التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

الطقس القبطي وتطور القداسات الثلاثة

[محاضرة ضمن مادة الكنيسة القبطية التي أدرسها بكلية اللاهوت الأسقفية] الطقس الديني هو مجموعة أفعال وتصرفات رمزية يستخدم فيها الإنسان جسده (عن طريق حركات معينة أو إرتداء زي معين أو ترديد كلمات معينة) لكي يُجسد أفكاره ومفاهيمه الدينية، ويُعبر عن علاقته بالقوى الفائقة التي يعبدها، مع الوقت يصير الطقس نمطًا سلوكيًا وجزءًا اصليلآ من العبادة الدينية، فمن خلال الطقس الديني يعيد الإنسان إحياء وتعيين تجربة مقدسة هي تجربة/خبرة تفاعله/تلاقيه مع الله من هنا فالطقس الديني يحتوى على أمرين: الرمزية والسلوك الإجتماعي.  والطقس الديني الجماعي (مثل ليتورجيا القداس في الكنيسة القبطية) يعزز من الإحساس بالشركة والوحدة داخل الجماعة، فالأفراد يقومون بعمل واحد معًا، وبالتالي فهو يعبر بصورة حية عن مفهوم الكنيسة ووحدتها. والطقس الديني في أساسه ليس غاية لذاته بل وسيلة للتعبير عن الغاية: العلاقة مع الله/ الإيمان؛ وينفصل الطقس عن تلك الغاية، حينما تتحول الممارسة الدينية إلى غاية في ذاتها.

حيرة!! (قصة)

كانت في حيرة شديدة من أمرها... هل حدث ذلك حقًا؟!! أم أنها مجرد خيالات؟!! إن رهبة تلك الأماكن المقدسة ربما تدفع العقل في بعض الأحيان إلى إختلاق أمورِ عجيبة: أرواح تختبئ بين الظلال... ملائكة تتراءى بين أضواء الشموع... ربما أيضًا قديسون على النوافذ! لكن... لقد دار حوار بينهما!!!

رسالة للكنائس حول توحيد موعد عيد القيامة

مينا فؤاد توفيق- عماد عاطف يونيو 2014 قبل أن نبدأ الشهر الماضي قدم قداسة البابا تواضروس الثاني دعوة لكنائس العالم لتوحيد موعد عيد القيامة. هذه الدعوة هي التي دفعتنا لكتابة هذه الرسالة التي يُفترض أنها تعبر عن  رأي قبطي يخاطب الكنائس الأخرى في إطار الحوار المسكوني. الوحدة والحوار تبدأ أُسس الحوار بتعريف الحوار ذاته: الحوار ليس حوارًا للماضي أو إجترار لخلافات الماضي؛ لكن الحوار ينظر إلى المستقبل من خلال التلاقي مع الحاضر. إن الحوار بحسب تعبير الأب فاضل سيداروس اليسوعي هو "موقف باطني من الاعتراف بالآخر المختلف وبما يعيشه من حقيقة وإقتناع وإلتزام" (علم لاهوت الاديان ص50) ، وهو "إعادة النظر في الذات والنقد الذاتي، بصدق مع الذات، تحاشيًا لإمتلاك الحقيقة المطلقة" (ص51) .

الكنائس البروتستانتية والاسرار: 1/3 الإفخارستيا: لوثر وكالفن وإيمان الكنيسة الإنجيلية المصرية

