التخطي إلى المحتوى الرئيسي

التمييز ضد المرأة والأسس اللاهوتية للمساواة بين الرجل والمرأة في تكوين1-3


التمييز ضد المرأة والأسس اللاهوتية للمساواة بين الرجل والمرأة في تكوين1-3



في البْدءِ كَانت الأُنثى.....

سعاد الصباح



يشمل التمييز ضد المرأة كل تفرقة أو اختلاف في المعاملة أو استبعاد أو تقييد يتم على أساس الجنس Gender بهدف الانتقاص من حقوق المرأة لصالح الرجل أو التأثير على تمتع المرأة بالحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية وأية حقوق أخرى .

وتحفل المجتمعات الشرقية بهذا التمييز فالمراة هي أقل من الرجل، وحقوقها أقل من الرجل، والشريعة الإسلامية مع الأسف تؤيد هذا التمييز بشدة، فالمراة ناقصة عقل ودين ولا تصلح للشهادة أمام القضاء، وليس لها حرية إختيار من تتزوج، بل يمكن للرجل ضربها وهجرها دون أن يكون لها حقوق.

مع الأسف الشديد إنتقل هذا الفكر التمييزي لللاهوت المسيحي، فصارت المرأة في اللاهوت المسيحي والكنيسة متنقصة الحقوق وتعاني من عدم المساواة.

مقدمة: الحركات الإنثوية واللاهوت الأنثوي (النسوي)[1]:
تشير Rosemary Radford إلي أن الحركة الإنثوية (النسوية) هي موقف حاسم يتحدي النموذج القائم على السلطة الأبوية (الذكورية) والتي تُعرّف الذكور ككائنات مهيمنة (القوة) وفائقة (العقل)، والنساء ككائنات مساعدة أي ليست أساسية (السلبية) وأقل شأناً (الحدس)[2]. لهذا فالحركة النسوية قامت من أجل إعادة بناء هذا النموذج الموجود بين الجنسين من أجل إشراك المرأة في الإنسانية الكاملة والمتساوية تماماً مع الرجل. وبالتالي فاللاهوت الإنثوي يأخذ النقد الموجهه لنموذج العلاقة السائد بين الجنسين وإطروحات إعادة بناؤه إلي عالم اللاهوت.
والنتيجة أن هذا يؤدي للإصطدام بالأنماط اللاهوتية السائدة والتي تمنح الذكر الهيمنة والسيادة وتعطي التبعية والخضوع للأنثى، وأنماط أخرى مثل حصر اللغة في الحديث عن الله في التعبيرات الذكورية، وان القيادات الكنسية هي فقط ذكورية، وأن المرأة خلقت من الرجل لكن الرجل خلق من الله ... إلخ
ويسعى اللاهوت الإنثوي أيضا لإعادة بناء الرموز اللاهوتية الأساسية لله والإنسانية، الذكر والأنثى، الخلق، الخطيئة الفداء، والكنيسة، من أجل تحديد هذه الرموز في صورة تجمع بين الجنسين وطريقة المساواة[3].
لكن في الواقع ايضا هناك إتجاهات داخل اللاهوت الأنثوي، لا تحاول الإنقلاب على النصوص او التعاليم اللاهوتية، لكنها في الوقت نفسه تحاول تقديم صورة أيجابية للأنثي من التقليد المسيحي والنصوص الكتابية مثل خلق الإنسان ذكر وأثني على صورة الله (تك 27:1)، وشمولية الفداء للذكر والأنثي، وكذلك التركيز على النماذج الإنثوية في التاريخ المسيحي والكتاب المقدس، من أجل تطبيق ذلك في النهاية على فكرة المساواة بين الجنسين.

