اليقظ، لكي، إذ يتم تصحّيحهم، يخلصون... في هذا التطير نُشعلُ نيرَاننا الخاصةَ بينما نَحترقُ بالندمِ على أعمالِنا الشريّرة"، مثل هذه الأفكارِ، التي إشترك فيها مع إكليمندس، مهدت القاعدة المناسبة لعقيدة المطهر بعد ذلك.  في موضع آخر يُلمّحُ أوريجانوس بأنّ فكرةَ العقابِ الأبديِ، بينما هي ليست حقيقية، في تمثل وسيلة مفيدة لتشجيع المسيحيين المبتدئين، المَدفوعين بالخوفِ،ألا يكونوا  راضون عن أنفسهم[24](في المبادئ 6:11:2).
وكما يرى أوريجانوس فحينما يلبس القديسون أجسادهم الروحية الجديدة ويمرون عبر كل المراحل (سبع مراحل أو سبع سموات) سيصلون لأعلى مرحلة[25] "وإن بي بالحقيقة ظناً، بأن القديسيين سوف يحلون لى هجرهم هذه الحياة، في موضع يقع فوق الأرض يَطلِقُ الكتاب الإلهي عليه إسم الفردوس، حلولهم في موضع تعليم، أو في شبه قاعة ما أو مدرسة للنفوس لكي يتلقنوا كل شئ شاهدوه على الأرض، ولكي يحصلوا على بعض البشائر أيضاً بشأن الوقائع التي سوف يشاهدونها فيما بعد... ففي المواضع والأزمنة المناسبة ستنكشف هذه الوقائع للقديسين بطريقة أشد وضوحاً وإستنارة. ومن الثابت أنه إذ ما صفا قلب أحدهم[26]، وسَلُم إدراكه، وتمرس فكره يخطو صاعداً بخطى حثيثة، وينتقل سريعاً عبر الفضاء[27] حتى يبلغ ملكوت السموات من خلال ما يمكن تسميته بإسم منازل عابرة، وهي ما أطلق عليه الإغريق إسم الفلك globes، أي الكرة sphere، ولكن الكتاب المقدس يدعوها السموات" ( في المبادئ 6:11:2)

القيامة:
فهم أوريجانوس من (1كو 15) أن قيامة الأموات لابد أن تكون قيامة جسدية، "...ماذا يرقد غير الجسد؟ وعليه، ثمة قيامة الجسد... ما من شك البتة أن هذه الأجساد هي ما سوف يقوم حتى نشتمل بها ثانية لدى القيامة" (في المبادئ 1:10:2)، لكنه أدرك أيضاً أن بولس قال "لحماً ودماً لا يقدران أن يرثا ملكوت الله":  "وهذا يبدو أشد وضوحاً إذا ما أمعن النظر في صنف الجسد الحيواني، الذي يتجدد إلي صنف الجسد الروحاني بعد ان يًزرع في الأرض، لأن قوة القيامة ذاتها ونعمتها تستمدان الجسد الروحاني من الجسد الحيواني، حينما تعبران به من الدناءه إلي المجد "  (في المبادئ 1:10:2).
لهذا أصر أوريجانوس أن جسد القيامة هو إمتداد للجسد المادئ من حيث من حيث الجوهر (المادة) Substance، لكن يسكوها غرف أثيري سماوي بعد ان تترك غلافها الأرضي يقول أوريجانوس: "في إعتقادنا أن هذا سيحدث على غرار حبة الحنطة... بالحقيقة، علينا أن نفكر أن أجسادنا سوف توارى الثري أيضاً، كما ان حبة الحنطة. ولكن فيها ذهنا (أصل germ) يحفظ المادة الجسمية متماسكة.  فهذا الذهن (الأصل) نفسه، الذي يلبث لا يمسه شئ في مادة الجسد، يُنهض هذه الأجساد من التراب بالرغم من كونها ماتت وتبعثرت، ويعيد لها بنيانها ... الذهن الكامن في الجسد يصنع من جسد أرضي حيواني بأمر من الله جسماً روحانياً" (في المبادئ 3:10:2)