1/3 : الإفخارستيا: لوثر وكالفن وإيمان الكنيسة الإنجيلية المصرية مقدمة كتب أحد مواقعنا القبطية الإرثوذكسية – والتي يرتادها الالاف- هذه الكلمات: "البروتستانت لايؤمنون بسر الافخارستيا... كل ما يفعلونه لتنفيذ وصية الرب (أنجيل لوقا 22:19) هو احتفال في بعض المواسم، فيه كسر الخبز، لمجرد الذكرى، ويدعون ذلك فريضة وليس سرًا كنسيًا." هذه الموقع وغيره من المواقع، والتي يفترض ان تكون مصدر دقيق وموثوق منه للمعلومات اللاهوتية، تعتمد على التراث الشفاهي والمتراكم من عصور غابت عنها المعرفة وتعذر فيها الوصول الي النصوص الاصلية والمراجع. أما الآن فكل شئ متوافر لكل الناس، النصوص والمراجع والابحاث والدراسات. والمؤسف في الأمر، أن الشخصية المصرية إعتادت وأدمنت التراث المنقول ولازالت تعتمد عليه كمصدر اساسي للمعلومات دون ان تحاول الإقتراب من الطرق السليمة للبحث والمعرفة.

مفهوم الرهبنة واللاهوت النسكي- من المصادر الأصلية

هذه الدراسة هي محاضرة ألقيتها في أحد كليات اللاهوت الحركة الرهبانية نشأت الحركة الرهبانية كإمتداد للنسك الذي لُوحظ على نحو واسع من القرون الأولى لنشأة المسيحية. كانت ممارسة الزهد عن إختيار ورغبة شخصية من قبل عدد من المسيحيين من كلا الجنسيين. كان المتبتلون يعيشون في العالم، بمعنى أنهم بقوا مع عائلاتهم وشاركوا في الحياة العامة للمجتمع المسيحي وفي وقت لاحق فحسب- أي مع نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع- بدءوا  ينسحبون إلى خلوة في الصحراء او العيش في جماعة. يمثل تاريخ نشأة الرهبنة تغيرات سريعة وجذرية في الاطر الإجتماعية، الثقافية والدينية. بالرغم من ذلك يصعب جدًا تحديد بدايات وأسباب بذوغ الرهبنة بدقة، خاصة وأنه حتى منتصف القرن الرابع الميلادي تغيب الرهبنة عن المصادر التي لدينا إلا من شذرات قليلة، ومنذ هذا التاريخ وفجأة تصبح محور إهتمام كبير من قبل الأدب المسيحي المكتوب.

ثورة شعب وأحداث جارية: مقتطفات

الروايات حول الثورة في جريدة الشروق وعلى موقعها الإلكتروني  -يوم الأحد 16 فبراير- كتب محمد أبو الغيط مقالاً بعنوان: "مرسى لم يتصل بهاتف الثريا" [1] ، في هذا المقال تحدث عن الروايات المختلفة التي تؤرخ للثورة المصرية منذ 25 يناير 2011: "منذ الثورة نعيش صراعًا بين 4 روايات لتاريخها ، كل تصور منها يختلف جذريًّا عن قرينه ، وكل منها يؤدي لنتائج مختلفة تمامًا .

كيف نتعامل مع التفسيرات الكتابية والخبرات الروحية في كتابات الأباء؟

الكتابات الأولى: الأباء الرسوليين تُعتبر كتابات "الأباء الرسوليين" هي بداية الأدب المسيحي المبكر الخاص بالأباء، وهذه الكتابات بالرغم أننا لا نعرف على وجه اليقين كثير من مؤلفيها (مثل رسالة برنابا والرسالة إلى ديوجنيتوس وراعي هرماس) إلا أننا نستطيع أن نتفهم أسباب كتابتها. فهذه الكتابات الأولى كُتبت من أجل أسباب رعوية وحل مشكلات عملية ولم تكتب من أجل أسباب عقائدية أو لاهوتية، فكليمنضس الروماني يكتب رسالته الأولى لكنيسة كورنثوس لحل مشكلة تمرد وعصيان داخل الكنيسة، ويكتب بوليكاربوس لكنيسة فيلبي لأجل حل مشكلات أخرى في هذه الكنيسة ...إلخ. تميزت هذه الكتابات أيضًا (خاصة هاتين الرسالتين) بأن  نمط كتابتها هو نمط إقناع persuasion وليس نمط أمر comman d (في ختام رسالة كليمنضس الأولى في 58.2 يقول لهم "إقبلوا نصحنا ولن تندموا").