والسؤال هنا هما إذا كانت قصة الخليقة تعبرعن مساواة كاملة بين الرجل والمرأة؟! أم أن المنطلق اللاهوتي الذي يبدأ من سفر التكوين هو منطلق ذكوري بحت؟!
لكن قبل تقديم أية إجابات هناك نقطة هامة يجب أن نأخذها في الإعتبار:
سفر التكوين لا يحكي أصل الإنسانية ولا يحكي كيف تكونت الأرض ووُجد الإنسان، بل هو فقط يقدم تبريراً وجوديا في صورة أجوبة على أسئلة الإنسان الملحة: من أين جاء؟ ومن أوجده؟ وإلي أين يذهب؟ وكيف أصبح على هذه الصورة؟، وكما يقدم أيضاً تبريراً وتمهيداً لما يجب أن يحدث في المستقبل من تجسد وفداء وخلاص...

"آدم": تحليل لغوي:
"فخلق الله الانسان אֶת־הָאָדָם (‘adam) على صورته.
 على صورة الله خلقه.
ذكرا وانثى خلقهم" (تك 27)
مصطلح "آدم אָדָם (‘adam)" يأتي هنا مسبوقاً بأداة تأكيد אֶת وآداة تعريف הָ (definite article)، وهو مصطلح يتكرر دائماً مصحوباً بآداة التعريف عندما يشير إلي الإنسانية (البشرية) وليس كأسم علم proper name [في العبرية أداة التعريف لا تستخدم أبداً مع الإسم الشخصي personal name[4]]. كما أنه لا يشير تقليديا لـ"رجل" أو للذكورة، فهذا يجعل من العبارة الأخيرة للآية 27: "ذكرا وأنثى" عبارة مضللة[5].
نفس الإستخدام يتكرر في تكوين 6:2-7 "وجبل الرب الاله الإنسان (‘adam) ترابا من الارض ونفخ في انفه نسمة حياة. فصار الإنسان (‘adam) نفسا حية" و "وغرس الرب الاله جنة في عدن شرقا ووضع هناك الإنسان (‘adam) الذي جبله"
هذا الفهم اللغوي هو نفسه الذي فهمه مترجموا السبعينية LXX حيث نقلت (‘adam) العبرية في هذه المواضع إلي ανθρωπον، وهو نفس الفهم أيضاً الذي فهمه آباء الكنيسة الأولون[6].
طوال قصة خلق الإنسان وما تلاها (تك 26:1-28، 7:2، 21:2-25، تك 3) يسُتخدم مصطلح (‘adam) بمعنى البشرية (الإنسان) وليس بمعنى ذكوري أو رجل، بصورة أخرى – وهو ما يؤكده إستخدام السبعينية لـ ανθρωπος (لكن ليس في كل المواضع)- هو تعبير يشير للجنسين androgynous[7].
أول إستخدام واضح لمصطلح (‘adam) كإسم علم نجده في تكوين 25:4 "وعرف ادم امراته"[8].

الخلقة حسب الصورة (تك 27:1):
يمكن القول أن كلمة (‘adam) هي كلمة "وجودية" أي تشير لجوهر "أن تكون إنساناً": جوهر البشرية، لا يوجد أي دليل أن هناك قصد إلهي لكي تعبر اللغة العبرية عن البشرية بكلمة مذكرة.
في (تك 27:1) وضعت الكلمات "على صورة الله... على صورته" قابلة للتبادل مع كلمات "ذكرا وأنثي"، صورة الله ليست فقط ممثلة في الذكر وحده أو الأنثي وحدها، بل صورة الله هي في شركة الإثنين معا (إنظر شرح "معينا نظير" بالأسفل) لذلك فإن المحبة هي الصفة الأكثر تمييزاً بين الذكر والأنثي.
يركز جو كابوليو على ان "وجودنا البشري في جنسين، ذكر وأنثي ليس مجرد ترتيب غير مقصود للنوع الإنساني وليس مجرد طريقة مناسبة لحفظ النوع الإنساني. لا، فهو مركز بشريتنا الحقيقية، تنوعنا الجنسي وقدرتنا على ان نحب وأن نكون محبوبين مرتبط جداً بخلقنا على صورة الله"[9].
يؤكد أنطوان نوي أيضاً على هذه الحقيقة: "صورة الله ليست شخصاُ واحداً، ولكنها زوج مع ما يعنيه ذلك من تغيير، تجاذب، تنوع وحب. تظهر تلك الصورة في العلاقة، وتوجد في المقابلة مع الآخر مع ماله من تباين... لم يصنع الإنسان ليكون وحيداً، فهو يحتاج لمن يكون في مواجهته حتى يعكسا معاً صورة الله"[10].
ويرى آباء الكنيسة عموماً في هذا النص أنه يعني أن الرجل والمرأة كلاهما على صورة الله، وأن الصفات الشخصية لكل منها تعكس معا الصورة المتكاملة لطبيعة الله[11].