خلاصة:
علينا أن نعترف  أن فكر أوريجانوس الأخروي قد إبتعد بمقدار مسافة ما عن الفكر الأخروي الكتابي المتعارف عليه، لقد تأثر أرويجانوس بأمونيوس سكاس ورفيقه في الدراسة أفلوطين حتى لو لم يُشر صراحة لذلك. وبالرغم، ففكر أرويجانوس الأخروي سيطر على العديد من الأباء –ولو جزئياً- وسيطر على العصور الوسطى وبقى حاضراً في كل موضع حتى ولو لم يُذكر إسمه[28]، ويمكن أن نرى ذلك في عقيدة المطهر التي هي نتاج تأثر فكره في الأساس.
لكن في النهاية لا نستطيع إلا أن ننحني إحتراماً وتقديراً لهذا اللاهوتي الموسوعي العظيم، الذي يدرك كل قارئ لفكره أنه أحب الكنيسة بشغف وحاول قدر إستطاعته أن يتمسك بالتعليم القويم:
"أريد أن أكون رجل كنيسة ولا أٌعرف أني مؤسس لأية هرطقة، بل أن أحمل إسم المسيح، أريد ان أحمل هذا الإسم الذي هو بركة على أرضنا. هذه رغبتي: ليُعطني فكري ومؤلفاتي الحق في أن أُدعى مسيحياً" (العظة على لوقا 16)[29].
أوريجانوس



[1]  جورج رحمة (الأب)، موسوعة عظماء المسيحية في التاريخ، ج10: أرويجانوس الإسكندري، منشورات المركز الرعوي للأبحاث والدراسات، دير مار روكز، لبنان 1992، ص 9
Jonathan Hill, Hand Book to the History of Christianity, Zondervan 2006, p. 67
[2] Eusebius: The Church History, Paul L. Maier, a New Translation with Commentary, Kregel, Grand Rapids, MI 2008
[3]  جورج رحمة، أوريجانوس الإسكندري، ص85
[4]  جون لوريمر، تاريخ الكنيسة الجزء الثاني، دار الثقافة 1985، ص60
[5]  لوريمر، ص60
[6] Jean-Yves Lacoste, editor, Encyclopedia of Christian Theology, Routledge 2005, p. 1163
[7] Alexander Roberts and James Donaldson, Ante-Nicene Fathers, Vol. IV, WMD. EERDMANS
[8] جورج رحمة، أوريجانوس الإسكندري، ص101
[9] From Greek:  apo, "back, again," kathistemi, "to set in order, Vine's Expository Dictionary of Biblical Words, Thomas Nelson Publishers 1985
[10] Apokatastasi, in: Glossary of Theological Terms, Theandros online Journal of Orthodox Christian Theology and Philosophy, http://www.theandros.com
[11]  هذه العقيدة الـApokatastasis أعُلِنت رسمياً بدعة في مجمع القسطنطينية الثاني. علّمَ بها إغريغوريوس أسقف نيصص  ومكسيموس المعترف.
[12]  Adolf Harnack, History of Dogma, Vol. 2, Grand Rapids, MI 2005, p. 232
[13]  إعتقد أوريجانوس انه بالأضافة إلى العالم المرئي للمادة: الذي تميز بالنسبوية؛ النقص؛ التغيّرُ والفْسادُ، هناك عالم آخر مخفي مكون مِنْ الكمالِ المُجرّد: وهو ثابت وغير زمني. الشخص أَو الأنا الواعية أَو النفس الروحية يمتدّان على جانبي هذه العوالم بطريقة ما، بينما يَعُودُ الجسم كليَّاً إلى العالمِ المادي وأن العالمَ الطبيعي ينبثق مِنْ الله، وهومثلما علّمَ الإفلاطونيون المحدثون.
Philosophical Primer, Platonism, (http://homepage.ntlworld.com)
[14] Tadros Y. Malaty, The School of Alexandria: Vol, 2: Origen, Jersey City, NJ 1995, p. 863
[15] Johannes Quasten, Patrology, Vol. 2, Christian Classics, Allen, Texas 1997, p. 87
[16]  النصوص المستخدمة للأوريجانوس هي من: جورج خوام البولسي، تعريب، الفكر المسيحي بين الأمس واليوم31: أوريجانوس: في المبادئ، المكتبة البولسية، لبنان 2003، و
Alexander Roberts and James Donaldson, Ante-Nicene Fathers, Vol. IV, WMD. EERDMANS
[17] Quasten, Patrology, p.90
[18]  هذان العالمان السابقان هما عالم الأفكار والمدركات والأسرار وهو عالم عقلي مكنون بأسره في الإبن (رج 3:1- 5:4)، وعالم الإدراكات السابقة في وجودها الذي بدأ في الزمن وإنتهى بالسقوط الذي أدى لخلق هذا العالم المادي.
[19]  أش 22:66
[20]  جا 9:1
[21]  يُرجح العديد من الدارسين ان اوريجانوس لم يقل بعوالم ستأتي في المستقبل لكن فكرة "أحقاب سوف تأتي بعدنا" على الأرجح هو تأويل جاء به أيرونيموس [جيروم] (إنظر الحاشية رقم 20 صفحة 343 من جورج خوام البولسي، أوريجانوس: في المبادئ)
[22] Harnak, p.232
[23] Harnak, p.232
[24] Joseph W. Trigg, Origen, Routledge 1998, p.31
[25] Jim Myers, Origen on the Resurrection, BHR: Number 68, 2005, p. 2
[26]  يبدو أن هذه الفكرة مبنية على (مت 8:5) و (1تيم 9:3)
[27]  فكرة متكررة عند أفلاطون وبلوتارخ والكتابات الغنوسية المسيحية
[28]  كيرلس سليم بسترس وآخرون، تاريخ الفكر المسيحي عند آباء الكنيسة، منشورات المكتبة البولسية، بيروت 2001، ص 417
[29] Joseph T. Lienhard, Origen: Homilies on Luke: Fragments on Luke, Catholic University of America Press, 1996

