التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

مفهوم الرهبنة واللاهوت النسكي- من المصادر الأصلية

هذه الدراسة هي محاضرة ألقيتها في أحد كليات اللاهوت الحركة الرهبانية نشأت الحركة الرهبانية كإمتداد للنسك الذي لُوحظ على نحو واسع من القرون الأولى لنشأة المسيحية. كانت ممارسة الزهد عن إختيار ورغبة شخصية من قبل عدد من المسيحيين من كلا الجنسيين. كان المتبتلون يعيشون في العالم، بمعنى أنهم بقوا مع عائلاتهم وشاركوا في الحياة العامة للمجتمع المسيحي وفي وقت لاحق فحسب- أي مع نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع- بدءوا  ينسحبون إلى خلوة في الصحراء او العيش في جماعة. يمثل تاريخ نشأة الرهبنة تغيرات سريعة وجذرية في الاطر الإجتماعية، الثقافية والدينية. بالرغم من ذلك يصعب جدًا تحديد بدايات وأسباب بذوغ الرهبنة بدقة، خاصة وأنه حتى منتصف القرن الرابع الميلادي تغيب الرهبنة عن المصادر التي لدينا إلا من شذرات قليلة، ومنذ هذا التاريخ وفجأة تصبح محور إهتمام كبير من قبل الأدب المسيحي المكتوب.

ثورة شعب وأحداث جارية: مقتطفات

الروايات حول الثورة في جريدة الشروق وعلى موقعها الإلكتروني  -يوم الأحد 16 فبراير- كتب محمد أبو الغيط مقالاً بعنوان: "مرسى لم يتصل بهاتف الثريا" [1] ، في هذا المقال تحدث عن الروايات المختلفة التي تؤرخ للثورة المصرية منذ 25 يناير 2011: "منذ الثورة نعيش صراعًا بين 4 روايات لتاريخها ، كل تصور منها يختلف جذريًّا عن قرينه ، وكل منها يؤدي لنتائج مختلفة تمامًا .

كيف نتعامل مع التفسيرات الكتابية والخبرات الروحية في كتابات الأباء؟

الكتابات الأولى: الأباء الرسوليين تُعتبر كتابات "الأباء الرسوليين" هي بداية الأدب المسيحي المبكر الخاص بالأباء، وهذه الكتابات بالرغم أننا لا نعرف على وجه اليقين كثير من مؤلفيها (مثل رسالة برنابا والرسالة إلى ديوجنيتوس وراعي هرماس) إلا أننا نستطيع أن نتفهم أسباب كتابتها. فهذه الكتابات الأولى كُتبت من أجل أسباب رعوية وحل مشكلات عملية ولم تكتب من أجل أسباب عقائدية أو لاهوتية، فكليمنضس الروماني يكتب رسالته الأولى لكنيسة كورنثوس لحل مشكلة تمرد وعصيان داخل الكنيسة، ويكتب بوليكاربوس لكنيسة فيلبي لأجل حل مشكلات أخرى في هذه الكنيسة ...إلخ. تميزت هذه الكتابات أيضًا (خاصة هاتين الرسالتين) بأن  نمط كتابتها هو نمط إقناع persuasion وليس نمط أمر comman d (في ختام رسالة كليمنضس الأولى في 58.2 يقول لهم "إقبلوا نصحنا ولن تندموا").

رابطة حماة الإيمان: تحليل للمبدأ والمحتوى

المبدأ تكشف الرابطة على موقعها الإلكتروني وتحت عنوان "من نحن" عن الهدف من نشأتها: "...فغرض هذه الرابطة هي بيان فساد معتقداتهم [اي الذين يهاجمون الإيمان] وفضح اغراض هجومهم على الايمان." أما عن المنطلق فهو: " اسم حماة الإيمان مستوحى من نص المقدس القائل : في 1: 7 كما يحق لي ان افتكر هذا من جهة جميعكم لاني حافظكم في قلبي في وثقي وفي المحاماة عن الإنجيل وتثبيته انتم الذين جميعكم شركائي في النعمة."  وتستكمل الرابطة في نفس الصفحة عن المنهج: "قد أوضحنا أننا نقوم بالرد الأكاديمي على ما يوجه من شبهات وهجوم على العقيدة والكتاب المقدس والإيمان والكنيسة .. الخ وفي ردنا هذا نقتبس ونسير على طريق حماة الإيمان الذين اعتبرهم التاريخ والكنيسة حماة حقيقيين للإيمان من أبائنا المدافعين والبطاركة والقديسين ونحاول ان ننفذ تعاليمهم بطريقة عصرية." وفي مقدمة الصفحة وباللون الأخضر نقرأ: "مجموعه من الشباب الدارسين اكاديميا تجمعنا بغرض الرد على اي شبهه او اتهام يوجة للعقيدة المسيحية او الكنيسة القبطية بكل محبة ونقاش علمي اكاديمي." في هذا المقال لن أناقش إسم

لماذا تحتاج الكنيسة القبطية الأرثوذكسية إلى وثيقة "بنود إيمان"

ما الذي أعنيه بـ"وثيقة بنود الإيمان"؟ بنود الإيمان هي صياغات محددة واضحة وغير قابلة للجدل أو الإلتباس لكل المعتقدات التي تؤمن بها الكنيسة. وهي  لا تشمل فقط البنود العقائدية مثل تلك التي إشتملها قانون إيمان نيقية لكنها تشمل موقف الكنيسة الرسمي من الأمور اللاهوتية-الإجتماعية، واللاهوتية-السياسية وغيرها. مثال على ذلك ما نجده في وثائق المجمع الفاتيكاني الثاني للكنيسة الكاثوليكية، فنرى وثيقة عن الليتورجيا المقدسة Sacrosanctum Concilium ، وثيقة عن دستور الكنيسة العقائدي Lumen gentium ، ووثيقة لدستور عقائدي عن الوحي الإلهي Dei Verbum ، .... إلخ وغيرها من الوثائق. [1]

هيباثيا Ὑπατία... ودراسة التاريخ

تمهيد دراسة التاريخ هي ليست فقط دراسة أحداث الماضي، لكنها أيضًا دراسة كيفية وصول هذه الأحداث إلينا. إن الإجابة على التساؤل الثاني هي الإجابة الأهم بين كل الأسئلة عن التاريخ، فهي التي تحدد مدى مصداقية الروايات التاريخية وعما اذا كانت قد حدثت فعلا.

مجمع جامنيا وتحديد الأسفار القانونية للعهد القديم

ما الذي يعنيه تعبير "الأسفار القانونية"؟ يستخدم تعبير "الأسفار القانونية" ليشير إلى تلك الأسفار التي تم قبولها على إعتبار أنها الأسفار المقدسة (أي الموحى بها وذات السلطان) وتم تضمينها في الكتاب المقدس. وفي حالة العهد القديم ("التناخ" بالعبرية) تعددت النظريات حول متى تم تحديد الأسفار القانونية دون غيرها، وأبرز تلك النظريات وأكثرها شيوعًا (حتى في الكتابات المسيحية المحافظة والكتابات الاسلامية) هي تلك التي تقول أن أسفار العهد القديم القانونية جرى إختيارها في مجمع تم عقده في جامنيا (في إسرائيل) عام 90م.