معيناً نظيره (تك 2:18):
"ليس جيد ان يكون الإنسان (لاحظ أنها إنسان אָדָם= ανθρωπον(LXX) وليس آدم بشخصه) وحده فأصنع له معيناً نظيره" (تك 18:2)
لسوء الحظ إرتبطت هذه الآية غالباً في الأذهان بمراسم الزواج فقط، لكن هذا "ليس صحيحاً من الناحية اللاهوتية" فالنص الكتابي هنا يؤكد على أهمية الشركة.
تذكر ان كلمة (‘adam) هنا هي كلمة "وجودية": هذه الآية تعبر عن جوهر الوجود الإنساني: الشركة[12]. يعلق فيلو Philo على هذه الآية قائلاً: " هذه الكلمات تشير إلي الشركة... ليس للفائدة بل أكثر منها بالإتحاد والوئام، حتى يأتي هؤلاء معاً في شركة الحب، في هذا يمكن تطبيق قول فيثاغورس :المحب هو في الواقع نفسه الاٌخرى"[13].
كلمة (‘adam) هنا تشير للإنسان الذي يحتاج للشركة، لا للإشارة للتنوع الجنسي في ذاته، بل للتنوع كشركة في جوهر الإنسانية.
صورة الله لا يمكن التعبير عنها إلا في الشركة، كما ذكرنا هي ليست في الذكر وحده او الأنثي وحدها في شركة الإثنين معا، يشير فيلو إلي أن خلقة المرأة من ضلع الإنسان (الذي هو في وسط الجسد البشري) تشير إلي أنها تمثل نصفه تماما[14]، فقد الإنسان نصفه (رمزياً) ليصبح غير مكتمل إلا في وجوده في شركة مع النصف الآخر[15]، المعنى المقصود هنا ليس الزواج بل الشركة مع باقي الإنسانية.
خلق الله الإنسان للشركة معه، وخلقه على صورة، تستخدم الكلمة اليونانية προσωπον (أى وجود وكيان) للتعبير عن كلمة "أقنوم" السريانية لوصف أشخاص الثالوث المميزة، وتترجم في العربية لكلمة "شخص" لكن ليس "الشخص" هو نفسه الشىء "كالفرد" على الإطلاق، فاى واحد منعزل مستقل بذاته لايكون شخصاً أصيلاً حقيقياً بل مجرد فرد أى وحِدة مجردة، لكن "الشخص" الحقيقي يكون فقط من خلال الدخول فى علاقة مع أشخاص آخرين لذا فالله ليس مجرد وحدة بل هو إتحاد شركة. و"شخصية" الفرد لاتظهر أو تكون فى إنعزاله بل عندما "يتحدث" أو "يشترك" مع آخر، فالشخصية إذاً لا تكون إلا فى حالة الشركة.
لهذا أيضا تختتم قصة خلق المرأة بتعبير " ويلتصق بامراته ويكونان جسدا (בשׂר)[16] واحدا" (تك 24:2) او كما تنقلها التوراة السامرية "يكونان بشراً واحداً"[17]