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن آجيوس إستين (أوو كيريوس ميتاسو)

  ملحوظة لقراءة الكتابة القبطية يجب تحميل هذا ال Font (إضغط هنا) يُرجح أن الألحان الكنسية نشأت مع الكنيسة نشاة الكنيسة نفسها، وتنوعت الألحان بحسب التراث الثقافي والحضاري الذي نشأت فيه كل كنيسة محلية. وتعتبر الأحان الكنسية هي جزء لا يتجزأ من العبادة، فهي كما يشير القديس باسيليوس: إن الترنيم هو هدوء النفس ومسرة الروح، يسكن الأمواج ويسكت عواصف حركات قلوبنا.

الطقس القبطي وتطور القداسات الثلاثة

[محاضرة ضمن مادة الكنيسة القبطية التي أدرسها بكلية اللاهوت الأسقفية] الطقس الديني هو مجموعة أفعال وتصرفات رمزية يستخدم فيها الإنسان جسده (عن طريق حركات معينة أو إرتداء زي معين أو ترديد كلمات معينة) لكي يُجسد أفكاره ومفاهيمه الدينية، ويُعبر عن علاقته بالقوى الفائقة التي يعبدها، مع الوقت يصير الطقس نمطًا سلوكيًا وجزءًا اصليلآ من العبادة الدينية، فمن خلال الطقس الديني يعيد الإنسان إحياء وتعيين تجربة مقدسة هي تجربة/خبرة تفاعله/تلاقيه مع الله من هنا فالطقس الديني يحتوى على أمرين: الرمزية والسلوك الإجتماعي.  والطقس الديني الجماعي (مثل ليتورجيا القداس في الكنيسة القبطية) يعزز من الإحساس بالشركة والوحدة داخل الجماعة، فالأفراد يقومون بعمل واحد معًا، وبالتالي فهو يعبر بصورة حية عن مفهوم الكنيسة ووحدتها. والطقس الديني في أساسه ليس غاية لذاته بل وسيلة للتعبير عن الغاية: العلاقة مع الله/ الإيمان؛ وينفصل الطقس عن تلك الغاية، حينما تتحول الممارسة الدينية إلى غاية في ذاتها.

هل كان المسيحيون الأوائل أكثر إيمانًا وقداسة منا اليوم؟

  عزيزي، أنت تؤمن أن مسيحيو الماضي قد وُهبُوا إيمانًا وقداسة فائقين، فقد عَبَرْوا من بوتقةِ الاضطهاد العنيف والالام التي تتجاوز عتبة التحمل لمن هم في العصر الحديث. كما أنك تؤمن أن القديسين والشهداء الأوائل، ونُساك الصحراء هم نموذج لا يُمكن لنا نحن المؤمنين المعاصرين تحقيقه. ها أنت تأبى أن تترك حنين الماضي، أو أن تُقْدِمُ على الفحصِ المتأني للمشهد الإيماني المعاصر، حتى تكتشف ذلك النسيج المعقد للحاضر، الذي يتحدى هذه المقارنات السهلة.