خلقة حواء بعد آدم:
في الواقع إن قصة خلق الرجل أولاً ثم المرأة بشكل متعاقب هو من أجل إظهار الحاجة إلي الشركة وليس لتبرير أي تسلل هرمي (رئاسي).
وحقيقة أن الإنسان يحتاج لمعين نظيره هي علامة على النقص وليس التفوق أو السيادة[18].
هناك أمر آخر، مثلما جُبلت حواء من آدم فآدم نفسه قد جُبل من التراب، لكن هذا لا يعني ان للتراب سيادة أو تفوق على آدم. آدم أيضاً لم يكن له أي دور في وجود حواء، فقد أوقع الله سباتاً على آدم ثم "بني  וַיִּבֶן" المرأة، ومن خلال بناء حواء من أحد أضلاع آدم (من منتصف جسده مثلما أشار فيلو)، يبدو أن الله يشير إلى العلاقة المتبادلة والمتساوية (الشركة)، وصلابة الحياة التي لا تنفصم فيها بين الرجل والمرأة.
تنقل السبعينية كلمة "بني  וַיִּבֶן" إلي ωκοδομησεν وهي كلمة تستخدم في السبعينية للإشارة إلي مشاريع البناء الكبري مثل المدن (تك 17:4، 11:10) وبرج بابل (تك 4:11-8)، ومع ذلك تم إستخدامها أيضا مع الإشارة لبناء المذابح (على سبيل المثال تك 20:8، 7:12، 25:26)[19].
هكذا نرى، أن الطريقة التي إستخدمها الله لبناء حواء لم تكن فقط مجرد تفاصيل مذكور لكنها تشير لأهمية وعظمة ما فعله الله.
الحقيقة انه من الصعب التكهن عما إذا كان هذا هو ما فعله الله حرفياً من اجل أن توجد حواء (الأنثى)، فالرمزية تتداخل بشدة مع الواقعية في سفر التكوين، ونحن هنا نقرأ نص بالغ القدم، ربما أراد الوحي الإلهي أن يشير فقط للشركة والمساواة بين الرجل والمرأة، لا أن يقدم رواية تاريخية لكيفية الحدوث الفعلي لخلق الإنسان.

لكن ما الذي تعنيه "معينا עֵזֶר نظيره כְּנֶגְדֹּו" بالتحديد؟
معينا עֵזֶר: تستخدم في عدة مواضع من العهد القديم للدلالة على المساعدة العسكرية[20]، يستخدم الجذر أيضا مركباً مع الأسماء الإلهية "إيل أو يهوه": مثل عزاريا= الرب أعان (ساعد)، عزار= الرب يساعد ... إلخ
أيضا إستخدمت الكلمة لتشير لمساعدة الله لشعبه (تك 25:49، خر 4:18، عدد 7:33، مز 1:121-2 ...إلخ)، في الوقت الذي لا نجد في في العهد القديم أي إستخدام للكلمة للتعبير عن شخص أقل يساعد شخص أعلى.
إذا الإفتراض أن "معيناً" تشير إلي أن الشخص الذي يساعد هو أدنى او أن دوره أقل عن دور ما أساسي هو إفتراض مضلل.
الترجمة الأدق يمكن أن تكون مساند (مؤيد) ‘sustainer’ أو رفيق ‘companion’[21]
نظيره כְּנֶגְדֹּו: الجذر נֶגֶד يشير إلي معنى "يوضع عاليا، يكون واضحا لشخص، امام"[22]، ويمكن ترجمتها إلي نسخة مطابقة أو شئ متمم[23]، الكلمة تشير للمساواة والحياد[24].

نتائج السقوط (تك 3):
يصور السفر الأول لآدم وحواء (كتاب أبوكريفي) ما حدث بصورة رمزية، بعد السقوط وجد آدم وحواء أنفسهم في كهف الظلمات: "حنيئذ وقف آدم في الكهف وقال: ايها الإله لماذا غادرنا النور وألتف حولنا الظلام؟.... لآنه طول وجودنا في الجنة.. لم أكن مختفيا من حواء ولا هي ايضا كانت مختفية عني، فحتى الآن هي لا تقدر أن تراني، ولم يأتي ظلام يغطينا ويفصلنا واحدا عن الآخر... غطانا الظلام وفصلنا واحدا عن الآخر" (سفر آدم وحواء الإصحاح الثاني عشر)[25]
ما الذي يعنيه هذا؟
كسر الإنسان علاقته مع الله، لقد وصل إلي عالم إمتلاك الخير والشر، وبالتالي كُسرت علاقة الإنسان بالإنسان، الرجل بالمعين نظيره: المرأة. بدلاً من أن يكملا بعضهما كإنعكاس لصورة الله إصطدما: أدان آدم حواء وأدانت حواء الحية: توترت علاقة الرجل بالمرأة وتوترت علاقتهما بالخليقة من حولها.
كانت كلمات الله لهما لتعريفهما بنتيجة التعدي:
-        إنفصالهم عن الله: " يوم تاكل منها موتا تموت (الموت هنا هو الأنفصال الحياة أي الإنفصال عن الله)"، " فاخرجه الرب الاله من جنة عدن"،
-        توتر علاقتهما بالخليقة:" ملعونة الارض بسببك. بالتعب تاكل منها كل ايام حياتك. وشوكا وحسكا تنبت لك وتاكل عشب الحقل."
-        توتر علاقة الشركة بينهما: " الى رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك"، الرغبة في السيادة هي مرتبطة إرتباط وثيق بالرغبة في التأله: بالكبرياء: أي بالسبب الرئيسي للسقوط، برغم سقوط الإنسان فلازال سبب السقوط قائم داخله: رغبته في التأله والسيادة والتسلط وإنعكس هذا على علاقته بإخيه الإنسان
وبتشوه الصورة الإلهية داخله: لم يعد الإنسان قادراً على أن يعكس صورة الشركة الإلهية.

خاتمة:
سيادة الرجل على المرأة ليست إذاً وصية من الله مثلما يقول الفكر اللاهوتي السائد، بل إنها نتيجة دخول في عالم محكوم بعوامل القوة والقدرة والدعوة للإنسان في التاريخ هي مصارعة تلك العوامل الخاصة بالقوة والسيادة من أجل تأسيس علاقات مبنية على التكامل[26].
خلق الرجل والمرأة على قدم المساواة، ليعكسا معاً الصورة الإلهية، منفردين لا يمكن لأي منهما أي يعكس صورة الله وحده، خُلقا دون ادنى تمييز، لا سيادة لأحدهما على الآخر بل في شركة محبة قائمة دائمة.
لكن في السقوط كُسرَ التناعم بين الأجناس، كان الأمر نتيجة الإنسان الذي يريد أن يكون الله. رسالة النص لا تأمر النساء أن يخضعن لأزواجهن، كذلك لا يقول أن أوجاع الولادة منفعة او ان تعب العمل ضرورة، بل أنه يشرح عواقب السقوط ويدعو لتجاوز هذه الحالة لإعادة إكتشاف العلاقة المبنية على التكامل[27].
في السقوط تأثرت العلاقة الشخصية بين الرجل والمرأة. تغرب الإنسان عن الله وتغرب بالتالي عن أخيه الإنسان، فشركة الإنسان مع الإنسان مستمدة من شركته مع الله. السقوط أدى إلي[28]:
1-   التهشم والإستقطاب
2-   الفردية والعزلة
3-   الإرتياب والمزاحمة ووالعداوة بين الحنسين

لذا علينا الان ان نُعيد إكتشاف تلك العلاقة القائمة على التساوي، ننظر كيف كانت الصورة الأولى للرجل والمراة، تلك الصورة التي ردها المسيح بالتجسد للبشرية، لأننا لو ظللنا متمسكين بتلك الأفكار اللاهوتية التي حادت عن عن القصد الإلهي سنظل بعيديين عن الصورة الأولى التي ظهرت لنا في المسيح يسوع.


[1] لغوياً: الأنثوية: من الأنثى، النسوية: من النساء
[2] Susan Frank Parsons, editor, The Cambridge Companion to Feminist Theology, Cambridge University Press 2004, p. 3
[3] Susan Frank Parsons, The Cambridge Companion to Feminist Theology, p. 4
[4] Ronald W. Pierce and Rebecca Merrill Groothuis, editors, Discovering Biblical Equality: Complementarity without Hierarchy, InterVarsity Press 2005, p.82
[5] Robert Alter, Genesis: Translation and Commentary, W.W. Norton & Company 1996, p.5
[6] For further reading on this point refer to: Andrew Louth, editor, Ancient Christian Commentary on Scripture: Genesis 1-11, InterVarsity Press 2001
[7] على الرغم من أن كلا من الكلمتين العبرية واليونانية ويشير لغويا للإنسانية عامة، فنحويا إعرابهما يشير للمذكر المفرد، لكن لاحظ أيضاً ان اللغة العبرية لا تحتوي على الجنس المحايد لكنها فقط تحتوي إما على مذكر أو مؤنث. أما بالنسبة لليونانية الهيلينية فالجنس المحايد يستخدم عادة للإشارة لمفهوم مجرد وليس لمجرد شخص أو شئ مادي (راجع:
Micheal W. Palmer, Hellenistic Greek: Lesson 5: Masculine and Neuter Adjectives, 2009 at http://greek-language.com/grammar/05.html
[8]Ronald W. Pierce and Rebecca Merrill Groothuis, editors, Discovering Biblical Equality, p.79
[9] جو كابوليو، لغز الإنسان: نظرة مسيحية بعيون إفريقية، دار الثقافة 2007، ص61
[10] أنطوان نوي، وقائع أيام الخليقة: قراءة معاصرة لقصص التكوين، دار الثقافة 2004، ص53
[11] أحد رهبان دير ابو مقار، شرح سفر التكوين: سفر البدايات، دير ابو مقار 2005، ص117
[12] من أجل فهم أفضل لموضوع "جوهر الوجود الإنساني هو الشركة"، راجع كتاب: الوجود شركة للمطران يوحنا زيزيولاس (أستاذ علم الآباء بجامعة تسالونيكي وجامعة جلاسكو) والصادر عن مؤسسة القديس انطونيوس، القاهرة 2006
[13] Philo, Questions and Answers on Genesis, trans. by Ralph Marcus, Harvard University Press 1953, p. 11
[14] Philo, Questions and Answers, p.14-15
[15] هذه الكلمة "ضلع tsela"، هناك غموض متعلق بها، نحن لا نعرف بالتحديد أي جزء من جسم الإنسان تشير إليه برغم من الترجمة التقليدية "ضلع"، فهذا هو الشاهد الوحيد الذي استخدمت فيه للإشارة لجزء في جسم الإنسان، لكن من الواضح انها تشير إلي شئ متصل مع الجانب فقد إستخدمت أيضاً للإشارة لجانبي تابوت العهد (خر 12:25، 14 .. إلخ)، راجع:
Donald E. Gowan, From Eden to Babel : A Commentary on the Book of Genesis 1-11, Eerdmans, Grand Rapids, MI 1988, p. 47
[16] كلمة (בשׂר) في معناها الأساسي تعني "لحم" أو "جسد" أو بمعنى أدق الصورة الخارجية للجسد البشري لكنها تستخدم أيضاً للإشارة للإنسان ككل ، راجع تك 12:6،13؛ عدد 22:16، عدد 27:16، أش 16:66، 24؛ ...إلخ
[17] Arabicam Pentateuchi Samaritani Versionem, edit. T.G.J. Juynboll, Lugduni Batavorum, Brill 1851
[18] Mark G. Brett, Genesis: Procreation and the Politics of Identity, Routledge 2000, p.31
[19] Robert Alter, Genesis: Translation and Commentary, p.233
[20] R. Laird Harris; Gleason Leonard Archer; Bruce K. Waltke, Theological Wordbook of the Old Testament (TWOT), electronic ed. Chicago : Moody Press, 1999
[21] Susan Brayford, Septuagint Commentary Series: Genesis, Brill, London 2007, p.232
[22] TWOT
[23] Robert Alter, Genesis: Translation and Commentary, p. 9; James Swanson, Dictionary of Biblical Languages With Semantic Domains, electronic ed. Oak Harbor : Logos Research Systems, Inc., 1997
[24] Susan Brayford, Septuagint Commentary Series, p.232
[25] ابراهيم سالم الطرزي (ترجمة)، إبيجرافا وابوكريفا العهد القديم: الكتاب الأول: أسفار جنة عدن المسيحية وأسفار آدم وحواء، القاهرة 2006
[26] أنطوان نوي، وقائع أيام الخليقة، ص110
[27] أنطوان نوي، وقائع أيام الخليقة، ص110
[28] د. جورج عوض، الإنسان ذكر وأنثي: إنسان اليوم السابع، مقال في مجلة مدرسة الإسكندرية، مجلة أكاديمية تصدر عن كنيسة مار جرجس سبورتنج، السنة الثانية- العدد الأول ابريل 2010، ص91-108












تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لحن آجيوس إستين (أوو كيريوس ميتاسو)

  ملحوظة لقراءة الكتابة القبطية يجب تحميل هذا ال Font (إضغط هنا) يُرجح أن الألحان الكنسية نشأت مع الكنيسة نشاة الكنيسة نفسها، وتنوعت الألحان بحسب التراث الثقافي والحضاري الذي نشأت فيه كل كنيسة محلية. وتعتبر الأحان الكنسية هي جزء لا يتجزأ من العبادة، فهي كما يشير القديس باسيليوس: إن الترنيم هو هدوء النفس ومسرة الروح، يسكن الأمواج ويسكت عواصف حركات قلوبنا.

الطقس القبطي وتطور القداسات الثلاثة

[محاضرة ضمن مادة الكنيسة القبطية التي أدرسها بكلية اللاهوت الأسقفية] الطقس الديني هو مجموعة أفعال وتصرفات رمزية يستخدم فيها الإنسان جسده (عن طريق حركات معينة أو إرتداء زي معين أو ترديد كلمات معينة) لكي يُجسد أفكاره ومفاهيمه الدينية، ويُعبر عن علاقته بالقوى الفائقة التي يعبدها، مع الوقت يصير الطقس نمطًا سلوكيًا وجزءًا اصليلآ من العبادة الدينية، فمن خلال الطقس الديني يعيد الإنسان إحياء وتعيين تجربة مقدسة هي تجربة/خبرة تفاعله/تلاقيه مع الله من هنا فالطقس الديني يحتوى على أمرين: الرمزية والسلوك الإجتماعي.  والطقس الديني الجماعي (مثل ليتورجيا القداس في الكنيسة القبطية) يعزز من الإحساس بالشركة والوحدة داخل الجماعة، فالأفراد يقومون بعمل واحد معًا، وبالتالي فهو يعبر بصورة حية عن مفهوم الكنيسة ووحدتها. والطقس الديني في أساسه ليس غاية لذاته بل وسيلة للتعبير عن الغاية: العلاقة مع الله/ الإيمان؛ وينفصل الطقس عن تلك الغاية، حينما تتحول الممارسة الدينية إلى غاية في ذاتها.

هل كان المسيحيون الأوائل أكثر إيمانًا وقداسة منا اليوم؟

  عزيزي، أنت تؤمن أن مسيحيو الماضي قد وُهبُوا إيمانًا وقداسة فائقين، فقد عَبَرْوا من بوتقةِ الاضطهاد العنيف والالام التي تتجاوز عتبة التحمل لمن هم في العصر الحديث. كما أنك تؤمن أن القديسين والشهداء الأوائل، ونُساك الصحراء هم نموذج لا يُمكن لنا نحن المؤمنين المعاصرين تحقيقه. ها أنت تأبى أن تترك حنين الماضي، أو أن تُقْدِمُ على الفحصِ المتأني للمشهد الإيماني المعاصر، حتى تكتشف ذلك النسيج المعقد للحاضر، الذي يتحدى هذه المقارنات السهلة.